بالأسرار : حسين كامل أخبرني .. وقناة (البغدادية): أشجعنا جميعا… و(الخشلوك)أعطى مليون خُمس – بقلم: سمير عبيد

بالأسرار : حسين كامل أخبرني .. وقناة (البغدادية): أشجعنا جميعا… و(الخشلوك)أعطى مليون خُمس 

بقلم: سمير عبيد

 

عندما خرج صهر صدام حسين الجنرال (حسين كامل) من العراق تاركا  عمه صدام حسين نحو الأردن والألتحاق بالمعارضة العراقية ، عندما قرر الألتحاق بالمعارضة العراقية فرحنا جميعا بهذا الحدث لأنه حدث نوعي وضربة  قوية للنظام العراقي أنذاك وقررنا احتوائه لأننا كنا ناشطين في المعارضة أعلاميا وصحفيا خصوصا عندما علمنا أن هناك ضباطا كبار في طريقهم للهرب ومرتبطين بحسين كامل. ولكن خرج زعماء الإسلام السياسي في المعارضة العراقية في قناة ( أي أن ان ) المملوكة لرفعت الأسد، وبقناة ( المستقلة) لصاحبها محمد الهاشمي التونسي وقنوات أخرى،  وخوفا على فقدان هيمنتهم على المعارضة العراقية وعلى المساعدات الدولية المليونية الممنوحة للمعارضة وللشعب العراقي التي تذهب لجيوبهم وحساباتهم، خرجوا في الفضائيات ومنهم ( الدكتور محمد بحر العلوم، ومساعدي الجلبي، وحسين الشامي وغيرهم) وقالوا نرفض رفضا قاطعا أنضمام حسين كامل للمعارضة العراقية، وتلتهم بيانات تلو الأخرى وتحديدا من احزاب و زعماء الإسلام السياسي رفضهم لحسين كامل. والسبب لأنهم كانوا خائفين على صدارتهم للمعارضة والهيمنة عليها، وهي  نفس الهيمنة التي بدأت منذ عام 2003 حتى يومنا هذا. وخوفا من فقدان بريقهم وهيمنتهم على المعارضة العراقية

ولكن في نفس الوقت تقاطر المعارضون سرا على الأردن للقاء مع حسين كامل وأستلام المقسوم ( وكاتب المقال وصلته 3 دعوات من حسين كامل، ودعوتين من عز الدين المجيد أبن عمه " وكان رجل متزن ويكره صدام وارتبط بمعارضين عراقيين قبل خروج كامل " ودعوتان من صدام كامل ولم نسافر للأردن/ وذات مرة سألتهم لماذا تقدمون لي دعوة تلو الأخرى قالوا : لأنك العراقي الأول الذي أبرق للقصر الملكي الأردني تقول فيه: أهلا بهم في المعارضة أن كانوا صادقين، وأخبرونا أن كانت عائلاتهم بحاجة لأي مساعدة أن كان خروجهم خلسه وبدون ملابس ولوجست للنساء والأطفال لكي نرسل لهم فورا / وهذا واجب وطني وتشجيع لينشق أخرين / ورسالتنا موجودة في أرشيف القصر الملكي الأردني الموقر..لكي لا يتهمنا البعض بالكذب/ لأن حسب راينا وخطتنا أن خروج الجنرال حسين لابد أن يستثمر لصالح المعارضة ولابد ورائه ضباطا سيخرجون).

 ولقد أستمر الأخ ( عز الدين المجيد) بالأتصال بي عبر الهاتف من الاردن وبعدها من لندن، ووجهته بالكثير من الخطوات وشاركني في توجيهه الإعلامي في البغدادية الصديق( الأستاذ الشاعر عبد الحميد الصائح) ولعبنا دورا كبيرا أنا والأخ الصائح في الإستفادة منهم لدعم المعارضة العراقية,. وكان الدكتور ( عون الخشلوك) يدعم السيد الصائح في توجيه المجيد بأن يؤسس صحيفة، وفضائية ليثبت بأنه بالفعل يعمل ضد نظام صدام……وكان المجيد خلوقا ومحبا للعراق ويسمع الكلام ولكن ايضا التف حوله بعض الانتهازيين والماديين فغيروا بعضا من قناعاته

 ولن أنسى ليلة قرار (حسين كامل) بالعودة للعراق حيث أتصل بي الأخ ( عز الدين المجيد/ وأكرر كان الرجل يكره صدام وسياسات صدام) أتصل تليفونيا بي الساعة 12 ليلا بتوقيت أوربا  وهو يرتجف وحزين وقال لي وهومرتبك : استاذ سمير أن الجنرال قرر غدا العودة للعراق وسوف يأخذ شقيقه ( صدام) والعائلة وهو يحترمك ويقدرك أرجوك أتصل به عسى يسمع كلامك… قلت له ولكني ليس لدي هاتفه ولم اتحدث معه مباشرة…  فأعطاني رقما ( وبالفعل أتصلت به وغرفته بنفسي : مباشرة رد علي قائلا : لماذا لم تزورني أخي سمير لأنك شريف وأبي النفس مع العلم نصف قادة المعارضة وكبار الصحفيين جاءوا وأخذوا المقسوم وأخرهم وليد أبو ظهر رئيس تحرير مجلة العربي ـ والكلام للجنرال حسين كامل ـ قلت له انا معارض فارس قبل ان اكون صحفي ومن ثم كل شيء بوقته سيادة الفريق.. فقال لي: أهل أستاذ سمير الشريف، أنت شيعي ونجفي شريف لأنك عربي أصيل، لأن حال وصولي للأردن سلمني الديوان الملكي الأردني فاكس منك تقول فيه : أهلا بالجنرال حسين كامل بيننا في المعارضة وأهلا بمن معه والرجاء أخبرونا أن كانت النساء بحاجة لمساعدة أو لوجست والأولاد أيضا فهؤلاء عراقيين وشرفنا ونحن جاهزون للمساعدة… فقلت له نعم أبرقت للديوان المالكي و هذا واجب وطني وأخلاقي وأيضا أبرقت للسوريين عندما خرج الجنرال وفيق السامرائي أن كان بحاجة لشيء فهذا واجبنا.. فقلت له أرجوك أن كنت تقدرني وأنا لم التق بك : أن تؤجل الذهاب للعراق وأوعدك سأزورك في عمان خلال 48 ساعة. فقال لي بالحرف ( أخي أستاذ سمير أنت صحفي شريف وعراقي شريف، أوصيك للتاريخ أن الأردنيين ذلونا وحتى  قطعوا الهواتف عنا، والمدارس منعنا أولادنا و للضغط علينا، ونحن لا نريد أولادنا يتعلمون فنحن نعلمهم البنادق والحرب والمكاون ــ حسب قوله ــ لقد ذلونا جدا وقررنا انموت في العراق بشرف ولا نبقى بهذا الذل فارجوك : تبلغ مشعان الجبوري أنا عائد للعراق وأن بقيت حيا سوف اطلع منه الـ 130 مليون دولار التي أخذها مني بحجة يكوّن لي شبكة علاقات مع زعماء كونغرس وأميركان وكذب عليّ،  فقلت له: العن الشيطان وسيكون مصيرك الموت لأن هناك حكم قد أصدروه ضدك ..قال : خلي نموت بشرف وببلدنا أفضل من الذل هنا…. قلت له : طيب أترك شقيقك صدام ــ لان صدام كامل أخذ الهاتف لثلاث دقائق من عز الدين عندما كان يتحدث معي وقال لي : أرجوك أستاذ سمير اتصل بالسيد الفريق لأنه يحترمك ويقول عنك هذا الرجل شريف وكبير  ..ارجوك يتركني أن سلم والاامور جيدة في العراق سوف اتبعه وأن حصل مكروه على الأقل ننجي بأنفسنا وأولادنا ــــ  قلت للفريق حسين كامل : طيب أترك الأخ صدام وعائلته ليش يكون المكروه ضدكم جميعا.. قال لي بعصبية: خرجنا سوية وراح نموت سوية. وقل للمعارضة للعراقية  أني خرجت صادقا وليس بحيلة ولكنهم أغبياء….. في الساعة الرابعة فجرا أتصل بي ( عز الدين) أخبرني بأن صدام والعوائل تجمعت بمسدس حسين كامل الذي وضعه براأس شقيقه صدام كامل بأن يصعد السيارة  وأتصل فجرا بي حسين كامل لدقيقتين قائلا: سوف يبقى عز الدين ديروا بالكم عليه وأن متنا أكتبوا عنا ( اننا نحب العراق واردنا أنقاذ العراق)
 وعاد حسين كامل وشقيقه صدام كامل للعراق وحصل ما حصل… علما أسس حسين كامل ( مجلس الأنقاذ العراقي) وطبع له برنامجا بحوالي 120 صفحة وأراد توزيعه على المعارضة العراقية للأستفتاء.!

 وبقي عز الدين المجيد حيا بعد أن فقد أسرته وأولاده، وأسس صحيفة (المدار) في سوريا، وقرر تأسيس ( فضائية) لكن بخطأ منه دخل العراق لزيارة والدته بعد سنوات  فتم الأتصال بالأميركان فقبض عليه ـ ولدي معرفة بالجهة التي أتصلت  بالأميركيين ولماذا ــ وهناك جهة أجنبية تعرف أيضا وهي صحفي وصحفية زملاء لي !!.

أما قناة البغدادية والدكتور الخشلوك:

لا أريد التطرق للبدايات والمراحل والمحطات فليس من واجبي كشفها. ولكن مشروع قناة (البغدادية) بدأ شعبيا وأنا نقدته بعدة مقالات وقلت ( البغدادية مشروع ديماغوجي) لأنها تقوم على تثوير الجماهير ليس الا وبلا بوصلة. وقلت بمقال أخر ( البغدادية والرئيس الأيراني نجاد وجهان لعملة واحدة ،وهما مشروعان ديموغاجيان ليس ألا). وكنت متفاعل مع أفكار وطروحات الدكتور (الخشلوك) ولكن هناك أنانيين وأنتهازيين منعوا من تفاعل العلاقة بيننا وهو ديدن 90% من الصحفيين والأعلاميين العراقيين الذي يكرهون ويحاربون أي علاقة متزنة  بين الحكومة والكفاءات وبين أي رجل أعمال وأصحاب الكفاءات.  ووقفت معهم اي مع البغدادية في حدث ( الاخ الزيدي)  ضد الرئيس بوش  ولكني صدمت عندما لمست أن هناك أطرافا بالبغدادية أرادت الشهرة والبروز من وراء الزيدي لا بل اخذت تتكبر علينا وعلى العراق.,ولكني أعترف بأن البغدادية وعلى الرغم من ديماغوجيتها أستطاعت أن تؤسس الى ( إعلام جماهيري حر) في العراق وأستطاعت أن تطرح الإعلام الحكومي أرضا. وأستطاعت أن تتقدم بخطوات سريعة لتجلس في الصدارة كونها نزلت الى هموم الناس، ولانها كسرت حاجز المحظور ولأنها لم تستخدم من قبل ( الخشلوك) لأجل الحصول على المناصب والصفقات والمناقصات من الحكومة والكتل السياسية . فالبغدادية تكفلت بهموم الناس وصدقت ولا زالت صادقة وبالتالي ( علينا رفع القبعة لها وللأخ الدكتور الخشلوك الذي أثبت بأنه أبي النفس وكريم وليس حقودا..)  ولكن وللاسف بقي بمساحات واسعة يتحرك في مربع المناطقية بحيث ان معظم العاملين معه من محافظة ومدينة واحدة

وأعود وألامس مقولات الناس والخصوم التي تتهم (عون الخشلوك) بأنه صديقا لعدي صدام وأنه أستولى على أموال عراقية فاٌقول أن هناك ( شرط شرعي أن يعطي من الأموال خمسها للفقراء والمساكين والمحتاجين أن كانت فعلا أموال مستولى عليها… ولكن مابالكم أن الخشلوك أعطى ملايين الأخماس لعراقيين وغير عراقيين بحاجة للمساعدة وحتى لديه مواكب حسينية وتكيات!!!! علما أن المال لا يُسال عن أصله بل يُسال من كان وراء تراكمه وأنتشاره ومن كان وراء فائدة الناس منه. اليس كذلك؟ اي يسال عن الجهة او الشخص الذي ضاعف المال!!!) وحتى وأن كانت الأموال لعدي صدام فهي الأن بخدمة الشعب ومساعدة الشعب العراقي أي بدعم اصوات الفقراء… ثم من حق الخشلوك وغيره أن كان بنيته تأسيس مشروع سياسي أو أجتماعي فهو عراقي ويحق له أسوة بغيرة …. وبالتالي هي  أقدس من أموال الساسة والقادة العراقيين الذين سرقوها من قوت الشعب وخزائن الدولة منذ عام 2003 حتى يومنا هذاوذهبت لتنمية دول أخرى وشعوب أخرى ولم يعطوا منها للعراقيين ولا حتى دولار واحد بل اسسوا بها مليشيات وخلايا قذرة واسسوا بها مشاريع في الخارج وتصدر بضاعتها الفاسدة للعراق!!!) والسبب لأنهم يكرهون الشعب العراقي ولأنهم وضعوا في بالهم الهروب من العراق منذ دخولهم لاول مرة….. وهذا لا يعني ليس هناك شرفاء ونزهاء في العملية السياسية وفي الكتل السياسية فهناك شرفاء ووطنيين ولكنهم يشكلون أقلية وليس لديهم المال والنفوذ

أما الاخ ( أنور الحمداني) صاحب برنامج ( الساعة التاسعة الشهير)فالرجل أقتنع بفكرة وتبناها وقرر الدفاع عنها حتى الموت، ويحترم عليها وهي ( أن يكون لسان من ليس لهم لسان، ولسان من بلعوا السنتهم بعنصر الخوف والترهيب، وتبرع بأن يكون لسانه سوطا ليجلد به قادة العراق الجديد الذي  مارسو الظلم والفساد في العراق). فالرجل أفتنع وتفانى في خدمة فكرته وخطه، وهكذا أنسان يُحترم وتُرفع له القبعة لأنه ثبت على قناعاته وعلى تحديه  لهؤلاء الساسة. فلم يتذبذب الحمداني ويبدو الفضل للخشلوك لأنه دعمه وخلق له أجواء الإبداع ، ولانه ذلل الصعاب أمامه ،ولانه وقف معه ضد جميع الحروب وحملات التسقيط وبوجه الدعاوى القانونية التي رفعت ضده. فالخشلوك صنع للحمداني أجواء صحية وأعطاه الثقة فأبدع وتفانى. وباختصار هي صدفة خدمت الحمداني وأجتهد في تطويرها. ومازال الرجل يقف لصالح الشعب والأغلبية الصامته. وفي نفس الوقت لا زال الخشلوك صامدا هو الاخر عل قناعاته…. فأن كان الخشلوك لصا فهو إذن روبنهود العراق وأنظف لص عرفه العراق، ..

فالقنوات الحرة تفاعلت ونجحت، وأنتشرت وأسست لخطها في العراق لأن الإعلام العراقي الرسمي فاشل  مهيمن عليه من المتحاصصين  والبعثيين واليساريين..ولأن الإعلام الخاص بالمقابل أما طائفي أو تجاري أو فاشل.. وبالتالي فشل الإعلام الخاص مع الإعلام الرسمي في العراق لصالح القنوات الحرة والإعلام الحر فصار يُتهم من قبل الإعلام الرسمي والخاص على أنه ممول من الخارج ويعمل ضد العراق!! وهي تهم جاهزة للأشخاص الوطنيين وللمشاريع الناجحة!

 واكتب هنا شهادتي وليس تملقا لأحد بل من واجبي قول الحق والحقيقة مهما كانت النتائج!!.

فعلى الجميع   أن يعترف بنجاح خصمه، وبنجاح من لا يعجبه والكلام موجه لساسة وقادة وأعلاميي العراق!!.

ملاحظة:

 عندما خرج حسين كامل كان يفترض بالمعارضة تحتويه لكي نعرف الاسرار أولا، ثم نعرف من كان معه من الضباط ينوي الخروج لنسهل لهم ونضرب صدام ونظامه الضربة النفسية والمعنوية.. ثم بعدها نقبله بالمعارضة أم لا… ومن ثم هناك موضوع خطير يجب أن يُحقق معه حوله ( وهو قيادته لضرب الأنتفاضة عام 91، وضرب الأمام الحسين عليه السلام وقتل الزائرين والمنتفضين) فالعجلة وعدم وجود القرار الحكيم عند قادة العراق منذ كانوا في المعارضة العراقية ولهذا ضيعوا علينا فرصة تاريخية لنعرف من حسين كامل الكثير والكثير ومثلما ضيعوا علينا أسرار كثيرة وخطيرة عندما حاكموا صدام على قضية الدجيل فقط وأعدموه وحرموا الاجيال العراقية من آلاف الملفات وملايين الأسرار والتي هي من حق الشعب العراقي.. أعدموه قبل أن يتكلم لأن 60% من قادة المعارضة كانوا بقدم مع النظام وقدم مع المعارضة وخافوا من كشف الأسرار!!!

وأخيرا:

 يكمن نجاح البغدادية لأنه ليس هناك إعلاما رسميا محترفا يقابلها..، وليس هناك إعلام حر مهني ووطني يقف بوجه البغدادية

ويكمن نجاح الحمداني لأنه لم تمنح الدولة ولم تمنح الفضائيات الاهلية مساحة إعلامية حقيقية لإعلامي أو صحفي عراقي ليبدع و ليكون بوجه الحمداني… ويكمن نجاح برنامج (الساعة التاسعة) كون الإعلام الرسمي يدار من قبل فاشلين ومتصاهرين وأصدقاء محتكرين له لا يفكرون بالأبداع والوطن. أما الإعلام الأهلي فهو يبحث عن الصفقات والمصالح ولا يعنيه الإعلام الوطني والمهني فالفضائيات الأهلية هي فرق عسكرية لحماية مالكيها وحيتانها.. ولهذا ترى البرلمانيين والوزراء ورجالات الدولة يتبسمرون يوميا أمام التلفاز هم ونسائهم وزوجاتهم وعشيقاتهم وموظفيهم وحماياتهم أمام تلفاز البغدادية الساعة التاسعة لكي يشكر الله من لا يأتي عليه الحمداني ويغرق بالإسهال من يذكره الحمداني!! وهذا يعني أن هؤلاء فاشلوووووووون جملة وتفصيلا وتفكيرهم مغلق ولا يُبدع ولهذا أنتصر الحمداني والبغدادية عليهم وصاروا أسرى لهما!!.. وبنفس السبب أنتصر داعش سياسيا وإعلاميا وعسكريا!

سمير عبيد