الاتفاق بين موقع براثا وعزة الدوري ضد قناة البغدادية ..

ليس غريبا ان ينتقد المرء ظاهرة او مؤسسة او اسلوبا في الحياة او العمل او السياسة او الاعلام او ماشابه ذلك . فالنقد سمة انسانية وحق وطريقة وقانون ايضا. النقد وليس التشويه فهذا من الشر اذا كان النقد من الخير

. بوضوح شديد هناك مقالات وطروحات تنتقد قناة البغدادية وهناك من تمتدحها وهناك من تهاجمها وتشوه كادرها.لن اخوض في الانتقاد او المديح والاطراء وهما من المشجعات النادرة في زمننا الراهن.لكني اتوقف عند الهجوم والتشويه الذين تحولا الى ظاهرة منظمة عبر اسماء مستعارة ومعارة وربما صريحة على مساحات بعض المواقع الالكترونية .وهي تتصيد اي حدث للايقاع بها حتى اذا دعا احد في القناة كاتبا او صديقا دعوة اعتيادية ، تحولت الى دسيسة ومؤامرة واحيطت بالغموض والاوهام والاتهامات.

سبب موضوعنا اليوم هذا التناقض الصارخ في تلك الاتهامات والجهات التي تطلقها.

كل من لايجد له حصة على شاشة البغدادية او يشاهد عدوا له عليها يكشر عن انيابه المستعارة ويبدا بالنباح ، من نباح الموقع الذي اتخذ الاسم المقدس (براثا ) الى نباح عزة الدوري على موقع المنصور وموقع البصرة وهما ( البصرة – المنصور) اسمان عزيزان ايضا ، الاول يتهم كادرها بالعفلقية وانهم من ايتام صدام والثاني يتهمه بالعمالة لامريكا وللحكومة والطائفية !

من هو الصحيح ؟ هل البغدادية طائفية حكومية امريكية عميلة يا موقع المنصور ؟ ام البغدادية عفلقية بعثية ياموقع براثا.؟

كوميديا التحليلات هذه انما تشير الى امر واحد فقط لاغير. واسمحوا لي بالتلفظ الطائفي للمرة الاولى والاخيرة ، فيبدو ان لكل مقام مقالا. حيث عمد بعض الشيعة من السياسيين او حوارييهم وبعض السنة من السياسيين او حوارييهم الى الاستهانة بالتميُز الشيعي. لايمكن لشيعي او عراقي من مدن الجنوب ان يكون ثريا ! اذا كان كذلك فهو يعمل مع عدي او حسين كامل او دكاكين الدعارة السياسية الامريكية. اما ان يعمل ويكسب ويثرى من رزقه الحلال فهذا من العجائب . ولايمكن للشيعي او اي عراقي من مدن الجنوب ان يكون وطنيا ثائرا يقاوم الاحتلال والتدخل الخارجي في بلاده ،واذا كان كذلك فهو مجنون مثل السيد مقتدى واتباعه او بعثي مثل صاحب البغدادية والعاملين فيها .

واذا استلم الشيعي او اي شخص من اهل الجنوب سلطة فهو ياخذ اوامره من ايران واذا خاف من الناس حمته امريكا . لان صورة الشيعي في اذهانهم هي صورة التبعي المنهك المظلوم الذليل ، لاصورة الثائر المخلص للوطن والناس والحقيقة. ولم يعتادوا على بشر يؤمنون بان الحياة فانية وماتتركه من موقف مشرف وعمل خير هو متاعك من هذه الدنيا العابرة.

ولذلك هنالك فريقان ، فريق من السنة الطائفيين ضعاف النفوس – ومنهم في النظام السابق – لايريدون الوطنية والمقاومة للشيعي ابن الجنوب لانها تعلي من شأنه وترفع من مقامه ، حتى لو اتفق ذلك مع هواهم وكان ضد السلطة الحالية التي اجتثتهم . يريدونه هامشيا ثانويا حتى وان كان مناضلا يؤسس لهم الاحزاب ويضع لهم الفكر ويقاتل اعداء العراق ثم عليه ان يعمل نزاح فضلات في السلطة حين يستلمونها.

وفريق من الشيعة الطائفيين ضعاف النفوس ايضا– ومنهم في النظام الحالي – الذين يغيضهم ان هناك شيعيا او من ديرتهم واهلهم ومدن الجنوب مستقلا في الاعلام او السياسة . لابد ان يمشي الشيعة واهل الجنوب وعشائره الكريمة المجاهدة وراء ثيابهم ويقبلوا اياديهم حتى لو كانت ملطخة بزفر الامريكان والتبعية للايرانيين. لان ذلك يكشف وضاعتهم.

الفريقان بائسان شيعة وسنة والفريقان ليسا وطنيين لان الوطنية فوق العناوين وفوق المذاهب وغير الدين ايضا فالدين عظيم واسع لله وعلى مقاسه ، والوطن للناس وعلى مقاس دنياهم . وعلى الرغم من ان الخلفية المذهبية او الدينية او القومية لم تكن يوما محركة للخطاب الاعلامي الحر في البغدادية حيث ان ايمانها بالعراقي كيفما كان اتجاهه الا ان الفريقين المذكورين يبحثان معا عن سبب للنيل من آل البغدادية ، هذه القناة الحرة المستقلة الثائرة ضد الديكتاتورية وضد الطائفية وضد الاحتلال وضد الفساد و المحسوبية وتعيين الاقارب وتجار الفتاوى وسفكة الدم العراقي الطاهر على اي شبر من ارض العراق الطاهرة سفك. الفريقان لايجدان غير تفسير طائفي او تبعي ،فانت اما عفلقي صدامي بنظر الطائفيين او طائفي عميل بنظر العفلقيين .

في وقت احتضنت فيه البغدادية مجموعة ملونة عزيزة كريمة من الطيف العراقي عموما امتيازهم فقط العمل وحبهم لبعضهم وولاؤهم للعراق ولشعبه وثوابته الانسانية والوطنية بعيدا عن المعيار الطائفي الرخيص او السياسي المتهريء .

ولذلك ومن خلال كاتب مسخ ينشر موقع براثا غسيله الوسخ ضد البغدادية وكادرها المجاهد المبدع واهل الموقع يعرفون جيدا ان اصول هؤلاء عراقية صافية وجهودهم نزيهة بيضاء وماضيهم ناصع نظيف سواء على الصعيد الوطني سياسيا او على الصعيد الانساني عبر الجمعيات الانسانية التي تشهد عليها الاف العوائل المتعففة الجائعة المحرومة من ايام النظام السابق حتى ايام العراق الجديد ومنهم عوائل بعض مسؤولين في النظام الحالي . هذا الكاتب المعار او المستعار وهو مجرم حتما لان مايكتبه سبيل استعداء واذى لابد ان يحاسب هو والموقع المذكور عليه ، يكفر بالبغدادية ويرتد عن اجماع الناس على خطابها الصريح الواضح النبيل.وهو اسم الى جانب اسماء أَ َخرى سنلتفت اليها لاحقا لتكون بداية لفضح هذه الاسماء والمواقع فيبدو انها معركة محترمه وممتعة في عالم الاعلام والسياسة العراقي الحديث. نعم الاسماء والمواقع لان القصة لاتندرج في باب حرية التعبير والراي والراي الاخر ، وانما في باب رمي المومسات للمحصنات حيث يجلدهم التاريخ والشعب وجماهير البغدادية على ذلك.

 

بقلم: المعتز بالعراق