في أول اتصال بينهما.. عباس يطالب بايدن بالتدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية

تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مكالمة هاتفية من الرئيس الأميركي جو بايدن هي الأولى بين الزعيمين منذ تسلم الأخير منصبه في يناير الماضي. وطالب عباس الإدارة الأميركية، بـ”وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان”.

ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية، فإن عباس أطلع بايدن على “الاعتداءات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في القدس وغزة والضفة الغربية من آلة الحرب الإسرائيلية التي تسببت في قتل المئات من أبناء شعبنا، وجرح الآلاف، وتشريد آلاف العائلات من منازلهم التي تم تدميرها في غزة والضفة”، كما أطلعه على “إرهاب المستوطنين المتطرفين في القدس والضفة، والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومحاولات سرقة أراضي أهلنا في (حي) الشيخ جراح”.

وأبلغ عباس، الرئيس الأميركي، أنه “أجرى اتصالات واسعة، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا والوصول إلى التهدئة”، مؤكداً أن “الأمن والاستقرار سيتحققان عندما ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية”.

وشدد عباس على “استعداد الجانب الفلسطيني للعمل مع اللجنة الرباعية الدولية، من أجل تحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، والعمل مع الإدارة الأميركية لتعزيز العلاقات الثنائية وإزالة أي معوقات تعترض طريقها”.

“خفض العنف”
ونقلت الوكالة أيضاً، أن الرئيس الأميركي أكد على “ضرورة تحقيق التهدئة وخفض العنف في المنطقة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تبذل جهوداً مع الأطراف المعنية من أجل تحقيق هذا الهدف”.

وجدد بايدن، التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، وأهمية إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في تحقيق السلام، مشدداً على “معارضة الإدارة الأميركية لأي إجراءات أحادية الجانب مثل الاستيطان”، معتبراً أنها “تعارض كذلك إجلاء الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح والقدس الشرقية”.

كما أكد الرئيس بايدن على مواصلة إدارته تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

“تطور لافت”
واعتبر مراسل “الشرق” في فلسطين، أن الاتصال الهاتفي بين بايدن وعباس يعد تطوراً لافتاً في مسار الأحداث، لافتاً إلى أن الرئيس عباس انتظر هذا الاتصال منذ قدوم بايدن إلى البيت البيض.

وقال إن الاتصال يعد مؤشراً على تغيير في السياسة الأميركية، وأن الإدارة الأميركية بدأت تتحرك وتضع ثقلها في الملف، في محاولة لتهدئة الأوضاع.

وأوضح أن هناك لوماً أميركياً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب إخفاقه في إدارة المعركة السياسية مع الفلسطينيين، واستدراجه قصفاً من قطاع غزة، لافتاً إلى أن سياسات نتنياهو تسببت في حالة نهوض شعبي في المدن العربية بإسرائيل، حيث يحتج عشرات الآلاف في مختلف المدن بسبب ما يجري في القدس.

“تكتيك جديد”
وعلى المقلب الآخر، أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفياً مع بايدن، شكره فيه على “الدعم الأميركي الراسخ لحقنا في الدفاع عن أنفسنا”، وفقاً لما نشره على “تويتر”.

وأضاف نتنياهو، أنه أطلع بايدن على “آخر التطورات والعمليات التي نفذتها إسرائيل والعمليات التي ستنفذها”، مؤكداً أن “إسرائيل تفعل كل شيء من أجل تجنب المساس بغير المتورطين”، وفق تعبيره، بعد ساعات من تدمير برج الجلاء، وهو مبنى يضم مكاتب لوسائل إعلام عالمية من بينها وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.

وجاء في بيان نتنياهو، أنه “شدد خلال هذه المحادثات على أن إسرائيل تبذل كل الجهود لتجنّب إلحاق الضرر بأشخاص غير منخرطين” في النزاع، مؤكداً أن إجلاء الأشخاص من المبنى “الذي كانت تتواجد فيه أهداف إرهابية”، أنجز قبل تنفيذ الغارة، على حد تعبيره.

ويأتي استهداف الأبراج السكنية، بحسب مراسل “الشرق” في فلسطين، ضمن تكتيك إسرائيلي جديد لتشكيل نوع من الضغط على السلطة الفلسطينية وحركة “حماس”، من أجل دفعهما لوقف القصف ووقف إطلاق النار من جانب واحد.

واعتبر مراسل “الشرق”، أن استهداف إسرائيل لمنزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية في غزة، يعد مؤشراً على نفاد بنك الأهداف لإسرائيل في قطاع غزة.

وقال إنه ليست هناك مصلحة لإسرائيل في اجتياج بري (الذي يعد الطريقة الوحيدة للوصل للمقدرات العسكرية) لذلك تستهدف المدنيين من أجل الضغط على حركة “حماس”.