مثل كل مرة .. البغدادية في ( خل ن بوكا ) تتألق جماهيريا بقلم ماجد الكعبي

 

 

 لم يثر حفيظة الكتاب والنقاد والمهتمين بشؤون البرامج
التلفزيونية ، برنامجا معينا بقدر ما أثاره برنامج ( خل ن بوكا ) الذي تبثه قناة
البغدادية أيام شهر رمضان الجاري . البرنامج يجيء في سنته الثانية
وقد زاد وكثر الجدل حول فكرته . وربما ينطلق البعض في رأيه من خلال النظر
لزاوية واحدة من البرنامج . شخصيا انظر إليه من زوايا متعددة وكلها اعتقد
تساهم في نجاح البرنامج في نظري ونظر الكثير من المشاهدين . ففي استخدام
الجيش في إدارة كل حلقة ، أعطى الثيمة الأساسية تطورا وسموا يقابله إعجابا
بطريقة أداء مجموعة أفراد الجيش وهم ينطلقون من عفوية وتلقائية أثارت
الكثير من الإعجاب ناهيك عن تمثيل مقدم البرنامج علي الخالدي الذي كان يؤدي
دوره بإتقان وحرفة . أما من زاوية أخرى فأجد أن إشراك القوات الأمنية في
برنامج الكاميرا الخفية لهو نجاح أخر تقوم به البغدادية لأنهم ليس لحفظ الأمن
فحسب ، إنما هم بشر وبالتالي يمكن التعامل معهم بحرفية وفنية تظهر النوازع
البشرية التي يضمها كل إنسان في دواخله . وليس الأمر يتوقف هنا ، بل إنهم
يؤدون أدوارا قد لا يجيدها فنان متمرس . وربما تكون صدمة الفنان الضيف وهم
يتهمونه بحمل عبوة ناسفة في سيارته ، هي نقطة تحول مهمة في حياته
المهنية قد يحتاجها يوما في أداء دور تمثيلي يتطلب الصدمة والمفاجأة وبهذا
يكون قد اختبر نفسه ودربها على مثل هكذا ادوار صعبة . إن برنامج ( خل ن بوكا
) هو برنامج مهم بكل مقاييس الحرفة التلفزيونية والدرامية لأنه يجمع بين
الطرفة البريئة والصدمة غير المتوقعة وبين رد فعل الفنان الضيف . هذا المزيج
يؤدي إلى نجاح البرنامج الذي استطاع أن يكوّن حالة من الحداثة التلفزيونية
في زمن تزاحم البرامج في الفضائيات التي لم نعد نتفرج على معظمها لخلوها
من الهدف والفن . وقد تكون موافقة الفنان على عرض الحلقة من أهم ثوابت
نجاح البرامج الذي تعرض لبعض النقد . وهنا يكون معد ومقدم البرنامج والقناة
أمام مسؤولية أخلاقية وهم يطلبون من الفنان عرض الحلقة من عدمها . وهذه
المسؤولية الأخلاقية درجت عليها البغدادية في تعاملها مع ضيوفها في جميع
. برامجها
إن برامج الكاميرا الخفية قد شهدت ببرنامج ( خل ن بوكا ) تطورا نوعيا في
التقديم والمقلب البريء والصدمة المدهشة ، وقد يتفوق على كثير من شبيهاته من
البرامج التي تبثها عشرات الفضائيات . تحية لبرنامج ( خل ن بوكا ) وهو يشعل
شمعة متألقة في سماء البرامج التلفزيونية الشعبية التي أخذت مكانها بين
شمعة متألقة في سماء البرامج التلفزيونية الشعبية التي أخذت مكانها بين
. قلوب المشاهدين