محكمة التاسعة ….حكمت على المتهم – بقلم / ظاهر صالح الخرسان

 بعد ان اضحى الاعلام سمة العصر كما يقال ، لم يعد قادرا على الاكتفاء والتقوقع على دوره التقليدي ناقلا للاحداث فقط بل اخذ يجاهر علنا بصناعة …الحدث ،والمحرك الذكي وكذلك المتلاعب بالاحداث لكن معظم وسائل الاعلام العراقية لم تصل الى مستوى النضج او ربما لا تريد الوصول لانها مخمورة على تلك  لموائد وفاقدة الوعي ومشغولة بالتقاط الفتات من اصحاب رؤوس الاموال ورجالات الدولة والاحزاب الكبيرة وحيتان المال العام الكثير منها صار مطية بيد الحزب الحاكم او السلطة على وجه العموم حتى وان كان البعض منها تعمل بطريقة مهذبة ومحترمة لكنها في الحقيقة تفوح منها رائحة القصد من وراء الاسلوب المقصود الذي يتم توجيهه للمتلقي، فقد مولتها دول او مؤسسات حزبية او بلدان اقليمية وحتى جهات استخباراتية فأغلبها لا يجيد اللعبة الاعلامية في مواجهة الواقع بسبب غياب المهنية وحتى الاحترافية واستخدام  الخطاب العاجز الفئوي والحزبي منذ اطلالتها وفي مسيرة اعلامية حيادية وانتاج مسلسل امطار النار وسنوات النار والتي كشفت سياسات البعث وقوات الامن الصدامي وتعاملهم مع ابناء العراق وتسليط الضوء على معاناة اهل الجنوب وسكان الاهوار في عمل درامي رائع كان له الاثر الكبير في قلوب العراقيين على مختلف طوائفهم في حين ان بعض القنوات كانت متملقة او مطبلة للوضع الجديد والاكتفاء بصور المقابر الجماعية والشعارات الفارغة ترافقها خلف الكواليس قرارات عودة البعث والفدائيين الى مناصبهم واسترجاع حقوقهم

 

في حين ان البغدادية منهمكة في ساحة المواجهة لكشف المفسدين وتعريتهم ومحاكمتهم اما المدعي العام الشعب العراقي الذي لا صوت له "سوى صوت البغدادية من خلال برامجها المختلفة" فلا يزال ومستمرا شاخصا بصره الى ما تقدمه من محاكمة قل نظيرها وسط عجز هيئات مستقلة لمحاسبة المفسدين حتى وصل الامر الى تلك الشخصيات العملاقة "الكارتونية" ان تكون بموضع المدافع عن نفسها تترقب ما يُقال في قاعة محكمة ستوديو  التاسعة ،لا نجد صوتا حقيقيا معبرا عن كرامة المواطن العراقي الا في هذه القاعة المفتوحة ،ولا تشخيصا او رصدا الا بداخلها وما في الخارج الى وجع والم وخطابات موتورة مسمومة ملغومة تم تلحينها على صوت الانفجارات وانين المساكين وتلمع وتبرق في كل ازمة محترفة الخداع فحقا ان الاعلام الحقيقي يلوي مصائر الشعب كما تلوي السياسة رقابهم !فها هو المصير يقترب وعداد البغدادية أبتدأ بالعد التنازلي ليختار الشعب اما الحرية الحقيقية او الاتجاه الى ما لا تُحمد عقباه