هاجمت القوات الروسية الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجبهة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا اليوم الجمعة استمرارا لهجماتها على الرغم من تأكيدات كييف على تقليل موسكو هجماتها بالقرب من مدينة باخموت.
وأفادت تقارير عسكرية أوكرانية بوقوع قتال مكثف في القطاع الشمالي من خط الجبهة الممتد من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك في الجنوب في أفدييفكا على أطراف مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.
والمنطقتان ضمن الأهداف الروسية الرئيسية لهجمات شنتها خلال الشتاء للسيطرة بالكامل على منطقة دونباس الصناعية في أوكرانيا. ولم يسفر الهجوم الروسي حتى الآن سوى عن مكاسب طفيفة على الرغم من مقتل آلاف الجنود من الجانبين في المعركة الأكثر دموية في الحرب.
وفي موقع للمدفعية الأوكرانية في غابات الصنوبر الخصبة خلف الجزء الشمالي من الجبهة، أطلقت القوات قذائف عيار 155 مليمترا من مدفع هاوتزر تي.آر.إف-1 الفرنسي باتجاه طريق سريع يستخدم لنقل الإمداد إلى معقل كريمينا الذي تسيطر عليه القوات الروسية.
وقال جندي لرويترز “لحسن الحظ نحتفظ بالموقع نفسه … لأننا نواجه عدوا قويا جدا لديه أسلحة جيدة جدا. وهو جيش محترف: قوات محمولة جوا”.
وعندما وصلت الأوامر مصحوبة بالإحداثيات، هرع أفراد الطاقم إلى مواقعهم حول المدفع وأزالوا التمويه وصوبوا ووضعوا الذخيرة وأطلقوا النار. وبعد ثلاث مرات إطلاق أنزلوا اسطوانة المدفع وغطوها مرة أخرى وعادوا إلى المخابئ في الغابة لانتظار المزيد من الأوامر. وسمع دوي نيران المدفعية والأسلحة الصغيرة من مسافة بعيدة.
ونادرا ما تغير الوضع على الخطوط الأمامية منذ نوفمبر تشرين الثاني رغم القتال العنيف. واستعادت أوكرانيا مساحات شاسعة من الأراضي في النصف الثاني من 2022، لكن قواتها حافظت على موقفها الدفاعي منذ ذلك الحين بينما اتخذت روسيا موقفا هجوميا واستعانت بخدمات مئات الآلاف من جنود الاحتياط الجدد والمدانين في سجونها.
ومع دخول فصل الربيع، يتساءل الأوكرانيون عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها الهجوم الروسي وما إذا كان بإمكان أوكرانيا عكس دفة الحرب وشن هجوم مضاد ومتى يمكن أن يحدث ذلك.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أمس الخميس إن الهجوم الروسي على مدينة باخموت التي تشهد أكبر معارك الحرب يبدو أنه يفقد زخمه وأن كييف قد تشرع في الهجوم “قريبا جدا”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة إن نحو عشرة آلاف أوكراني، من بينهم الكثير من كبار السن والمعاقين، يتشبثون بالحياة وسط ظروف مروعة داخل مدينة باخموت المحاصرة وحولها.
وقال عمر خان من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفادة صحفية عبر رابط فيديو من دنيبرو بأوكرانيا “بالنسبة للمدنيين العالقين هناك، فهم يعيشون في ظروف قاسية جدا، ويقضون الأيام بأكملها تقريبا في قصف مكثف (مختبئين) في الملاجئ”.