البغدادية لا تحتاج “اس ان جي”

حسنا فعلا الجهات الرسمية حين قدمت للبغدادية أغلى هدية كثمن لمواقفها من قضايا الشعب العراقي وبالتزامن مع دخولها عامها التاسع، عندما ارسلت مدير شرطة الرصافة ليصادر جهاز الارسال الخارجي “اس ان جي” ويوقف البث من بغداد. لسنا هنا بصدد مصادرة حق الحكومة او هيئة
الاعلام والاتصالات بما تفعل خصوصا في المسائل ذات البعد الاجرائي في حال كان يجري تنفيذها على المسطرة بصرف النظر عن كون هذه القناة من الموالاة او المعارضة. وهنا اود القول انه إذا تعلق الامر بعدم تنفيذ القناة الاوامر الخاصة بترددات البث او عدم دفعها الضرائب المترتبة عليها او عدم استحصالها على رخصة للبث وبعد سلسلة من الانذارات فان قرار الغلق فيه الكثير من “الباب والجواب” شريطة ان لا يكون ذلك ذريعة او اجراء حق يراد به باطل.
اما إذا كان قرار الغلق ومصادرة جهاز الارسال يستند الى كون البغدادية من القنوات المحرضة فإنني اقول وبدون مواربة نعم. البغدادية اكبر قناة محرضة في البلاد وما “تكعد راحة” ولا تدع احدا “يقعد بدكانه” ومعنية بقضايا ليست من الاولويات في شيء خصوصا وانها من المسائل الترفيه و”البطرانة” جدا بل وربما من وجهة نظر السلطات تافهة.. مثل ملفات الفساد المالي والاداري من خلال الكشف عن سرقة عشرات مليارات الدولارات من قبل بعض كبار السادة المسؤولين وصغارهم عبر احزابهم واقربائهم واولادهم وانسبائهم. يبدو ان البغدادية لأتعرف ان الاقربين عند الجماعة “اولى بالملغوف” وليس المعروف مثلما هو معروف. بس مو طه محي الدين؟
البغدادية وفي إطار سعيها لكشف ملفات الفساد تستند على حديث الامام علي بن ابي طالب عليه السلام “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه” بينما شعار الجماعة هو “خلهم يأكلون مادام خالهم طيب” علما ان هذا المثل يحتاج الى شيء من التحريف. فطبقا للمحاصصة فلم يعد الخال وحده من يطعم ابناء اخته بل الاب والابن والعم والجد والجدة. تحريض البغدادية عند هذا الحد. بل أستطيع القول انها تجاوزت كل خطوط الطول والعرض بانحيازها الكامل للشعب. ثم ان البغدادية “صاحبة سوابق” في التحريض .. الم تنسق مع ارهابيي كنسية سيدة النجاة قبل سنتين واغلقت مكاتبها على هذا الاساس لفترة طويلة قبل ان تعلن الحكومة براءتها؟ أليست هي ضالعة في تهريب سجناء ابو غريب طبقا لمعلومات أحد اعضاء البرلمان؟ أليست البغدادية هي من حرضت جماعة الحراك الشعبي وتنسيقية اب وقبلها الكثير من البرامج والتصريحات والملفات والوثائق التي تتحدث عن منح المال العام والاراضي العامة لاسيما في المحيط بالكاظمية والجادرية بالكرادة وشارع الاميرات بالمنصور لكبار السادة المسؤولين تثمينا لـ ” خدماتهم الجهادية”؟ ماذا تريدون بعد أكثر من ذلك؟ هل ازيدكم من الشعر بيت واقول انها لم يعرف عنها يوما انها حرضت على الفتنة الطائفية التي هي أكبر سوق للابتزاز السياسي والمالي اليوم؟ ماذا تريدون أكثر من ذلك حتى تبقى تحتفظ هذه القناة بجهاز ارسال خارجي؟ ختاما اقول ان من اتخذ قرار مصادرة الـ ” اس ان جي” لا يعرف ان البغدادية لا تحتاج جهاز ارسال لان صوتها هو صوت الشعب العراقي كله.

 

بقلم: حمزة مصطفى