مخاوف من “تشيرنوبل 2”.. كييف: الخطر يزداد في محطة زابوريجيا النووية

حذّر رئيس بلدية زابوريجيا بأوكرانيا، والتي تقع فيها أكبر محطة نووية في أوروبا، من أن خطر وقوع كارثة في المحطة النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية “يزداد كل يوم”، وسط مخاوف من تكرار كارثة محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا.

وبعد 36 عاماً على كارثة محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا، يستذكر الأوكرانيين ذلك الحادث الآن، تعرضت محطة زابوريجيا، لضربات عدة، أهمها سقوط صواريخ في منطقة لتخزين النفايات المشعة. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن هذه الهجمات.

وقال دميترو أورلوف، رئيس بلدية إنرجودار حيث تقع المحطة، إن “ما يحدث هناك يعد إرهاباً نووياً صريحاً، وقد ينتهي بشكل لا يمكن التنبؤ به في أية لحظة.. يزداد الخطر كل يوم”.

ووسط مخاوف من وقوع كارثة نووية بسبب تجدد القصف هناك خلال الأيام الماضية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إنشاء “منطقة منزوعة السلاح”.

أهداف لأوكرانيا
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجنود الروس الذين يطلقون النار، على محطة زابوريجيا أو يستخدمونها كقاعدة لإطلاق النار، من أنهم سيصبحون “أهدافاً خاصة” لقوات بلاده.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كلمة مساء السبت: “كل جندي روسي سواء يطلق النار على المحطة أو يطلق النار مستخدماً المحطة كغطاء، لا بد أن يفهم أنه يصبح هدفاً خاصا ًلعملاء مخابراتنا وأجهزتنا الخاصة وجيشنا”.

وكرر زيلينسكي، الذي لم يتطرق إلى أي تفاصيل، الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأنها تستخدم المحطة للابتزاز النووي.

واتهم مستشار الرئاسة الأوكراني ميخائيلو بودولياك روسيا “بقصف جزء من محطة الطاقة النووية مسؤول عن توليد الطاقة التي تزود جنوب أوكرانيا بالكهرباء”.

وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تسعى لتفقد المحطة، من كارثة نووية ما لم يتوقف القتال. ويخشى الخبراء النوويون من أن القتال قد يؤدي إلى إتلاف أحواض الوقود المستنفد بالمحطة أو المفاعلات.

وتركت كارثة تشيرنوبل النووية آثاراً عميقة في أذهان الأوكرانيين ما زالت ماثلة حتى اليوم. وقعت الحادثة عام 1986 عندما انفجر مفاعل من الحقبة السوفياتية؛ وتسبب بتسرب إشعاعي في شمال البلاد.

وسيطرت روسيا على تشيرنوبل عندما أطلقت غزوها واسع النطاق لأوكرانيا أواخر فبراير، ما أثار مخاوف على سلامة المنشأة، لكنها تخلّت عنها في غضون أسابيع.

أما محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الواقعة في جنوب أوكرانيا، فسقطت في أيدي الروس منذ الأيام الأولى للحرب وبقيت في قبضة قوات موسكو مذاك.

ويعيد التصعيد الحالي فصولاً من ماض مظلم إلى أذهان أولئك الذين عايشوا تشيرنوبل وتداعياتها.