جلسة البرلمان الأخيرة

 جلسة البرلمان الأخيرة والتي جرت فيها مناقشة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق عن غلق مكتب قناة البغدادية ،أفرزت تداعيات تستحق قراءة جديدة ، للمرحلة السياسية القادمة.
أولها ان مناقشة هذا الموضوع لم يطرح على مجلس قيادة الكتل البرلمانية ، رغم ان تشكيل اللجنة اخذ في الاعتبار تمثيل كافة الكتل، ولعل هذا يصب بالاتجاه الذي تحدثت عنه النائبة حنان الفتلاوي عندما قالت ” نحن في البرلمان نمثل الشعب العراقي ولنا حق والشرعية للحديث بحرية تامة عن لسان ناخبينا وتقييدنا برؤساء الكتل يفقدنا دورنا في ذلك ” ، وهذه بادرة تفرح العراقيين ، لان ممثليهم في البرلمان الحالي بقيادة الوطني النجيفي لن يكونوا ” خيال المآته ” ينظرون لرئيس كتلتهم ، ومتى رفع يده رفعوها .
ثانيها ، الصدرييون كسبوا نجاحا كبيرا عندما تحدثوا بحرية تامة وعبروا بموضوعية عن رأيهم واذكر بهاء الاعرجي الذي قال بأن ” هيئة الاتصالات هي الغير شرعية لأنها لم تعيين وفق الدستور من البرلمان ” ،أعقبه أمير الكتاني الذي قال ” أن ما اتخذ من إجراءات ضد البغدادية ، اتخذ بتعسف وكان يجب توجيه إنذار أو إيقاع غرامة مالية أما الغلق فهو يتنافى مع حرية الإعلام في النظام ألديمقراطي ” ،ثم جاء دعم قصي السهيل برفع يده ، للتصويت على تشكيل اللجنة .
الانطباع الذي ارتسم عندي عن الصدريين من اتجاههم هذا اعبر عنه بهذه الجملة ” يادولة القانون كنا معكم في تشكيل الحكومة لكننا في البرلمان أحرار ” ، هذا من شأنه تغيير حسابات القوة داخل البرلمان ، ويخضع الحكومة لمراقبة شديدة ، يحتاجها البلد للتنمية ومحاربة الفساد ، أحييكم الأخوة في كتلة الأحرار ، مساركم هذا صائب .
ثالثها ، بروز اتجاه من المتحدثين من دولة القانون ، ذكرني ، بالأسلوب الغير قابل للنقاش الذي سمة بارزة من سمات الرفاق الحزبين في النظام المقبور ، وبرز ياسين مجيد بكلام متشنج يريد الإملاء على الآخرين ، دون اعتبار لحرية الرأي ، سانده بتشدد النائب كمال ، لكن النائبين لايعرفون بان دفاعا مستميتا عن هيئة الاتصالات بالطريقة التي اتبعوها ،سيجعل من مثلي يتساءلون ، ماهي مصلحة هؤلاء في دفاعهم هذا ولما ذا يعارضون كشف الحقائق ، لكن حيرتي لم تدوم فقد أجاب عنها الإعلامي البطل في مقالته “” سعادة النائب لن نقبل بتكميم الأفواه ” والتي نشرت في كتابات يوم أمس ، ومنها عرفت بان ياسين مجيد ، مستشار سابق للمالكي ، وعرفت أيضا لماذا كان يوجه الإعلام الكثير من النقد لآبو إسراء عن مستشاريه ، إذا كان نموذجهم ياسين مجيد .

 

بقلم: عادل اليابس