ماكرون في قمة “أبيك”: الاختيار بين أميركا والصين “خطأ فادح”

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في انطلاق أعمال قمة قادة المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، الجمعة، في العاصمة التايلاندية بانكوك، من أن عدداً متزايداً من الدول توضع في موقف يتعين عليها الاختيار بين بكين وواشنطن، معتبراً أن ذلك “خطأ فادح”.

وأضاف ماكرون: “نحن لا نؤمن بالهيمنة والمواجهة. نؤمن بالاستقرار ونؤمن بالابتكار”، مشدداً على ضرورة بناء “نظام عالمي واحد”، كما شجع قادة العالم على تجنب تقسيم العالم بين الولايات المتحدة والصين.

وحض الرئيس الفرنسي دول المنتدى على الانضمام إلى “الإجماع المتزايد” ضد الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن هذا النزاع هو “مشكلتهم” هم أيضاً.

وقال ماكرون إن “الأولوية الأولى لفرنسا هي المساهمة في السلام في أوكرانيا ومحاولة التوصل إلى ديناميكية عالمية للضغط على روسيا”، مؤكداً أنه ينوي “العمل بشكل وثيق جداً مع الصين والهند والمنطقة بأسرها والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية، لتحقيق توافق متزايد عبر القول إن هذه الحرب هي مشكلتكم أيضاً”.

وبدأت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك، الجمعة، على وقع استمرار الحرب في أوكرانيا، واستمرار عمليات الإطلاق الصاروخية الكورية الشمالية.

 النمو المستدام 

وفي افتتاح القمة، تحدث رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا عن المناخ، قائلاً: “يجب أن نتعاون للحد من آثار (تغير المناخ) وحماية عالمنا. لا يمكننا أن نحيا مثلما كنا نعيش في الماضي”.

وحث رئيس الوزراء التايلاندي قادة “أبيك” على النظر إلى ما هو أبعد من جهود التعافي بعد جائحة كوفيد-19، والتركيز على بناء عالم مستدامٍ وشامل.

وأضاف برايوت: “يجب أن ينظر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ إلى ما هو أبعد من التعافي من الجائحة، ونحو تجديد وتنشيط البيئة لتعزيز المرونة وضمان نمو أكثر شمولاً واستدامة”.

ونقلت “بلومبرغ” عن بيان المتحدث باسم الحكومة التايلاندية أنوتشا بوراباتشيسري، أن تايلاندا بصفتها مضيفة اجتماع قادة (أبيك)، ستضغط من أجل إحراز تقدم بشأن اتفاقية “التجارة الحرة في آسيا والمحيط الهادي” المعروفة باسم (FTAAP)

وصادق اجتماع لوزراء (أبيك) بالفعل على اقتراح للمضي قدماً في اتفاقية التجارة الإقليمية، التي اقترحت لأول مرة في عام 2006، لتحرير التعريفات الجمركية وغيرها من القيود أمام التجارة بين اقتصادات الدول الأعضاء.

وهذا أول اجتماع حضوري منذ عام 2018 لقادة الدول الأعضاء الـ21 الذين يُفترض أن تستمر محادثاتهم حتى السبت.

وتهيمن على برنامجهم العواقب الاقتصادية للنزاع في أوكرانيا الذي تستنكره دول الجنوب من دون أن تذهب إلى حد إدانة الغزو الروسي، ومسائل الاستقرار الإقليمي في ظل عمليات الإطلاق الصاروخية من جانب كوريا الشمالية، فضلاً عن النزاعات المتكررة في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

وقبل بدء القمة مباشرة، أطلقت بيونج يانج صاروخاً آخر، سقط في البحر داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

شي: المنطقة ليست فناءً خلفياً لأحد

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أثار، الخميس، مع الرئيس الصيني شي جين بينج “مخاوفه الجدية” بشأن الوضع في بحر الصين الشرقي، حيث تشكو طوكيو بانتظام من نشاط بكين حول جزر “سينكاكو”.

وشدد الزعيم الصيني من جهته على أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ “ليست فناء خلفياً لأحد، ولا ينبغي أن تصبح ساحة للتنافس بين القوى الكبرى”، في تصريحات مكتوبة أدلى بها خلال قمة اقتصادية على هامش مؤتمر أبيك، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي يتسع نفوذها في المنطقة.

وفي بانكوك، حيث يتواصل الماراثون الدبلوماسي الذي بدأ مع مجموعة العشرين، يتصدر شي جين بينج المشهد في غياب نظيره الأميركي جو بايدن، الذي بقي في واشنطن لحضور زفاف حفيدته، وتُمثّله نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وستدافع نائبة الرئيس كامالا هاريس في خطاب أمام قادة المنتدى عن استراتيجية إدارة بايدن في المحيطين الهندي والهادئ، ضد متشككين يرتابون في التزام الولايات المتحدة بالمنطقة وقوة البقاء الاقتصادي، وفقاً لما ذكره مسؤول في البيت الأبيض لـ”بلومبرغ”.

وأوضح المسؤول أن هاريس سترد على هؤلاء المنتقدين بشكل مباشر في تصريحات من المقرر أن تلقيها، ظهر الجمعة، أمام حشد يضم عدة مئات من رجال الأعمال التنفيذيين من منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والولايات المتحدة.

وتسعى الصين والولايات المتحدة إلى إقناع الدول برؤيتيهما للمنطقة خلال القمة، وهو الاجتماع الأخير في أسبوع من الاجتماعات الدولية في جنوب شرق آسيا هذا الأسبوع.