بغداد في قلب قناة البغدادية

ليس في الوجود كله اصدق وأدق من لغة الأرقام , ولا نجد في الكون كله أروع من المآثر والمفاخر التي ينسجها شخص أو شعب أو امة , فان الحقائق تفرض نفسها مهما تزاحم عليها الركام , وان نور الشمس لن تخفيه كل الغيوم والضباب والسحاب , ولا يوجد الآن في الكون كله حقيقية تظل مطموسة تحت أكداس التهويش والتشويش والإشاعات والدعايات المزيفة , وإننا في عراقنا المهموم المظلوم قد تكشف كل ما هو مستور , وكل ما هو مخبأ في ظلمات الدهاليز , ولا يخلو الإنسان مهما كان متميزا من حقاد وحساد ومغرضين , وعلى المستوى الشخصي والحزبي والوطني والاجتماعي لا نرى أي منهم في منجى من الاتهام والتسقيط , ولكن الحق يصدع , والحقيقية تنطق , والغبار لا بد وان ينجلي مهما طال الزمن .. وإننا في زمن الوعي والتفتح والصراحة , نستطيع وبكل صدق وجرأة أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية , رغم انف المتطاولين والمتعملقين والخبثاء والأجراء الذين لا يتورعون عن لصق الاتهامات زورا وبهتان على كل إنسان أو حزب أو تكتل أو فضائية أو أي نشاط سياسي أو إعلامي أو اجتماعي .

إننا إذ نلقي نظرة فاحصة ومنصفة , على واقع القنوات الفضائية نجد أن منها تبذل كل نشاط واندفاع من اجل الوطن والشعب , ولكنها تطعن ظلما وعدوانا من السن المغرضين والحاقدين , وأمامنا الآن قناة البغدادية فان هذه القناة منذ أن أشرقت على الواقع المعاش , ولحد الآن , لها من اسمها حصة كبيرة ( فالبغدادية ) هي بغداد الزاهية المخلدة , وكل ما تحمل من تاريخ مؤثل , ومجد مؤمل , وعراقة أصيلة , ومستقبل مشرق , فان البغدادية تحمل أفراح واتراح بغداد وتظل تعتبر بغداد الإرث الذي يتجدد تجدد الأيام .

نعم إن قناة البغدادية تشير من عنوانها الأصيل بأنها العراق كله , بسمائه وأرضه ومائه , نعم إنها العراق بشعبه وطموحاته وأوجاعه وآماله وآلامه , وكل ما فيه سلبا أو إيجابا .

إن قناة البغدادية هي كل المحافظات و المدن والقرى العراقية , وإنها قناة كل بيت يبتغي الحقيقية ويطلب التغيير , وقد أثبتت بأنها على استعداد متجدد لتحمل اقسى المتاعب , واعتى الظروف , وأوجع المضايقات , واشد المتابعات والتبعيات والملاحقات , من اجل أن تظل أمينة على مصالح الشعب والوطن , وملتزمة التزاما أكيدا بالاستقلالية والحيادية والصدق والصراحة , وقد تحملت أعباء قاسية من اجل هذه الرسالة السامية المتسامية , وإننا اعرف الناس بمؤسسها وممولها ومدير مجلس إدارتها الدكتور عون حسين الخشلوك , هذا الرجل الذي برهن على وطنية متأصلة كبدته الكثير من التقولات والاتهامات من الحاقدين والمأجورين , ولكنه ظل ملتزما بمبادئ الصدق , وبالالتزامات الوطنية والإنسانية الخلاقة , والتي تصب في قناة الشعب والوطن وما يزال قلبا مفتوحا , ويدا معطاء , وضميرا يقظا , ونفسية تضخ شذى الوفاء والعطاء لكل المقهورين والمتعبين والفقراء والمهمشين , ولا توجد حالة أو ظاهرة لم يساهم بإسعافها , والعطاء المستمر لها , والشواهد على ذلك كثيرة ومعروفة لكل من يعرف هذا الرجل السخي الكريم .

إن الذي نريد قوله أن كل من يمتلك الولاء للحق والمعاضدة للحقيقية , لا ينكر المواقف الخلاقة لكل الخيرين والمبدعين , ويثمن ويمجد ويثني ويطري على كل من يزرع البسمة على شفاه الأيتام , ويسعف الأرامل , ويرفد المحتاجين , ويضيء الدرب للمعوزين وللحيارى , والذين ينظرون لمن يعاضدهم ويساندهم .

وان الذي شدني ودفعني إلى الحديث عن هذا الرجل المعطاء وفضائيته – البغدادية – والتي ساهمت مساهمات خلاقة ومبدعة في دعم الانتخابات , وتشجيع وحمل المواطنين , على الاشتراك في الانتخابات , وقد تحملت الكثير الكثير من المضايقات والمحاصرات والمطاردات والاهانات من اجل رسالتها السامية , وتثبيت نهجها الوطني المبدع الخلاق , فإنها قد عبرت بصدق ووضوح بأنها الفضائية الأولى التي أعطت الكثير المتزايد من الجهود والإبداعات , وكشفت الكثير من الحقائق , وعرت الكثير من السلبيات , وطالبت بالكثير من الطلبات المشروعة لهذا الشعب المنكود .

وكلمة نقولها أمام الله والشعب بأنها الفضائية الوحيدة التي عانى كادرها الإعلامي من المضايقة والمحاصرة والمحاربة , ولكنها ظلت وفية للمبادئ ملتزمة بطموحات الشعب وغير مكترثة بالتوقيف والسجن , فكانت هي الأقوى والابقى في ساحة المنازلة المهنية والوطنية , وهذه حقيقية لا يتمكن من إنكارها كل ناكر ومغرض وحاقد فالحق لا يطمس والشمس لا تحجب .

وإنني إذ اطرح هذه الحقائق أقول بكل الصدق والموضوعية بأنني عندي بعض الملاحظات على بعض برامجها ولكن المؤكد أن طوفان الايجابيات يلغي السلبيات الطارئة .

ويشهد الله إنني بطروحاتي هذه ليس منحازا بثمن , بل إن الحقائق تفرض وجودها , والإنسان الصريح يتعالى عن المصلحية والنفعية الذاتية , أمام مصلحة الشعب والوطن , والتي هي أسمى واشرف غايات المواطن المتجذر في تربة الوطن وفي ضمير الشعب .

 

بقلم: ماجد الكعبي