البغدادية ومطرقة حميد عبد الله – بقلم محمود القبطان

عودتنا البغدادیة أن تقدم برامج مختلفة حول الشأن العراقي,وبغض النظر عن مقدم البرنامج أو اتجاھھ السیاسي إلا أن ھذه القناة استطاعت أن تدخل البیت العراقي سواء في المھجر أو داخل الوطن.

إن كان اتجاه القناة قومي ناصري فھذا شأنھا وحقھا مثل حق الآخرین من القنوات الفضائیة التي تتبنى مواقف مع أو بالضد من تطلعات الشعب العراقي.لا بل حتى على مستوى الأشخاص الذین یعلنون آرائھم بمختلف الاتجاھات.المھم ماذا تقدم ھذه القناة أو تلك من اجل العراق! ففي خلال اقل من 10 أیام راقب المشاھد د. حمید عبد الله مع ثلاث ضیوف حیث كان ودیعاً مع كریم احمد"الشیوعي المخضرم" و د.عمر الكبیسي,

ومن ثم لقاء الیوم 7 مایس مع سامي شورش السیاسي والكاتب الكردي العراقي,حیث استعمل مطرقتھ في شریط الأسئلة الحرجة,وھذه صفة د. عبد الله في لقاءاتھ مع الآخرین.

والحق یُقال أما أن یكون الإنسان جدیراً لبرنامج یتكلم للتأریخ أو أن لا یذھب بعیداً في ھذا المضمار ویفضل السكوت .

وفي الحلقة التي ّ قدم فیھا الشیوعي المخضرم كما سماه ,وھو كذلك,كریم احمد,فأن الأخیر كان علیھ أن لا یظھر على ھذا البرنامج, حیث أساء كریم احمد إلى تأریخ الحزب أكثر مما أفاده.وقد كتب عن ھذا محمد على محي الدین, حیث الرفیق كریم احمد إضافة إلى عدم سماعھ أكثر من سؤال بالشكل الصحیح فأنھ لم یكن مزوداً ,سواء من الذاكرة التي بدت ضعیفة جداً أو من الأرشیف الذي یمكنھ أن یستعین بھ لاسیما ھو یعرف ما ھي نوعیة الأسئلة التي سوف تنزل علیھ مثل المطر. ألقاصي والداني یعرف إن سؤال مثل أحداث الموصل وكركوك59 و60 سوق لن تغیب عن ذھن قومي ناصري,فلماذا لم یتھیأ الرفیق لھذا السؤال؟ولم یعرف كم شھیداً اغتالتھ العصابات البعثیة سواء عندما كانوا خارج الحكم أو أثناءه.وقطار السلام إلى الموصل الذي یظل شوكة في أعین الأعداء الذي لم یكن مسلحاً وإنما كان متظاھرة سلمیة لدعم النظام الوطني.وقد توقف القطار قبل الموصل لورود معلومة إن البعثیین كانوا قد خططوا لتفجیر القطار,ھذا الكلام نُقل عن احد المشاركین قي مھرجان السلام وكان من ضمن المسافرین في قطار السلام ولم یكن احد منھم مسلحاً,وحتى ھذه المعلومة لم یستطع كریم احمد أن یؤكدھا.مختصر مفید كان على الرفیق كریم احمد أن یعتذر عن القابلة ھذه.وھكذا استثنى د. حمید ضیفھ من أسئلتھ.وما تبقى من ملاحظات فأن السید محي الدین شرحھا بالتفصیل.أما المقابلة مع د. عمر الكبیسي,فلم یستطیع ھذا الإنسان العلمي أن یجیب على سؤال حول راتب الطبیب المدني بحدود ال5 دولارات خلال ال13 عام الأخیر قبل السقوط,حیث أجاب انھ كان عسكریاً. وللأسف أن مثل ھذا الطبیب الفذ أن یبقى خارج الوطن والدولة حائرة بین إقرار ھذه الفقرة أو تلك لزیادة رواتب الدرجة الأولى من أصحاب الحظوظ أو وضع عدادات حدیثة لقیاس كمیة النفط ُ الم ّصدر إلى الخارج وبدون "أرقام".لكن السید الكبیسي لم یستطع أن "یخلع" بدلتھ العسكریة حتى أثناء المقابلة مع البغدادیة وعندما ذكر قائد قواتھ المسلحة ذكره بالرحمة, لكنھ لم یرحم المرضى وأھالیھم الذین یجبرون على الذھاب إلى إسرائیل وعبر الأردن للعلاج"المجاني" ولم یلعن المسبب الرئیسي لكل مصائب الشعب العراقي.قد أعطیھ بعض الحق ,بسبب انھ بعیش في الأردن وھناك كل الطاقم ألصدامي حولھ,فلا مناص من طلب "الرحمة" .وقد أثار نقطة الدكتور الكبیسي بحرصھ على أھل الموصل فیما لو بدأت الحملة العسكریة التي یُحضرون لھا منذ اشھر ولم تبدأ,ربما بسبب ھروب المجامیع المسلحة إلى مناطق جدیدة,وقد اتصل بوزیر الصحة وسألھ عن بعض الإجراءات الاحتیاطیة للمستشفیات ھنا إثناء العملیة,حیث لم یكن ھناك أیة كمیة من مادة التخدیر,وبعد ھذا الطلب ُ ج ّھزت المستشفیات بما تحتاج خلال 2 ساعة, وھذا لا خلاف علیھ من حرص الدكتور الكبیسي ,لكن الم تعلم وزارة الصحة الموقرة بعدم توفر المواد الأساسیة حتى في معظم المستشفیات الأخرى؟ انھ رجل علم وقد بنى صرحاً طبیاً كبیراً وقد سرقھ المجرمون.ماذا عملوا بأجھزة مقطعة الأسلاك؟تماماً كما فعلوا في الكویت أثناء احتلال المعتوه لھا فقد اثبتوا أمیتھم وتخلفھم وانحطاطھم حیث سرقوا أحدث الأجھزة وبنفس الطریقة مقطعة الكبیلات حیث قد تستحیل تشغیلھا مرة أخرى.وھم نفس الجھلة سرقوا ھذه المستشفي أو تلك وباقي المؤسسات,وكما قال لي زمیل انھ اضطر أن یحمل السلاح للدفاع عن المستشفى مع بعض من زملاءه.مع ھذا كان الكبیسي قد أشار إلى إن حمید عبد الله استثناه من الأسئلة الحرجة. أما اللقاء الیوم مع السید سامي شورش,الشیوعي القدیم, الذي لم یكن شیوعیاً بقدر ما كان قومیاً وتلقفتھ القوى المختلفة مع كل ریح ھبّت علیھ أو على أفكاره لیبحر مع الأمواج لیحط ولو قلیلاً ھنا ومن ثم یرحل.فرحل من حشع ل م إلى ق م ومن الأخیر إلى الأحزاب الكردیة القومیة,لكنھ لم یكشف للمشاھد المذھول من ھذا التنقل ما ھو سر ترحالھ المستمر, والله اعلم لمن من الحزبین یكون ولائھ الحالي! لكن د. حمید لم تفوتھ ھذه الجولات ودرجة تمجید القیادة الكردیة الحالیة ُ فسألھ عن زیارات الطالباني إلى صدام في 86و 91وسر اتفاق مسعود البر زاني مع صدام وقواتھ في 96 لضرب بشمركة الطالباني,

وحاول جھد الامكان أن یُعزي سبب ھذا الطلب إلى التدخل الإیراني في الشأن العراقي,ولم یستطع الخروج من مأزق جوابھ ولا سبب التعاون مع إیران,ولم یتجرأ أن یقول وھو یتكلم للتاریخ إن الذھاب إلى صدام وقت صراع ھذین الحزبین ضد بعضھم بسبب المصالح والنفوذ,ثم انھالت الأسئلة والھروب منھا,أما إن الحزب الشیوعي العراقي انھار مع انھیار الكتلة الشیوعیة فھذا سمعناه من أكثر من قو مجي وذلیل وانتھازي.وتجرأ السید شورش على "إطلاع" الرأي العام ,طبعاً بدون دلیل,على البنود السریة للمفاوضات التي أجرتھا القیادة الكردیة مع صدام وكان المطلب الأكثر إلحاحا ھو قضیة كركوك,ولایمكن لأي عاقل أن یقبل بمنطق كھذا بأن صدام یتنازل عن كركوك وھو الذي نقل المئات من العوائل إلى ھذه المدینة لغرض تعریبھا ولو بالقوة, أن یسمح للأكراد المفاوضین أن یطرحوا قضیة كركوك.ومن ثم یبدو إن السید الطالباني أصبح الحمل الودیع وجاء إلى صدام في قمة انكساره لیعلن لھ انھ"م" مع العراق ولا یستغلون ضعف العراق في عام 91,عام الانتفاضة ضد النظام!أما انھیار الثورة الكردیة بعد اتفاق الجزائر وتخلي شاه إیران عن الثورة الكردیة فكان جوابھ أكثر من كارثة تعلیلیة وحیث قال إن النظام الإیراني كان ضد الحركة الكردیة .الغیر مفھوم متى كان النظام الإیراني أو التركي قد أعطى للشعب الكردي في بلدانھم الحقوق والحریات لیأتمن قادة الحركة الكردیة العراقیة لھذا النظام الذي أذاق أكراده الویلات ولا یعترف بقومیتھم. وقال إن الأكراد یحتاجون إلى السلاح ولذلك تعاونوا مع الشاه,و القارى یعرف نتیجة ھذا"التعاون" النزیھ.ویعرج على الأمل الكبیر في تعاون أمریكا مع الشعب الكردي,ویا للمصیبة, إن السید شورش ما زال یؤمن بحب كھذا للشعب الكردي من لدن القادة الأمریكان, وینسى التأریخ الذي یُدلي بشھادتھ إلیھ أن أمریكا لیس لھا صدیق دائم ,وھو, المجرب,من إن مصالح أمریكا فوق الجمیع,وقد أعلنت ذلك مراراً وتكراراً ولیس سراً, وما دخول القوات التركیة ودك الأراضي العراقیة في جبل قندیل وما یجاوره بالمدفعیة وقصف الطائرات وتكاد یكون یومیاً, لضرب مواقع الحزب العمالي الكردستاني, لا بل سكوت قیادیة الكردیة الحالیة على ما یجري,حیث لا تتخذ موقفاً حازماً من المقاتلین أكراد تركیا ولا من القصف التركي لبلدھم, إلا دلیلاً واضحا على عدم إمكانیة الائتمان على السیاسة الأمریكیة في الدفاع من اجل الشعوب.