تقرير يتحدث عن مصير عناصر داعش الأوروبيين بعد سقوط آخر معاقل التنظيم

ذكر تقرير لموقع "الحرة" الأميركي أن دولا أوروبية اختارت ترك مواطنيها من مقاتلي داعش الأجانب محتجزين لدى قوات سوريا الديموقراطية، باتت مجبرة على مواجهة الوضع خاصة مع تحذير الكرد بنقل حراس المعتقلين إلى أماكن أخرى بعد قرار الانسحاب الأميركي الوشيك من سوريا، خوفا من هجوم تركي.

وأفاد التقرير الذي نشر اليوم السبت، 23 شباط 2019، ان النقاش بشأن مقاتلي داعش الأجانب يتزايد مع وصول 560 عائلة أجنبية تضم أكثر من 1100 طفل، بالإضافة الى الآلاف من العائلات السورية، منذ بداية العام الحالي فقط، وذلك على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية في آخر جيب للتنظيم في شرقي سوريا.

وبين أن منظمة إنقاذ الطفل "سيف ذي تشيلدرن" أعلنت الخميس الماضي، بأن أكثر من 2500 طفل أجنبي من ثلاثين بلدا يتوزعون حاليا على ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا، نصفهم تقريبا فروا منذ مطلع العام من الجيب الأخير تحت سيطرة تنظيم داعش في شرق البلاد، من بينهم 38 طفلا غير مصحوب، فيما طالبت المنظمة المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمنهم.

وأشار التقرير إلى ان وزير الداخلية البريطاني أكد أن بلاده منعت عودة جهادييها من سوريا والعراق أكثر من مئة مرة حتى الآن، في مقال نشرته "ذي صنداي تايمز" تحت عنوان "إذا هربتم للانضمام إلى تنظيم داعش، سأستخدم كل سلطاتي لمنعكم من العودة".

ولم تحسم بريطانيا قرارها حيال مقاتلين إثنين لا يزالان على قيد الحياة، من أصل أربعة لقبوا بـ"الخنافس" بسبب لكنتهم، ظهروا في تسجيلات فيديو قطع رؤوس أسرى لدى التنظيم.

فيما كشفت تقارير سابقة، عن استعداد الولايات المتحدة لنقل الدواعش الأجانب إلى معتقل غوانتانامو في كوبا، وهو خيار من شأنه إثارة جدل واسع في بريطانيا بخاصة بسبب عقوبة الإعدام المطبقة في الولايات المتحدة.

من جهتها فتحت فرنسا الأسبوع الماضي الباب أمام إعادة مواطنيها من سوريا بعد أن كانت أكدت مسبقا أنه يجب محاكمة الجهاديين في المنطقة التي يحتجزون فيها وألا يعودوا إلى فرنسا، وذكرت الخارجية الفرنسية أن هدفها "تجنب فرار وانتشار هؤلاء الأشخاص الخطرين" مقرة بأن الوضع على الأرض يتغير بسبب الانسحاب الأميركي، وقد تحدث مصدر مقرب من الملف في فرنسا عن 150 جهاديا فرنسيا، 90 منهم دون سن الرشد.

فيما ذكرت صحف ألمانية أن نحو ثلث من سافر إلى العراق وسوريا منذ العام 2013، وهم 1050 ألمانيا عادوا إلى البلاد، ويتواجد حاليا في كل من سوريا والعراق حوالي 270 امرأة وطفلا يحملون الجنسية الألمانية، لا تتجاوز أعمار الثلثين منهم ثلاث سنوات.

وطالب وزير داخلية ولاية بافاريا يوآخيم هيرمان، بسحب جوازات السفر من الجهاديين الألمان الذين يحملون أكثر من جنسية والذين جرى أسرهم خلال العمليات القتالية، أما وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا، هربرت رويل، فدعا إلى تقديم رعاية خاصة بمجرد عودتهم إلى ألمانيا، مستندا إلى خبرته في تدبير برامج إعادة إدماج الجهاديين السابقين.

أما السويد فهي تبدي ترددا كبيرا إزاء فكرة استعادة الجهاديين من مواطنيها لثغرات في قوانينها بهذا الصدد، إذ لم يصدر قانون يعاقب من يلتحق بمنظمة ارهابية في الخارج الا عام 2016، وبالتالي فإن توجيه تهمة من هذا النوع لا تشمل من كان في سوريا قبل ذلك، وفي ظل هذا العائق القانوني تفضل السويد عدم عودة نحو مئة من مواطنيها الجهاديين من سوريا لأنها لن تكون قادرة على محاكمتهم.

وقال وزير الداخلية السويدي مايكل دامبرغ "لا بد من محاكمة السويديين الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش في البلدان حيث هم".

بينما تنتظر بلجيكا التي أحصت السلطات فيها مغادرة أكثر من 400 راشد بلجيكي منذ 2012 بينهم 150 "لا يزالون ناشطين على الأرض" بحسب آخر الأرقام الرسمية، توصيات واشنطن بشأن المقاتلين الأجانب من داعش، وقد طالب القضاء البلجيكي الدولة في نهاية كانون الأول الماضي، بإعادة ستة أطفال بلجيكيين من مخيم الهول شمال سوريا لأنهم يعتبرون في خطر، لكن الدولة استأنفت الحكم ولم تغير نهجها.

وأسقطت أستراليا الجنسية عن 11 شخصا على الأقل من الجهاديين، الذين يمتلكون جنسية أخرى، حيث يسمح القانون الأسترالي بإسقاط الجنسية عن المدانين بالإرهاب في حال كانوا يحملون جنسيتين.

وخلص التقرير إلى ان "القانون الدولي لحقوق الإنسان يقضي بأن حق الدول في أن تقرر من هم رعاياها ليس حقا مطلقا، وأنه يجب على الدول، بصفة خاصة، الامتثال لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان فيما يتعلق بمنح الجنسية والتجريد منها.

وكانت منظمة أنقذوا الأطفال "سيف ذا تشيلدرن"، طالبت في وقت سابق، دول المنشأ إلى إعادة أطفال مقاتلي داعش الأجانب وعائلاتهم بأمان بهدف إعادة تأهيلهم أو اعادة دمجهم، مشددة على أن "الحالات المماثلة تتطلب الدعم للتعافي وإعادة التأهيل، وهو أمر غير متاح حاليا في مخيمات النازحين في سوريا".

جدير بالذكر ان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا السبت الماضي بريطانيا وحلفاءها الأوروبيين باستعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش، تم اعتقالهم على يد قوات سوريا الديمقراطية خلال استعادتها المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها شمال وشرق سوريا.