اكتتاب من اجل البغدادية ….!

منذ اكثر من شهر .انعزلت في صومعة الرواية وكتابة ايام من دهشة الغرام التي عشتها في ازمنة قبعة الجيش بمدينة كركوك ولم اعد اكتب مقالي اليومي في حديقتنا الرائعة ( كتابات )..

لكني اعود ثانية للحديث عن البغدادية .لشعوري انها ضحية من ضحايا الجرح الديمقراطي الذي تخدشه امزجة المناصب والخوف من نجاح الآخرين ومحاولة البعض في الأيخال بقسوة التعامل والخشونة تذكرنا بما كانت تمارسه مدافع الحرب والجبهات الغابرة وفرق الأعدام..ولأن البغدادية لم تهرب من ساحة المعركة النبيلة الى ساحة الحقائب والمناصب وكتم الحقائق عن الرأي العام بتزويقات التايتلات الطويلة نالت مكافاتها الجليلة ان تغلق ولا يعرف في حيثات القرار الى متى تكون مدة هذا الغلق …ويبدو ان الأصرار في غلقها يرينا ان الامر دائم وبه سبق أصرار ولا مساحة فيه للنقاش والتسامح ، وبهذا نخسر ركنا مهما في رؤى ديمقراطية دولتنا الحديثة ..انصاف المظلوم من خلال فهم شكواه …وطالما اشتكت البغدادية من خلال شاشتها ومقالات من احس بحيفها لكن اي واحد لم يحرك ساكنا ويقنع القناة ويبرر لها لماذا تم أغلاقها .واعتقد ان الجميع يرمي الكرة بحضن من هو بجانبه ليصل الامر الى السيد رئيس الوزراء فلربما هو صاحب الفصل وماسك ميزان العدل واظن ان كل تلك النداءات لم تصل اليه ولم يتسنى له بسبب عملية تشكيل الحكومة ومعضلتها ان ينتبه الى مظلومية القناة بالرغم انه يعلم بأمر اغلاقها …والذي كتب قبل ايام ان السيد المالكي يقرأ موقع كتابات سرا كل يوم هو واهم ..فالرجل محمل بأعباء هائلة وسط توازن الاجندات والأرضاء واحلامه بصناعة دولة عامرة وآمنة ..وكتابات موقع متوفر لكل عراقي الارض ولايحتاج الواحد الى سر ليقرأه كل يوم …..!

لهذا اتمنى لمثقفي الداخل والخارج .لعراقي الداخل والخارج ، لوطني الداخل والخارج ان يؤسسوا وثيقة اكتتاب فيها تواقيع رغبتهم بأنصاف القناة وتخليص مكاتبها من محنة محاصرتها بقوات الأمن ليتسنى لها ان تعود لتمارس احلامها فليس من المعقول ان نتفاخر بعراق ديمقراطي وحر والمدرعات تحاصر واحد من منابر الحرية فيه…!

انها رؤية متمناة ان يكون للاعلام قدسيته التي تضمن له حرية التحرك والرصد وتنويه بالاداء والتجارب الوطنية الرائعة ..والاشارة الى كل موطن خلل وفساد وسُحت ..وهذا ما تعودت عليه البغدادية اضافة الى حرفية اعمالها الدرامية وهي تحمل صبغتها الوطنية وارشفتها للتاريخ المستلب في السنوات العجاف بطريقة نبيلة وحقيقية ومنصفة كما فعلته في مسلساتها عن اهوار العراق ووغيرها ..

لااعرف شكل هذا الاكتتاب ولا ارشح احدا ليقوم به .وربما اجعل منبر كتابات مساحة للتوقيع من خلال الكتابة عن هاجس وأد قناة تصنع الحلم والامل والحقيقة لعراقي الدمعة والأمنية والحياة السعيدة.

ولأني اعرف ان قرار الأغلاق يحتاج الى قرار من سلطة عالية ها أنا اعود ثانية للعزيز رئيس الوزراء كما يعود الغريق الى نسمة الهواء .لأتمنى عليه وهو الكافل الدستوري للحريات والمنابر واحلام الشعب ان يعيد النظر بقراره وان يعطي لهذه القناة حريتها لتعود الى اهلها وناسها ومريدها ………!

فمرة سأل الخليفة عمر بن عبد العزيز عن الذي يضع يده على الفم ليمنع صوتا ليصل الخليفه .قال :انها معصية والسماء بريئة منها ..!.

واظن ان رجلا مثل المالكي ليعرف ان الخليفة عمر بن عبد العزيز انصف احلامه والتاريخ بتقواه ..ومثله مثل كل الملوك الذين جعلوا العدل منابرهم ..

ولاشك في ان السيد المالكي يريد لمنبره العدل سيدا…..!

اغلاق قناة متحررة وملتزمة وواعية وقريبة من الشعب .يعني اغلاق لنافذة حلم ومناجاة لفقير وموظف وعليل ويتيم ومتقاعد ..وكل هؤلاء يحتاجون الحياة الافضل ..

والقناة الافضل هي من تعبر عن احلام هؤلاء……….!

 

بقلم: نعيم عبد مهلهل