أهلا ..أهلا.. بالبغدادية

تنتظر آلاف العائلات العراقية بفارغ الصبر عودة قناة البغدادية ، تلك القناة التي ترى فيها انها المتنفس الذي تستنشق منه عبق الضمير والحس الوطني الصادق الأصيل.

عشرات الالاف من العوائل العراقية كانت تنتظر كل ليلة برنامج (ستوديو الساعة التاسعة) ، الذي يديره الزميل والاعلامي اللامع أنور الحمداني ، وبقي هذا البرنامج من اكثر البرامج النلفزيونية حضورا بين افراد العائلة العراقية، إضافة الى برامج أخرى لها وقع خاص في نفوس مشاهديها .

وما أن تأتي الساعة التاسعة حتى تفترش الكثير من العوائل العراقية الارض أو تجلس في غرفة واحدة بإنتظار إطلالة برنامج ستوديو الساعة التاسعة ، هذا البرنامج الذي فاق كل القنوات التلفزيونية العراقية حضورا ومشاهدة.

وما ان تم اغلاق البغدادية حتى رأى أدرك العراقيون ان حرية التعبير في العراق قد وأدت من جديد، وانه ليس لاغلاقها أي مبرر أو مسوغ معقول.

كما كان لموقع البغدادية الاخباري الذي كان يشرف عليه الزميل محمد حنون حضورا في سرد الاخبار المهمة والعاجلة وفي توثيق انشطة القناة صحفيا.

لقد كان صوت البغدادية مسموعا من قبل ملايين العراقيين وهم يرون ان اغلاقها هو محاولة لتكميم الأفواه ، ومحاربة لصوت اعلامي يحترمه الملايين ، وحتى هذا الحلم بأن ينتقل العراقيون الى الحالة الافضل، كما يبدو، كان من المحرمات.

اجل ينتظر ملايين العراقيين عودة البغدادية ، تلك القناة التي فاقت كل القنوات التلفزيونية العراقية في نسبة الحضور، فكانت قد اكتسحت الكثير من الفضائيات الاخرى ، واصبح حضورها على نطاق عربي وعالمي، اذ يرى فيها العرقيون المغتربون عن الوطن نافذة يتنفسون من خلالها الصعداء، فهي الصوت العراقي الاكثر اصالة والاكثر حضورا وتميزا وتعبيرا عن الحالة العراقية بكل مأساويتها وتلاطم احداثها.

وعودة البغدادية تسهلها مهمة انتقال العراق الى العهد الجديد في عهد الدكتور حيدر العبادي ، عهد ينتظر ان يبني فيه العراقيون لبنات بلدهم بسواعدهم وعقولهم، وبمشاركة الجميع، اذ يريدون هذه المرة ان يروا عراقا اخر بعيدا عن الاحزان والنكبات، فما مر بالعراق اعجز من ان تحمله الجبال، وهم بأمس الحاجة الى عهد يروا فيه شمس بلادهم وقد بزغ فجر الحرية من جديد.

مرحبا بعودة البغدادية ، وكان الله في عون العراقيين على صبرهم على فراقها، وكان الله في عون صاحبها عون الخشلوك، الذي ما قصر الرجل في دعم هذه القناة، حتى اوصلها الى هذه المكانة التي تقلدتها بشرف وامانة، وابقاها صوت العراقيين الاصلاء وضميرهم وواحة افكارهم، وها هو يجد المناخ الصحفي الان مفتوحا أمامه لكي يعود ، وتطل علينا البغدادية من جديد.. فأهلا وسهلا بقدومها.

وقد يقول قائل : ان احدى أسباب نجاحات قتاة البغدادية انها كانت ( مشاكسة ) لكونها تجاوزت ( الخطوط الحمر ) ولهذا حظيت بكل هذه النجاحات، ولكنها لن تحتاج بعد الان ان تشاكس، اذا ما بني عهد جديد للعراقيين اكثر اطمئنانا على مستقبلهم ، لكن البغدادية عرفت كيف يكون لحضورها طعما لذيذا مستساغا لدى العراقيين، وهي التي تقدم لهم أشهى الاطباق الاخبارية والمعلوماتية السياسية والصحفية والمنوعة، ولهذا سيبقى لها الصدارة في الحضور.

ومن مفاخر البغدادية انها بقيت أمينة لمشاهديها ومتابعي برامجها ووفية للعهد الذي قطعته على نفسها بان تبقى صوت العراقيين الأصيل ، وهو وسام فخر تعتز به ، بانها تشرفت بحمله، في سماء الكلمة الصادقة الامينة.

ولا يشترط للبغدادية أن تبقى ( مشاكسة ) لكي تحافظ على سلالم النجاح، وحسبها انها كانت وفية لجمهورها، بأن يأمل منها ان تعود الى الواجهة من جديد.. وهي اكثر صلابة في الدفاع عن الحق..وستجد من العراقيين الاوفياء الصابرين كل الدعم والمساندة، وكيف لا وهي صوتهم الهادر عبر الاثير.. انها بوصلة مجدهم وفخرهم لكي يبقى للشرفاء مكان مقدس ينطلق بهم الى حيث افاق العلى الرحبة والامال المنشودة.

في حين كانت هناك فضائيات تنافسها من حيث المكانة وبدا انها افلست في نهاية المطاف وسرحت المئات من منتسبيها على مدار ثلاث سنوات !!

أما قتاة البغدادية فأنها الوحيدة التي لم تسرح من منتسبيها الا لظروف خارجة عن ارادتها ، وربحها الوحيد انها ستبقى حاضرة بقوة بين العراقيين، وليس على شاكلة ( البعض) حين رأى انه عندما خسر بضعة ملايين في مشاريعه التجارية أقدم على اغلاق فضائيته أو سرح العشرات من منتسبيها وخلال فترة الاعياد التي مرت ومنها عيد الفطر المبارك واعياد سابقة.

ولا أدري كيف يختار البعض من تجار الفضائيات الاعياد المهمة كعيد الفطر وعيد الأضحى لينزل غضبه على أبناء الأسرة الصحفية ويسرح العشرات منهم بأعذار واهية ، دون ان يقدر لهؤلاء مصير عوائلهم وهم الذين أسهموا في انجاح فضائيته وايصالها في سنوات خلت الى قمم النجاح، والان أصبح مصيرها للأسف الشديد لايحسد عليه!!

وختاما نقول : مرحبا بالبغدادية قناة العائلة العراقية عودتها الميمونة قريبا.. واهلا وسهلا.

 

بقلم: حامد شهاب