سقوط ماريوبول وقصف عنيف في دونباس

بات مصنع آزوفستال للصلب آخر معقل مقاومة للأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجيّة في جنوب شرق أوكرانيا، تحت سيطرة الجيش الروسي الكاملة، مساء الجمعة 20 مايو (أيار)، في حين تقصف المدفعية الروسية بكثافة منطقة دونباس شمالاً.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة إيغور كوناشنكوف في بيان عبر “تيليغرام” “منذ 16 مايو، استسلم 2439 نازياً من (كتيبة) آزوف وجنود أوكرانيّون محاصرون في المصنع. اليوم، 20 مايو، استسلمت المجموعة الأخيرة المؤلّفة من 531 مقاتلاً”.

استسلام؟

وترفض كييف الحديث عن استسلام في آزوفستال بل استخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعبير “إنقاذ أبطالنا”.

وقالت هيئة أركان القوات الأوكرانية عبر “فيسبوك”، صباح السبت، “يستمر العدو في شن هجمات في منطقة العمليات الشرقية لفرض سيطرة تامة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك والإبقاء على ممر بري مع القرم المحتلة مؤقتاً”.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن احتلال منطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، “شارف الانتهاء”.

آخر مجموعة

وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي كانت متحصنة في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول استسلمت، بما يشكل نهاية لهجوم استمر أسابيع وحول المدينة إلى حطام، وأوضحت الوزارة أن آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي تحصنت في مصنع آزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول استسلمت، بما يعني انتهاء أكثر عملية حصار تدميراً في الحرب، في حين تحاول موسكو تعزيز سيطرتها على إقليم دونباس.

وقبل ساعات من هذا الإعلان، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجيش الأوكراني أبلغ المدافعين عن آزوفستال بأن بإمكانهم الخروج وإنقاذ أرواحهم.

وقالت الوزارة في بيان “المنطقة التي يقع فيها مصنع آزوفستال للصلب… تحررت بالكامل”. وأضافت أن المجموعة التي استسلمت بلغ عدد أفرادها 531 مقاتلاً.

وأظهر تسجيل فيديو من وزارة الدفاع الروسية، يقول إنه يبين الاستسلام، صفاً من الرجال العزل وهم يقتربون من جنود روس خارج المصنع ويبلغونهم بأسمائهم. وقام الروس بعدها بتفتيش كل منهم ومتعلقاته وبدا أنها تطلب منهم إظهار أي وشوم.

وقال البيان الروسي “المنشآت تحت الأرض التابعة للمجمع التي كان يتحصن بها المسلحون أصبحت تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية” وأشار أن العدد الإجمالي للمدافعين عن الموقع الذين استسلموا في الأيام القليلة الماضية بلغ 2439. ولم تؤكد أوكرانيا بعد تلك الأعداد.

وذكر البيان أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بأن ماريوبول ومصنع الصلب “تحررا” بالكامل.

كتيبة آزوف تجلي قتلاها

من جانبها، أعلنت كتيبة آزوف الأوكرانية أنها تقوم بإجلاء قتلاها بعد استسلام مئات من عناصرها بأمر من كييف “لإنقاذ حياتهم”.

وأكد قائد الكتيبة دينيس بروكوبينكو الذي ظهرت ضمادة كبيرة على ذراعه اليمنى فيما بدت اليسرى متورمة، في فيديو عبر تلغرام من مكان يبدو أنه ملجأ تحت الأرض، أن “القيادة العسكرية العليا أعطت أمراً بإنقاذ حياة الجنود… والتوقف عن الدفاع عن المدينة”.

بعد عملية إجلاء مدنيين ثمّ مئات من الجنود الأوكرانيين أصبحوا بحكم الأمر الواقع أسرى لدى الروس، أشار بروكوبينكو إلى أن “العملية مستمرة” لإجلاء جثث عسكريين. وختم “آمل أن تتمكن العائلات وأوكرانيا بأكملها قريباً من دفن مقاتليها بشرف. المجد لأوكرانيا!”.

وكتيبة آزوف هي وحدة نخبة أسسها قوميون أوكرانيون وشاركت في الدفاع عن مجمع آزوفستال خصوصاً إلى جانب وحدة من مشاة البحرية.

دونباس تحت نيران روسية “كثيفة”

وبعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق)، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها. وتسعى موسكو خصوصاً إلى السيطرة بشكل كامل على دونباس التي تخضع جزئياً لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانك خلال إفادة صحافية في كييف إن “قوات الاحتلال الروسية تطلق نيراناً كثيفة على طول خط المواجهة بأكمله”، مضيفاً أن الوضع “أظهر دلائل على التدهور”.

وكان الرئيس الأوكراني قال قبل ساعات “إنه الجحيم” في دونباس “وهذه ليست مبالغة”. وأشارت دوائره صباح الجمعة إلى عمليات قصف على محور يبدأ في شمال شرق البلاد ويصل إلى جنوبها.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن السيطرة على منطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، “شارف على الانتهاء”.

وتسببت ضربات روسية بسقوط 12 قتيلاً و40 جريحاً الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق)، وفقاً للحاكم المحلي سيرغيه غايداي الذي قال إنّ القسم الأكبر من القصف أصاب مباني سكنية وإن الحصيلة قد ترتفع.

وبحسب السلطات الأوكرانية، لا يزال 15 ألف شخص يعيشون في ملاجئ في سيفيرودونيتسك التي دمّرتها القنابل.