من هو الشاعر العراقي الراحل حسب الشيخ جعفر؟


قدّم كل من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس الجمهورية برهم صالح، الإثنين، تعازيهما بوفاة الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر.
  

وكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في تغريدة على “تويتر: “تلقينا ببالغ الأسى نبأ رحيل الشاعر العراقي الكبير حسب الشيخ جعفر. كان رحمه الله قامة ثقافية وإنسانية باسقة أمدّ الثقافة العراقية بدفق الفكر والوطنية”.  

وأضاف الكاظمي، “‏تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه وللوسط الثقافي العراقي والعربي بغياب منبر من منابر الإبداع”.  

وعزّى رئيس الجمهورية برهم صالح، الإثنين، بوفاة الشاعر العراقي الكبير حسب الشيخ جعفر  

وقال صالح، في تغريدة على “تويتر”: “طائرُ الجنوب الذي حلّق في الشعر العربي لعقود، شاعراً ومترجماً ومجدّداً رحل عن عالمنا”.   

وأضاف، “‏بوفاة الشاعر العراقي الكبير حسب الشيخ جعفر يفقدُ الشعرُ أحد أهم قاماتِهِ، وتنحني “نخلةُ الله” حزناً على ابن ميسان الذي أضاء الشعر بمدوّراته. تعازينا لكل العراقيين، وتغمد الله روحه بالرحمة”.   

كما نعت وزارة الثقافة، في وقت سابق، رحيل الشاعر الكبير حسب الشيخ جعفر، في العاصمة العراقية بغداد بعد صراعٍ مريرٍ مع المرض.  

وقالت الوزارة في بيان”فقدنا اليوم أحد أهم الأصوات الشعرية في العالم العربي في الوقت الذي ما زالت الأوساط الثقافية تحتفي فيه بصدور أعماله الشعرية الكاملة عن دار الشؤون الثقافية العامة”.  

وأضاف البيان، أن “الشاعر حسب الشيخ جعفر ، أمَدَّ تجربة الشعر العربي عموماً والعراقي خصوصا” بالكثير من سمات التطور والتجديد ، ورغم الجهد الأدبي الذي درس جوانب عديدة من أشعاره ، إلا أن هناك جوانب كثيرة ما زالت تستحق التأمل والدراسة”.  

وختم البيان بالقول: إن تجربة حسب الشيخ جعفر ، تشكل امتداداً زمنياً متدرجاً وتصاعدياً ، حيث جاءت مجموعاته الشعرية الأربع الاولى واحدة ترفد الأخرى بتجربة غنية بدءاً من ( نخلة الله ) إلى مجموعته الرابعة (عبر الحائط في المرآه ) يضاف إلى هذه التجربة الروحية والشعرية ، ذلك العمق الحياتي الذي اغتنت به تجربة الشاعر من خلال سفره في بعثة دراسية إلى موسكو للدراسة في معهد غوركي للآداب”.  

وفي وقت سابق، نعى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، رحيل الشاعر العراقي القدير حسب الشيخ جعفر، الذي توفي عن عمر ناهز الثمانين عاما بعد معاناة مع المرض.    

وقال الاتحاد في بيان إن “رحيل جعفر خسارة فادحة للأدب العربي، فهو التجربة المهمة، والشاعر المبتكر، والأديب الأصيل، والإنسان النبيل”.  

وأضاف: “وداعاً أيها الوديع الهامس بكل مفردات الحياة.. تبكيك الأنهار والجهات وهي تتعلم الدوران من تدوير تفعيلاتك، وتبكيك الأمم التي تسمو بك، وتعلو لتعود إليك. المجد لروحك الطاهرة الخالدة”.  

وتابع، أن “من مؤلفاته:  

نخلة الله، شعر، 1969.  

الطائر الخشبي، 1972.  

زيارة السيّدة السومريّة، شعر، 1974.  

عبر الحائط في المرآة، شعر، 1977.  

وجيء بالنبيين والشهداء  

في مثل حنو الزوبعة  

الأعمال الشعرية، شعر، 1985.  

أعمدة سمرقند، شعر، 1985.  

كران البور  

الفراشة والعكاز  

تواطؤاً مع الزرقة  

رباعيات العزلة الطيبة  

رماد الدرويش مذكراته عن مرحلة الدراسة في موسكو  

الريح تمحو والرمال تتذكر، رواية، 1969.  

مختارات من الشعر الروسي  

وترجم قصائد مختارة لغابرييلا ميسترال، وقصائد مختارة لبوشكين”.  

من هو حسب الشيخ جعفر؟  

حسب الشيخ جعفر (1942) شاعر عراقي. ولد في العمارة. تخرّج في معهد غوركي للآداب في موسكو 1966 وحصل على ماجيستر آداب. عين رئيساً للقسم الثقافي في إذاعة بغداد 1970 – 1974، ومحرراً في جريدة الثورة، وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. ساهم في الصحافة العراقية وحضر المؤتمرات الأدبية والشعرية في العراق ودول العربية والاتحاد السوفيتي.  

من دواوينه الشعرية‌ نخلة الله والطائر الخشبي وزيارة السيدة السومرية وعبر الحائط في‌ المرأة وفي مثل حنو الزوبعة. وله عدة مؤلفات يحكي عن سيرته وترجم عن شعراء الروس.  

حصل تقديراً لأعمال الشعرية على جائزة السلام السوفيتية في سنه 1983 وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر الـدورة الثامنة : 2002 – 2003.  

سيرته  

ولد عام 1942 في ناحية هور السلام بمدينة العمارة، جنوب العراق وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في محافظة ميسان. قد انتقل وهو في سن الثامنة عشرة إلى موسكو من قبل الحزب الشيوعي العراقي ليدرس في معهد غوركي للآداب عام 1959.  

درس في معهد غوركي للآداب لمرحلتي الليسانس والماجستير فحصل على ماجستير في الآداب عام 1965. ثم عاد إلى وطنه وعمل في الصحافة والبرامج الثقافية الإذاعية، كما عمل محرراً في الصحافة الثقافية البغدادية. عين عضو في الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء في العراق في 1969 حتى بداية التسعينات.  

شعره  

يقال أن ذكرياته في روسيا هي النبع الملهم لكل ما كتب، “حكايته الشخصية بدأت وانتهت هناك. أما شعره فقد كان شيئا مختلفا. كان ذلك الشعر مزيجا من عصور مختلفة. كانت تقنيته تمزج بين الأزمنة المتباعدة كما لو أنها تقع في الوقت نفسه. كما أن المشاهد المتلاحقة لا تنتمي إلى مكان بعينه. في ذلك الشعر كان المعدان وهم سكان الأهوار العراقية يتلمسون طريقهم في أروقة قصور الإمبراطورية الروسية كما لو كانوا من بناتها. لقد تخطى حسب في شعره عقدتي المكان والزمان فكان شعره شبيها بمحاولات فرجيينا وولف في الرواية. ألهمه التداعي الحر أن يكون ابن لحظة الكتابة. كان من الصعب تقليده لذلك كان نسيانه مطلوبا”.