حلوة يل بغدادية ياأم خدود الوردية

من أيام الطفولة كانت كلمات تلك الاغنية تصدح بها الحناجر التي كان أصحابها يرسمون آمالهم بطريقة هادئة آملين بالغد المشرق الذي تحول بعد مدة الى غد الدماء والتناحر والحروب والحصارات والموت والسفر البعيد

والهجرة والبغضاء والعداوة والجوع والمؤامرات والآهات واليتم والألم والصبر الذي لايجدي ولايغني ولايفضي الى نتيجة حتى لو كانت بائسة.

حلوة يل بغدادية وقبيل الحرب مع إيران وحين كنت طفلا هائجا بالوكاحة كنت أحفظها دون ان أعرف من بغداد سوى بعض الصور الباهتة وكان الصديق عزيز شريدة الذي قتل فيما بعد وهو يقتحم أحد حقول الالغام الممتدة على طول جبهة الحرب يقدمني ضاحكا لأغنيها في عرس أحد الأقارب, وغنيتها ضاحكا..

فيما بعد وحين تحقق حلمي بان أكون صحفيا عراقيا وكاتبا تضيق به طموحاته لم أنس الأغنية تلك وتمنيت لمرات أن تجعل قناة البغدادية منها مقدمة لبثها ,وكان سروري لايوصف حين أسمع لها برغم أني لاأحب الغناء وأفضل الموسيقى عليه.

وجمعتني بالبغدادية المحبة ,وليس مثلي صحفيا يجمع في نفسه وقلبه حب الجميع من الذين يتصارعون في هذا البلد ولاأجد القدرة في نفسي لأكون مع هذا ضد هذا أو مع ذاك ضد آخر.ولذلك أحببت البغدادية وكنت أسارع لتلبية أي دعوة للظهور وليس حبا بالظهور فأنا أظهر على قنوات عديدة أخرى لكن علاقتي بهذه القناة مختلفة ..في احيان تغيظني بعض البرامج التي تقدمها القناة وأقول في سري ..مالذي جاء بهذا الصحفي الى بيتنا ليتحدث بهذه الطريقة ( بيتنا أقصد به البغدادية)..ولأني لاأكره أحدا ولاأرد على أحد إلا بمايرضيه ,وليس على حساب الحق فلم اجد في نفسي مايدفعني الى الرضا بقرار وقف البغدادية عن العمل في الداخل.

مازلت اتمنى أن تعود هيئة الاعلام والاتصالات الوطنية عن قرارها وتعيد للبغدادية حضورها في الداخل العراقي.

أذكركم إن الحكومة الوطنية المنتخبة جاءت عن طريق العمل الديمقراطي والإنتخابات الحرة والبغدادية تعمل في ظل الديمقراطية..البغدادية والحكومة كلاهما في ظل الديمقراطية التي نهضت بعد العام 2003 وهما يملكان فرصا كبيرة للتفاهم..الهيئة الوطنية والبغدادية يملكان الفرصة أيضا للتفاهم وفق آليات محددة .

لاأدري ..فانا لاأجيد فن الولاءات .أحبكم جميعا.

 

بقلم: هادي جلو مرعي