أتمنى وسأكون سعيد فعلا لو كل مواطن عراقي تحكم لعقله قبل عواطفه وأقصد ان يكون مواطن مستقل وغير منحاز في ميوله وقناعاته حتى يتسنى له ان يحلل ويقارن بين كل هذا الكم الهائل من المعلومات والوقائع التي عاشها او سمع عنها او التي لو بحث عنها لوجدها فالنت اصبح وسيله للسفر في صفحات تأريخ الماضي وتصفح كل معلومه تهمه …
ليس عيبا ان يغير الانسان من قناعاته ومن الافكار التي يحملها نتيجة تربيته البيتيه او البيئيه التي كرست لديه ذلك الانطباع وتلك الافكار ولكن العيب عندما يرى الانسان خطىء او عدم صلاحية ماامن به من افكار ومعتقدات ولم يتغير ..
الفرق بين التحرر والعبوديه هو بقاء الانسان متقوقع اسير لمعتقدات ومفاهيم جاءت له نقلا من اخرين عاشوا زمن ومرحله تختلف بواقعها عن واقعنا اليوم فما كان بالامس مستحيلا وضربا من الخيال اصبح اليوم ممكن والامثله كثيره منها تحسب على انجازات العلم او السلوك الاجتماعي .
ان التغيير في القناعات هو علامة نضوج للوعي الفردي والمجتمعي ومحصله ديناميكيه لتطور اسلوب وفهم الحياة .كم نحن بحاجه ماسه الى اعادة تقييم بما نعتقد به كثوابت ونحللها لنرى هل هي صائبه وصالحه الان ؟
ما الذي يمنعنا ان نمتلك الشجاعه لنقرر التخلي عن المعتقدات التي ثبت خطئها ؟
اليوم ابحث في ايجاد وسيله لاقناع الناس طوعيا ان يفعلوا حاله النقد الذاتي واعادة التقييم لمواقفهم الشخصيه وقناعاتهم السياسيه .نعم من هنا لو نجحنا في تحليل مواقفنا وقناعاتنا لوجدنا الطريق الصحيح في نهج كل منا لان الموقف الخاطىء يؤدي الى سلوكيات خاطئه وهي بتبعاتها ستؤدي الى نتائج كارثيه وخلق ازمة حياة وعدم استقرار نفسي ومادي وامني .
الحقيقه ليست ثابته وقيمه متغيره تتغير مع الواقع فمثلا بالامس البعض كان يعتبر اسرائيل عدو وكيان محتل واليوم اختلفت هذه الرؤيا عند البعض بحيث اصبحوا يعترفوا بهم كدوله ويسعوا للتحالف معهم .. بالامس البعض كان يعتبر امريكا دوله امبرياليه واليوم اصبح ينظر لها كدوله صديقه وحليف ستراتيجي ومحرره للعراق من نظام صدام .. بالامس كنا نؤمن بان احزاب على سبيل المثال لا الحصر في الذكر كالحزب الشيوعي وحزب الدعوه هما احزاب وطنيه تأسست لخدمة المواطن والدفاع عن حقوقه ولكن الاحداث اثبتت ان الشعار شكل والواقع شكل اخر وفشلت في تحقيق اي مطلب من مطالب المواطن وكشفت لنا الاحداث انها وغيرها من الاحزاب واجهات لمصالح شخوص قادتها او لتنفيذ اجندات تخدم مصالح خارجيه …
في وسط هذا الكم الهائل من قنوات البث التلفزيوني اصبحنا اسرى ومشروع لغسل أدمغتنا من اعلام مأجور ينطق للذي يدفع ويشوه المعلومه للتأثير على قناعات المستمع والمشاهد ..
الشعب العراقي ضحية تكالب عدة جهات داخليه سياسيه واعلاميه هدفها تشويه الحقائق وتغيير قناعات المواطن البسيط وفرض شكل من التسليم لما يطرحونه وزرع اليأس فينا وموت اي امل بالتغيير وايصالنا لحالة استسلام كامل لمشاريعهم والغريب الكثير منا يصدق اكاذيبهم وكمثال اود الاشاره الى سياسة تلك الاحزاب التي استلمت السلطه وحكم العراق منذ سقوط نظام صدام في تركيزها على زرع الفتنه بين المواطن والنخب السياسيه الوطنيه المعارضه لنهجهم والشك بمصداقية اي طرح جديد يختلف عن نهجهم واطروحاتهم وتسقيط كل صوت يفضح فسادهم وفشلهم فكانوا ينعتون من يخالفهم بالبعثي وكلنا شاهد عيان كيف كانوا ينعتوا انصار التيار المدني ومحاربتهم بكل الوسائل التسقيط والاتهام هذا للافراد والتجمعات السياسيه الشعبيه واما اعلاميا فلم يشهد التأريخ حملة تسقيط وعداء سخرت لها حكومات المالكي كل ماتملك من جيوش الكترونيه وقنوات دبلوماسيه وضغط دولي وشراء ذمم لصحفيين وكتاب واغراء وتلفيق معلومات مثل ماتعرضت له قناة البغداديه ومؤسسها د.عون الخشلوك من تشويه وتسقيط ظالم وكان على الاقلام الحره والاصوات الشعبيه ان لاتقف موقف المتفرج وتسكت تاركة ماكنة المالكي الاعلاميه والماليه وحيتان الفساد ورجال الدوله العميقه التي فضحت فسادهم قناة البغداديه ان ينفردوا بها ويمنعوا عملها وبثها. ستبقى البغداديه حيه في ذاكرة المواطن العراقي وخير ناقل بصدق لهموم المواطن كصوت اعلامي وطني مستقل وحيد في الساحه الاعلاميه العراقيه .
ادعوا كل مواطن عراقي غيور وطني حريص على مصلحته ومصلحة وطنه لانهما مرتبطان ببعض من مراجعة موقفه الشخصي وتحليل الوقائع والاحداث ليكون موقف له من سياسات الاحزاب الحاكمه في عدائهم من البغداديه والمطالبه بعودة نشاط البغداديه الاعلامي .
التغيرات الجوسياسيه القادمه ومايحاك في المنطقه من مشاريع وماينتظرنا من احداث جسام يتطلب وجود قناة اعلاميه عراقيه مستقله لنقل حقائق مايدور حولنا وكشف المستور للمواطن العراقي واعتقد غير البغداديه لاتوجد وسيله اعلاميه اخرى قادره على اداء هذه الرساله .