عاجل البغدادية .. ليس سببا للاغلاق

تعرض الصحفيون ومؤسساتهم الى مضايقات وضغوط كثيرة تصل الى حد الاعتداء فالكثير من الصحفيين لا يحصلون على المعلومة ، وضربوا واهينوا من حمايات المسؤولين اثناء اداء مهامهم المهنية واقيمت دعاوى ضد

عدد منهم ووسائل الاعلام وكان اخرها ما تعرضت له الزميلة جريدة العالم .

والاخطر في سلسلة تضيق الخناق اغلاق قناة البغدادية الفضائية لنشرها خبرا عاجلاً عن العملية الارهابية التي وقعت في كنيسة سيدة النجاة ببغداد على الرغم من تعاون كادر القناة مع الاجهزة الامنية .

من يتمعن في الاخيار التي اوردتها لايرى ضررا منها فما الاذى والانتهاك في الاعلان عن جريمة ارهابية ومطالبة الجناة التي ستتوضح عاجلا ام اجلا من البغدادية او غيرها بل احد العناوين اشار الى لهجة الارهابيين الذين يتكلمون العربية الفصحى وهو للدلالة على كونهم غير عراقيين ولاحتواء ردود الفعل لقد كان فيه موقفا مضادا لمحاولة اثارة الفتنة وتطويقها وفضحا لمقترفيها الذين يحاولون الايقاع بين الاديان والمذاهب بين العراقيين .

قرار الاغلاق اثار جدلا قانونيا بشأن شرعيته فهو صدر عن هيئة تمارس عملها من دون مصادقة البرلمان ولا يستند الى حجة متينة وكأنه مبيت وعن قصد واصرار لايستهدف البغدادية وانما كل وسائل الاعلام .

على ما يبدو ان متخذيه ارادوا ان يوجهوا رسالة اليها بان لاتؤخذ الحرية الاعلامية على محمل الجد ليس دفاعا عن البغدادية نتضامن معها وانما درءا للظلم وتكميم الافواه ودفاعا عن الحريات العامة وحرية النشر وعن حق الجمهور في الحصول على المعلومة الصادقة والحقيقة في اوانها بل انه دفاع عن الامن والاستقرار الذي يشكل الاعلام عينا للاجهزة الامنية.

القرار جاء متسرعا وخارج السياقات المتعارف عليها ، فعادة تقام دعاوى ومن ثم يقول القضاء في مثل هذه القضايا كلمته اذا كان هنالك ادعاء اصلا كما انه شكل صدمة ليس للاعلاميين وانما للمشاهدين من متابعيها وغيرهم.

لقد اصبحت قضية اغلاق قناة البغدادية قضية راي عام ودفاع عن الحريات وان بعض الحكومات المحلية قد رفضت تطبيق الاجراء لانها فهمت مقاصده المناقضة للديمقراطية ورات فيه هجوما عاما على الحريات وتقييدها فقد وجدته سابقة مؤذية وخطيرة قد تكون بداية لرقابة مقلقة ومقيتة تحد من الحقوق المدنية . كانت بالامس جريدة العالم وقبلها المدى واليوم البغدادية وياترى اي مؤسسة اعلامية ستكون التالية فحسب هذا الجميع معرض لذات الاجراء اذا مر الاغلاق بهذه السهولة فكل وسائل الاعلام تزيج الستار عن السلبيات والحوارات فهي موضع استياء لبعض الجهات وعدائها وهدفا لجهومها.

اعتقد ان ماحدث من اجحاف بحق البغدادية لن يطول وستعود لمشاهديها بتضامنهم معها وستكسب المزيد من التقدير والاحترام.

 

بقلم: ماجد زيدان