رسالة تايه عبدالكريم إلى صاحب القناة البغدادية.. الدكتور عون الخشلوك

صراع بين قيادات بعثية والفضائية البغدادية حول حوارات تايه عبد الكريم ،كشف فيها سياسات البعث قبل السقوط
ظهرت بوادر صراع بين قيادات بعثية والفضائية البغدادية اثر تسجيلها سلسلة من الحوارات مع البعثي تايه عبد الكريم الذي كشف عن سياسات البعث قبل السقوط

واصدر البعثي تايه عبد الكريم سلسلة من الرسائل (بعد بث البغدادية حلقاته التلفزيونية)، يعتذر بها لقيادته البعثية عن كشفه لجرائم صدام ونظامه البعثي، واخر تلك الرسائل يكشف قصة الاتفاق الذي حدث بينه وبين البغدادية حول فضحه لنظام البعثي البائد والتي بالنص التالي: 
يقول تايه بعد الكريم في رسالته لقياته البعثية :لقد اتصل بي صديق عراقي في عمان وقال لي : بان شخصاً يدعى د. حميد عبدالله صحفي ومراسل لفضائية البغدادية، قبل ان يصبح مديرا لفرع هذه الفضائية المشبوهة في كل من عمان ودمشق. كان حميد عبدالله المراسل الصحفي المذكور يريد مقابلتي لاجراء لقاء صحفي معي. ابلغت صديقي باستعدادي لمقابلته، واتفقنا على الموعد والمكان في احدى مقاهي عمان.. 

وفي اليوم التالي جاءني في نفس الموعد والمكان شخص قدم نفسه لي وقال : بأنه الدكتور حميد عبدالله، فرحبت به وجلس معي، مع العلم انني لم اعرفه ولم التق به من قبل. 

بعد قليل وبعد الترحيب به، طرح عليّ لقاءا صحفيا وحوارا يتعلق ببعض الحوارات السابقة والمواضيع المهمة التي عشتها وتعاملت معها خلال وجودي كمسؤول كبير في النظام الوطني قبل 9 نيسان 2003، أي نظام ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز المجيدة لعام 1968، والتي قام فيها حزب البعث العربي الاشتراكي. 

اجبته بانني اعتذر عن اجراء مثل هذا اللقاء والحديث عن بعض ما يتعلق بمسيرة البعث قبل عام 2003 
لقد اوضحت للسيد حميد عبدالله بان لدي مذكرات ساقوم بطبعها ونشرها في الوقت المناسب، بعد ان يسترد العراق عافيته وامنه ولحمته واستقراره وسيادته، أي بعد انسحاب قوات الاحتلال والغزو الامريكي الصهيوني والاستعماري. فجلس معي قليلا واعتذرت منه وغادر المقهى. 

وفي اليوم التالي جاءني حميد عبدالله ثانية الى المقهى التي كنت ارتادها دائما، واخبرني باننا مستعدون لشراء المذكرات والقيام بطبعها ونشرها في الوقت الذي ترتاونه، وان مدير الفضائية البغدادية ومالكها يقول انه مستعد لطبع هذه المذكرات ونشرها عندما تحين الظروف المناسبة وبيعها على ان تكون الحصص مناصفة. 

قبلت العرض، لانني ليس لدي مقدرة مالية على طبعها في الحاضر او المستقبل وذلك نظرا لظروفي المالية الصعبة جدا، كان مجرد اتفاق مبدأي مع مراسل البغدادية، واذا به في اليوم التالي يتصل بي ويقول: بان صاحب الفضائية قد ارسل لي بطاقة سفر الى القاهرة ومبلغ 5000 دولار. استفسرت من السيد حميد عبدالله عن سبب ارسال هذا المبلغ من شخص لم التق به سابقا ولا اعرفه ولم اسمع باسمه من قبل. فأجابني بان مدير الفضائية يقول : بان هذا المبلغ هو مساعدة وهدية على حسن نية وليست جزءا محسوبا او سيحسب على المذكرات اذا ما تم الاتفاق معه. استغربت كثيرا من مثل هكذا مبادرة، وهذا العمل الانساني النبيل والثقة العالية من شخص يتخذ مثل هذه المبادرة ويقوم بهذا العمل. 
وبعد حوالي اسبوع حجز فرع الفضائية مقعدا لي بالطائرة للسفر الى القاهرة للقاء صاحب الفضائية والتي لم اسمع عنها من قبل، والله سوى مرة او مرتين عن طريق صديق لي، ولانها ايضا قد تاسست حديثا وقبل فترة قصيرة. 
سافرت الى القاهرة جوا، وعند وصولي مطار القاهرة وخروجي للذهاب الى المدينة، رايت قرب الباب الخارجي للمطار السيد حميد عبدالله بانتظاري واستقبالي. وركبت معه في سيارة كان يسوقها بنفسه. وكان الوقت مساءا. 

نزلت في احدى دور الضيافة التابعة لصاحب الفضائية وبت تلك الليلة، وعند الصباح في حوالي الساعة الحادية عشرة جاءني حميد عبدالله واخذني بسيارته او سيارة الفضائية! لا اعرف بالضبط ملكيتها لمن. كانت وجهتنا مقر الفضائية البغدادية في مجمع الاعلام في مدينة 6 اكتوبر، وهناك التقيت بشخص اسمر لم اره من قبل، وقدموه لي بانه صاحب الفضائية ورئيس مجلس ادارتها , وهو الدكتورعون الخشلوك، وكان مدير الفضائية احد رفاقنا السابقين، وهو شخص من اصل كردي اسمه ارشد توفيق والذي كان سفيرا للعراق في احدى الدول الاوربية. وقبل العدوان الامريكي على العراق استقال وهرب مع سفراء آخرين واختفوا عن الانظار. 
بعد استراحة قصيرة وترحيب حار من صاحب الفضائية طلبت منه ان نلتقي سوية ولوحدنا في غرفة الادارة، فخرج الباقون من الذين كانوا معنا.  

لقد قمت بطلب والتماس من عن الخشلوك صاحب الفضائية الامور التالية قبل الاتفاق والبدء بتسجيل مذكراتي وهي :
1- ان الغرض من تسجيل هذه المذكرات هو اولا واخيرا افراغ السيديات التي تتضمن مذكراتي لغرض طبعها في كتاب ونشره على ان يتم النشر والطبع في الوقت الذي احدده وكما ذكرت عندما تحين الظروف الطبيعية المناسبة ولو تطلب الامر بعد سنين. 

2- تعرض عليّ المذكرات لتقييمها والاطلاع عليها وقراءتها لتلافي ما قد تتضمنه من عبارات غير مناسبة اثناء استطرادي في الحديث، اضافة الى ما قد يقع سهوا او خطا وجل من لا يسهو , من مواضيع وفقرات متعلقة بالمذكرات. وكلما يتطلب من التعديل والاضافة والحذف، لكي تكون المذكرات سليمة وخالية من اية غيوب او عبارات غير لا ئقة. 

3- اجابني على الفور وهو يقسم لي بكل مقدساته وبشرفه في انه سيطبعها في الوقت والزمان الذي تحدده انت موجها كلامه الي. 

4- في اليوم التالي بدانا بتسجيل المذكرات بالصوت والصورة حيث استمر التسجيل لمدة اسبوع في كل يوم حلقة حيث كانت تستغرق عملية تسجيل الحلقات من ساعتين الى ساعتين ونصف كحد ادنى. 

5- اصبح مجموع الحلقات المسجلة بين 8-9 حلقات لا اتذكرها بالضبط وقد فاتني وللاسف الشديد ان اطلب منهم اعطائي نسخة مما قمنا بتسجيله من مذكراتي، وهذا خطا كبير مني سببه النسيان والغفلة. 

6- بعد الانتهاء من التسجيل جيء بالمذكرات وسلمت الى عون الخشلوك، وبعد استلامه لها قام من مكانه وفتح قاصته التي كانت في غرفته وهي فارغة، فوضع المذكرات المسجلة في القاصة واقفل عليها واخذ المفتاح ووضعه في مكان سري في مكتبه معاهدا ايّاي ثانية ومعززا عهده بالقسم ثانية بان هذه المذكرات سوف لن تخرج من مكانها التي وضعت فيها إلا بعد ايعازك لي وموافقتك على ذلك، قال ذلك موجها كلامه اليّ، فشكرته وانا مطمئنا الى ما قاله من خلال المعاملة الطيبة التي لقيتها منه في حينها منه وحسن الاستقبال. 

7- كان الوقت بداية المساء، فاصطحبني معه مع مديره السيد ارشد توفيق وحميد عبدالله واحدى المذيعات الى بيته لتناول العشاء عنده. 

8- غادرت داره الى مقر اقامتي واعدا إياي باننا سنلتقي خلال بضعة ايام في عمان لتوقيع اتفاق يتعلق بالمذكرات والالتزامات التي تعهد بها لي بعد ان طلبتها منه. 

9- في اليوم التالي صباحا علمت بأنه قد غادر الى اليونان حيث يقيم هناك مع عائلته في اثينا مركز عملع التجاري وسكنه الدائم وبدون ان يبلغني بسفره 

10- في اليوم التالي وبعد الانتهاء من تسجيل مذكراتي عدت الى عمان جوا حيث مقر اقامتي. 

11- وقد نسيت ان اذكر موضوعا هاما جرى بحثه في بيته، حيث تطرقنا عن طريق الصديق ومن خلال الاسترسال بالحديث في مواضيع مختلفة، حيث سالني عن ابني نصير لانه عرف بأني ادعى بأبي نصير، حيث سأُلتُ من قبله عن عمره وعن عمله وتحصيله العلمي فاجبته بان نصير هو ولدي الاكبر وهو متزوج وله ثلاثة اولاد ويقيم قبلي في عمان وكان يعمل مقاولاً صغيرا مع شريك له في عمليات تبليط الشوارع ولسوء حظه وعدم المامه بعمله، فقد فشل وخسر بضعة ملايين كانت لديه من زوجته وهي حصتها من الارث بعد وفاة والدها ووالدتها، وهو الان في عمان بدون عمل بدون عمل يعيش على مساعدات عائلة زوجته الميسورة وتشبثت هنا وهناك في ايجاد عمل له فلم يوفق. وبعد ان سمع مني الكلام عن وضع ولدي نصير المادي اخرج موبايله واتصل بدولي في الامارات بمدير اعماله او احد شركائه لا اعرف، واتصل به وابلغه بإصدار امر بتعيين ولدي نصير موظفا في احدى فروع شركاته الموجودة هناك والاستعجال باستحصال فيزا للمجيء الى دبي للالتحاق بعمله كمهندس لان ولدي كان مهندس صناعي اختصاصه ادارة المعامل والمنشآت. فشكرته على عمله الاخوي والانسانسي هذا. وقد ابلغت ولدي نصيربموضوع تعيينه. 

12- ولكني وبعد عودتي الى عمان علمت من ولدي نصير بانه قد اتصل بالشخص الذي كلفه عون الحشلوك باصدار أمر تعيينه بعد اعطاء رقم رقم هاتفه النقال، وكان جواب ممثل عودة الخشلوك الوعود فقط دون القيام بإصدار امر تعيين حسب أمر صاحب الشركة عون الخشلوك. 

13- وبعد الحاح شديد من ولدي على الشخص الذي يوجد في دبي ابلغه بالقول : (يا اخ نصير لا تصدق باقوال ووعود عون الخشلوك فهو شخص متقلب المزاج وغير صادق حيث يعد ولا يفي) وعندها انتهت المكالمة الهاتفية. 

14- اخبرني ولدي نصير باسمهمن ذلك الشخص المكلف باصدار امر تعيينه بامر من مديره عون الخشلوك. فلم اصدق باديء الامر الا بعد ان تاكدت بنفسي عن صحة ما قال ذلك الرجل بحق د. عون الخشلوك. 

15- بعد بضعة ايام مرت، تجاوزت الوقت والموعد الذي حدده عون الخشلوك للقاءنا في عمان لتنفيذ ما اتفقنا أعلاه بما يخص المذكرات والالتزامات المتبادلة، فاتصلت بالدكتور حميد عبدالله واستفسرت منه هل وصل عون الخشلوك الى عمان؟ فأجابني بأنه قد وصل عمان امس ومكث في المطار لمدة ساعة واستقل طائرة الى دولة الامارات قاصدا مدينة دبي مقر اعماله ومع شركائه، واستغربت لعدم الاتصال بي واعلامي بمجيئه وعدم الاتصال بي حسب الاتفاق الذي تم معه في القاهرة. 

16- اتصلت به في دبي واستفسرت منه عن عدم إعلامي بمجيئه ولقائي به حسب الموعد، فاعتذر قائلا : بانه كان على عمل لامور تتعلق به في دبي. 

17- استغليت فرصة مكالمته في دبي وابلغته بمصير تعيين ولدي نصير وما قاله ممثله في دبي والذي كلفه بإصدار امر تعيين نصير بحقه (عون الخشلوك)، وبينت له عن استغرابي للكلام الذي تفوه به ممثله في دبي بالضبط، فقلت له : بانه يقول عنك بانك شخص غير ملتزم ومتقلب، أي انه اتهمك بالكذب والوعود غير الصادقة. فاجابني قائلا :هل هذا هو الكلام الذي قاله ممثلي لولدك.. اجبته نعم بالضبط، وخذ الهاتف وتحدث مع ولدي للتاكد من صحة ما قلته لك، فاجاب بعبارة مقتضبة (زين سهلة) وكان الامر كان ولم يكن له أي موقف سلبي او انفعالي اتجاه وكيله. 

18- ابلغني، بانه سيكون في عمان للقائي وأجاز ما تم الاتفاق عليه شفهيا في القاهرة. 

19- انتظرت يومين وثلاثة واسبوع واكثر من ذلك….، ولم يات وعلمت، فاتصلت به على الهاتف النقال سائلاً عن سبب عدم الوفاء والالتزام بمواعيده، وكنت في حالة غضب وعتب شديد، فاعتذر متعللا بكثرة أشغاله ووعد بالمجيء قريباً 

20- مر حوالي الشهر ولم يات ولم يتصل بي هاتفيا، وبسبب هذا الموقف الذي أنطوى على الوعود الكاذبة، وما قاله بحقه وكيله، اهتزت ثقتي بهذا الرجل الذي كانت نظرتي عنه طيبة وإيجابية في اول تعارفنا ولقاءنا في القاهرة… فبدأت تنتابني الشكوك والهواجس حول مدى جدية ومصداقية هذا الرجل. 

21- أتصلت بعد مرور ذلك الوقت الطويل به على الهاتف النقال ولم يرد علي بنفسه، بل كلمني اخوه معتذرا بأن د. عون الخشلوك خارج البيت وبصحبته وجود ضيوف اجانب وعرب تتعلق بأعماله، فاغلقت سماعة الهاتف. 

22- اتصلت به مساءا في حوالي الساعة الحادية عشرة فردت عليّ زوجته، بأنه نائم فأستشطت غضباً وأقفلت الهاتف. 

23- وفي صباح اليوم التالي، اتصلت به صباحاً بحدود الحادية عشرة والنصف، فردت علي أبنته بأن والدها نائم. وبعد ساعة كتبت له رسالة على الموبايل بضرورة الرد على هواتفي، وخلال بضعة ساعات وإلاّ سأتخذ منه موقفا آخر واسمعه ما لا يسره لأنني اعتبرت عدم الرد علي مباشرة ومن قبله، هي من باب تجاهلي وتهربه مني واعتبرت هذا الموقف نوعاً من عدم الاهتمام والإحترام لي. 

24- مرت الساعات التي حددتها له لم يجيبني أو يتصل بي. 

25- عندئذ كتبت له رسالة شديدة اللهجة تضمنت إهانات لا يتحملها إنسان يحترم نفسه. 

26- من جملة ما قلته له : 

• عدم ردك على هواتفي وعدم الإيفاء بالتزاماتك هو عمل يعبر عن قلة الذوق وقلة الأدب. 

• وقلت له : كنت اعتبرك واظنك تبرا (ذهب) مصفى ولكن بان معدنك صفره علاه الصدأ. 

• جميع مواعيدك ووعودك كانت كاذبة والكذب حيض الرجال. اضافة الى امور اخرىاقل حدة وغضب. 

• دفعك مبلغ 5000 دولار ما هو الا طعم صياد ماهر ومحترف اوقعني في شباكه.. 

27- لم يرد على رسالتي المطولة التي أرسلتها عبر الهاتف والتي كانت تتضمن ما معدله (13) ثلاث عشرة رسالة. 

28- بعد بضعة أيام اتصل بي مدير فضائيته آنذاك السيد ارشد توفيق، وكان رفيقاً حزبيا وصديقا فعاتبني على الرسالة التي بعثت بها الى صاحب الفضائيةعون الخشلوك والتي هو مديرها (ارشد توفيق) فأجبته وأوضحت له جميع التفاصيل المذكورة أعلاه وموقفه غير اللائق دون سبب او وازع , وفسّرت موقفه هذا عملية نصب وأحتيال لسرقة المذكرات.