قناة البغدادية ومؤسسها ، كلمة منصفة

عراقيون كثر مثلي لايعرفون من هو صاحب البغدادية الا بعد رمية حذاء الزيدي على الرئيس الامريكي السابق بوش . الحدث صدم الجميع وصدم العالم ايضا . شاب عراقي ينهض حاملا على كتفيه آلام الفقراء

، آهات الارامل ، بكاء الاطفال من فقد امه او اباه او كلاهما معا في سوق شعبي او ساحة عامة . نهض الزيدي وهو يحمل كل هذا ماسكا حذاءه بيد واحده ويقذفه على بوش مرتين !. اول وهلة صدمني الفعل . يالهي حقا ما ارى عراقي يقذف بوش بحذائه . بوش الذي اسقط صدام واسقط البعث . الصدمة عقدت لساني لم اعد اقوى على الكلام . سألتني زوجتي ما بك لم تكن قد عرفت بالخبر لم اجبها جلبت حاسوبي وجلست قرب التلفاز مسمرا عيني على الجزيرة والبغدادية والسي ان ان وعيني الأخرى على الانترنيت . بعد مرور ساعة من نشر الخبر لم اصدقه رغم اني شاهدته امامي بام عيني . تسألت مع نفسي من اين اتت شجاعة الزيدي . ليس وحده من يشعر بالم العراقيين لكنه لم يفعلها غيره ورمى حذاءه على ذبابه فكيف على اكبر رئيس دوله ارعب دول ورؤساء . استرجعت الحادثة واعدت مشاهدة الحدث على اليوتيوب عشرات المرات اردت معرفة من اين اتت شجاعة الزيدي من نفسه ام من مواقف وجرأة القناة التي يعمل وينتمي لها ام من مؤسسها ؟؟؟.

بات معروفا لكل وسيلة اعلام اجندة ما منها ايجابية تخدم الوطن والمواطن ومنها سلبيه تضرهما . وسائل الاعلام في العراق للمفارقة تحمل الضدين تجد حتى وسائل اعلام تمول من المال العام لاتقل ضررا بالوطن والمواطن من وسائل اعلام مموله خارجيا هذا لم يحصل في اي بلد لكنه حصل في العراق .

لانتحدث هنا عن وسائل اعلام حكومية او تلك التي تدعمها الحكومة بل حديثنا سيكون باختصار عن وسائل اعلام خاصة باتت تنافس وسائل الاعلام الحكومية حتى طرحتها ارضا واضحت هذه الوسائل مصدر سخرية وتندر من قبل المواطن العراقي في الداخل والخارج .امامنا اربعة قنوات فضائية عراقية وهي : البغدادية ، الشرقية ، الديار ، السومرية ، اثنان من هذه القنوات وهي البغدادية والديار تمول من مال خاص ، نجدها اكثر جرأة وتحديا في طرح مشاكل وهموم المواطن العراقي تكشف الفساد ولاتجامل الحكومة . اما الشرقية وسأتي على ذكر السومرية لاحقا ، فانها اي الشرقية تمول من اكثر من بلد خليجي وليس من المال الشخصي للسيد البزاز . عند مراقبتك لهذه القناة تجد خطابها من خلال نشرات اخبارها متغير دائما حتى انك وانت تتابع نشرات اخبار هذه القناة متقلبة تارة مع الحكومة وتارة اخرى ضدها .. تارة مع هذه الكتلة وتراة اخرى ضدها او مع كتلة اخرى ، اي خطاب هذه القناة متغير متقلب الى حد بعيد . اما السومرية خطابها عراقي نحترمه لكنها ارتضت لنفسها مؤخرا انتاج سلسلة عن الراحل البرزاني باموال كردية مما عرض مصداقيتها وشعارها الذي ترفعه عراق واحد الى الشك والخطر .

البغدادية والديار حافظتا على خطابهما الثابت الذي لم يتغير منذ بدء بثهما وحتى اليوم . ثباتهما هذا يؤكد ما ذهبنا اليه انهما يمولا من مال خاص والا كيف نفسر مبدئية قناة البغدادية حتى اصبحت فجأة في واجهة الاخبار العالمية لعدة ايام وقدرتها على ثباتها على خطها ولم تحيد عنه بعد حادثة الزبيدي . هنا نقول مطمئنين مبدئية القناة وصلابة موقفها وقوة مؤسسها التي استلهمها الزيدي من القناة ومن كادرها ومن ممولها لما اقدم على ما اقدم عليه مسجلا موقفا سيذكره له التاريخ .

لنكن منصفين وانا اتابع برنامج حديث الناس الذي يقدمه المبدع الاستاذ انس البياتي الذي شاهدته يتحدث بالم عن الهجمة الظالمة التي تتعرض لها البغدادية واتهامها بالباطل لماذا ؟ لأن القناة اجندتها عراقية ثابته على خطابها لاتغير مواقفها حسب اتجاه ريح من يدفع اكثر .

سمعنا وقرأنا اشاعات عن صاحب هذه القناة لأننا شعب لايتقن اغلبنا غير فن الكلام وكذبه نسير وراء كل ناعق عبيد لساستنا وحكامنا واحزابنا وعبيد ايضا لمراجعنا الذين اغتنوا على حساب فقرائنا هذه هي طباعنا ليس غريبا اذن عندما نقرأ ونسمع كلاما واطئا عن البغدادية وعن كادرها ومؤسسها مثلما سمعنا وقرأنا كلاما واطئا عن الاسير منتظر الزيدي حتى اتهموه بشرفه لأنه قال كلمة حق في حضرة سلطان جائر .

كلام منصف اقوله امام قراء مقالتي اقسم لهم لم اسمع باسم الدكتور عون الخشلوك الا بعد حادثة رمي الحذاء علينا قول كلمة حق وانصاف البغدادية تمثلني لأنها لاتخشى في الله لومة لائم تقول الحق لم تجامل الامريكان ولم تجامل الحكومة نهجها مستقل وخطابها ثابت ماذا يرد المشاهد العراقي من قناة اكثر من هذا .

تحية الى البغدادية

تحية الى مؤسسها

 

بقلم: غانم علي الحسني