حرية الاعلام تذبحها قوات بغداد

منذ وقت يعن لي الكتابة عن بعض الظواهر الايجابية في نشاط قناة ( البغدادية ), ولكنني كنت اجد ان شهادتي فيها مجروحة لاسباب لا ضرورة تهم القارئ لذكرها .

في مرات عديدة يظهر لهذه القناة دور بناء من خلال برامجها التفاعلية مع المجتمع وهمومه

.. وفي عدة مرات شدتنا الاحداث التي كان كادر( البغدادية ) محركها وبطلها ولقد اثرت فينا الى حد الانفعال والحوادث والمواقف معروفة للجميع .

يوم امس كانت صفحة أخرى ظلم فيها كادر( البغدادية ) حيث دخل شابان من موظفيها الاحتجاز دونما ذنب او جريرة تستوجب ذلك , فقد تلقى الشابان اتصالا من احد المجرمين الذين اقتحموا كنيسة ( سيدة النجاة ) يعلن فيها عن جريمتهم وهي حالة معتادة ومبررة سبق كثيرا ان تحققت حيث يتوسل الارهابيون وسائل الاعلام لتسريب مواقفهم وتصرفاتهم والا كيف يعرف الرأي العام ان حدثا مثل هذا الحدث قد تحقق , وعندما وصلت المعلومة الى كادر القناة في بغداد تم بثها كخبر عاجل حقق للقناة سبقا صحفيا وفي الوقت نفسه فقد اوفت القناة لمشاهديها كما هو معروف عنها وهذه احدى اهم واجبات المصادر الاعلامية في عكس الاحداث الهامة ذات العلاقة بالشعب .

ان من المخجل حقا ان تتصرف دائرة استخبارات قوات بغداد ذلك التصرف غير المعتاد باستدراج الشابان اثناء عملهما وجعلهما يتركان عملهما والايقاع بهما واستجوابهما استجوابات تشكل اعتداء على حريتهما وطعنا في مفاهيم واجبات الاعلام في متابعة القضايا التي ترنو الجماهير الى الاطلاع عليها وهو حق الملايين الذي ينبغي ان لا يحجبه ضابط مهما بلغت رتبته .

ان كادر هذه القناة وغيرها ليسوا عناصر عاملة تتقاضى رواتبها من الدوائر التي لا ترتاح الى ان تمارس هذه المصادر الاعلامية مهمتها النبيلة .

وليس لنا في هذه المناسبة الا ان نطلب بالحاح وباستنكار شديد ايضا من رئيس مجلس القضاء الاعلى السيد مدحت المحمود ورئيس الادعاء العام وقائد قوات بغداد بمعالجة سريعة وذلك باطلاق سراح الشابين والاعتذار لهما وللقناة على هذه الاساءة التي قد نالت كثيرا من دور الاعلام في متابعة قضايا الشعب الهامة .

ونجد من المناسب ان نذكر ان هذا الاعتداء سوف لن يمر مرور الكرام اذ ان للاعلام سطوة وسلطة في ظل نظام ديمقراطي تطلب سيادته تضحيات ودماء وسوف نتابع هذا الموضوع وغيره من المواضيع التي نجد فيها اعتداء على الاعلاميين والاعلام.

((( اشجبوا قرار الرواتب الخرافية لاعضاء مجلس النواب والوزراء )))

ما هذا الذي يحدث في العراق الامريكي الذي قالوا ويقولون انه يعيش عصر الديمقراطية ؟

قوات وطنية يفترض بها حماية الناس , امنهم ,حريتهم تقتحم حرمة قناة تلفزيونية تحظى بمحبة العراقيين وتطفأ مصادر الطاقة للتشغيل وتهدد العاملين وتثير رعبهم وقلقهم , نعم حدث ذلك حقيقة ما ان انتهيت من كتابة هذه السطور ولقد صدمت وذعرت انا الاخر لان ذلك لم يكن متوقعا ان يحدث لانتفاء اية ضرورة لحدوث ذلك .

ان هذه العنجهية الكولنيالية يفترض ان تمارس ضد الارهابيين الذين يفجرون الحياة في العراق وليس على قناة وقفت الى جانب الشعب وانتصرت لقضاياه .

ان حياة وسلامة كادر القناة وممتلكاتها مسؤولية تقع على عاتق رئيس مجلس القضاء الاعلى والادعاء العام وقيادة قوات بغداد فهؤلاء الشباب ليسوا لقمة سائغة للبيروقراطية العسكرية التي اعتقدنا اننا قد غادرناها بعدان دفعنا غاليا . سنرى ما سيحدث وسنتابع تطورات الامور التي نرجو ان تاخذ منحنى ايجابيا قوامه العقل والحق والقانون .

 

بقلم: صبري الربيعي