جدل إزاء غلق قناة البغدادية بالعراق

الجزيرة نت

أثار قرار الحكومة العراقية إغلاق مكاتب قناة البغدادية في بلاد الرافدين واعتقال اثنين من العاملين فيها، ردود أفعال واسعة في الأوساط الإعلامية.

وأغلقت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية مكاتب القناة -ومقرها المركزي بالقاهرة- في جميع أنحاء العراق

، متهمة إياها بالإخلال بقواعد ونظم البث الإعلامي.

وروى مدير مكتب القناة في القاهرة عبد الحميد الصائح للجزيرة نت تفاصيل الحادث قائلا إن قوة مسلحة من عمليات بغداد التي تتولى الملف الأمني فيها، اقتحمت الاثنين الماضي مكاتب القناة في العاصمة بعدما طوقت المبنى.

وأضاف أن اقتحام القوة للمبنى تصادف مع بث برنامج حول حرية الإعلام لمجموعة من الصحفيين العراقيين، حيث أمر مسؤول القوة بإطفاء المولدات الكهربائية وخروج العاملين، ودخلت القوات ومعهم ممثل عن هيئة الإعلام والاتصالات. وأضاف أن عمليات بغداد والسلطات الحكومية اتخذت من الأخبار العاجلة التي بثتها قناة البغدادية حول المجموعة المسلحة التي احتجزت رهائن في كنيسة النجاة ببغداد ذريعة لذلك.

اتهام

وتتهم قوة عمليات بغداد القناة بأنها كانت على اتصال مع الجماعات التي تصفها بالإرهابية، ودليلها هو المكالمات التي وردت عبر هواتف القناة المنشورة أصلا على الموقع الإلكتروني المتاح للجميع.

لكن الصائح أكد أن مسؤولي القناة حاولوا مرارا الاتصال بالمتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، لكنهم فشلوا في ذلك ثم بثوا الاتصال الأول لمتحدث -خلال البرنامج- قال إنهم مجموعة مسلحة تحتجز رهائن في كنيسة النجاة، وأعلنت المجموعة أنها من تنظيم ما يعرف بدولة العراق الإسلامية.

ثم قدمت القناة –يضيف الصائح- خبرا عاجلا آخر قال إن هؤلاء ليسوا عراقيين، موضحا أن ذلك أثر في الشارع العراقي لتجنب ردة فعل سريعة أو يثير الخلافات الداخلية.

وفي ما بعد اتصل مسؤول في عمليات بغداد بمكاتب القناة واستفسر عن تلك الاتصالات، وردوا عليه بأنهم سيمدونهم بالهواتف للتعامل مع الاتصالات القادمة للقناة في حال وجود اتصالات ثانية بهدف الاطلاع على كافة المعلومات.

وقال الصائح إن مسؤولي عمليات بغداد رحبوا بذلك واستدعوا عامل البدالة والمخرج المناوب اللذين كانا لوحدهما بمكاتب القناة وأخذا الهواتف معهم، لكن تم اعتقالهما بمجرد وصولهما إلى مقر عمليات بغداد.

وأضاف أنه تم توجيه اتهامات لهما بالإرهاب والاتصال مع الإرهابيين، وأبلغت القناة في ما بعد بأنها ستغلق، مضيفا أن عمليات بغداد استندت في قرار الإغلاق إلى كتاب سابق لهيئة الإعلام والاتصالات بسبب برنامج سابق.

وأشار الصائح إلى أنه تم الإفراج عن عامل البدالة والمخرج في اليوم الثاني، متسائلا كيف يتهم شخص بالإرهاب ويحال وفق قانون الإرهاب ثم يطلق سراحه؟

ذريعة

واعتبر الصائح أن قيادة عمليات بغداد والحكومة أرادت إيجاد ذريعة لإغلاق قناة البغدادية بسبب مصداقية برامجها المباشرة وبرامجها الجادة والصريحة، وعرضها لما وصفه بحال العراقيين البائس في ظل الأداء السيئ للحكومة.

وفي هذا الإطار قال رئيس تحرير صحيفة الصباح شبه الرسمية عبد الزهرة زكي للجزيرة نت إنه إذا كانت هناك مشكلة مع هذه القناة، فإنه من الضروري أن يتم التعامل معها في إطار التفاهمات مع إدارة القناة أولا، ثم يتم اللجوء إلى الحلول القانونية في حال عدم حل الإشكالات وفق الصلاحيات المخولة لها بموجب قانونها.

أما غازي شايع النائب الأول لنقيب الصحفيين العراقيين فأكد للجزيرة نت رفضه قرار إغلاق القناة مهما كانت المبررات، مؤكدا أن القضاء هو الذي يحدد مثل ذلك القرار.

وبدورها عبرت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في بيان عن رفضها للقرار، مطالبة بالاحتكام إلى محكمة قضايا النشر والإعلام.

ودعا رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين إبراهيم السراجي هيئة الاتصالات إلى مراجعة قرارها، معتبرا أن إغلاق مكاتب أي مؤسسة إعلامية دون الرجوع إلى القضاء يعد مخالفة للدستور العراقي وللمواثيق والقوانين الدولية التي صادق عليها العراق.

المصدر: الجزيرة