صحيفة بريطانية تكشف سر زيارة “عراب الصفقات الخليجية” المشبوهة للعراق

أكدت مصادر لصحيفة (ميدل إيست إي) البريطانية؛ أن مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى التقوا بـ”جورج نادر”، رجل الأعمال الأميركي اللبناني المعترف به كشاهد في قضية المحقق الأميركي، “روبرت مولر”، وسعيه لكشف مصادر تمويل الحملة الانتخابية لرئاسة، “دونالد ترامب”.

وقالت المصادر الثلاث، مسؤولين عراقيين ومصدر ثالث آخر، في تصريحاتها الحصرية للصحيفة البريطانية، أن “نادر” التقى مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء وكبير الزعماء الشيعة في الأسابيع الأخيرة.

وقالت المصادر إن “جورج نادر”، وهو شخص محكوم عليه باستغلال الأطفال جنسيًا، كان قد أجرى اتصالات مع بعض كبار المسؤولين العراقيين، خلال زيارة قام بها لـ”بغداد” قبل أسبوعين، وتم استضافته في منزل زعيم شيعي بارز له صلات وثيقة بـ”إيران”.

وتأتي زيارة “نادر”، في الوقت الذي تتلقى فيه “العراق” دعم بملايين الدولارات في إعادة البناء من الخصوم الخليجيين الثلاث، “الإمارات العربية المتحدة” و”المملكة العربية السعودية” ضد “قطر”، في نزاع مطول دمر جميع العلاقات الدبلوماسية بين “قطر” و”دول الخليج”.

وفي محاولة لكسب النفوذ في “العراق”، الذي يتمتع بموقع إستراتيجي، غمر خصوم الخليج الثلاث البلاد بملايين الدولارات في مشاريع البناء والدعم للأحزاب السياسية والسياسيين في الأشهر الأخيرة، حسبما قال ثلاثة مستشارين ومراقبين سياسيين عراقيين لـ (ميدل إيست إي).

ويتوافق سباقهم من أجل السيطرة؛ مع نية الحكومة العراقية، بعد هزيمة تنظيم (داعش)، للبدء في تحدي إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الصراع والعقوبات.

وقال “أنس التكريتي”، وهو عراقي بريطاني يرأس “مؤسسة قرطبة”، وهي مجموعة بحثية واستشارية مقرها “المملكة المتحدة”: “الأمر ليس مجرد عقود للإعمار. إنه وسيلة لغاية أكبر.. إن موقف العراق مثالي لأولئك الذين يريدون الحصول على أي نوع من التأثير على المنطقة”.

أكدت المصادر العراقية للصحيفة البريطانية أن “نادر” التقى أيضًا، “عمار الحكيم”، رئيس حركة “الحكمة”، وهو حزب سياسي شيعي، كما ناقشت التقارير التي تفيد بأن “الحكيم” ساعد في إنشاء قنوات خلفية بين “الحرس الثوري” الإيراني ودول الخليج، وذلك باستخدام علاقات “نادر”، إلا أن “محمد الراضي”، مستشار “الحكيم”، قال عن الإيرانيين والإمارات والسعوديين: “إنهم لا يحتاجون إلى مثل هذه القناة، ولديهم قنواتهم الخاصة”.

وتضع الرحلة “نادر”، وهو مستشار لولي عهد الإمارات، الأمير “محمد بن زايد آل نهيان”، مرة أخرى على رادارات المراقبة الدولية؛ بعد أن ظهر في وقت سابق من هذا العام كشخصية رئيسة في تحقيق “مولر”، الذي يسعى إلى اكتشاف ما إذا كانت الدول الأجنبية سعت للتأثير على انتخابات “الولايات المتحدة” الرئاسية عام 2016.

ويقال إن “مولر” إستجوب رجل الأعمال، البالغ من العمر 58 عامًا، عما إذا كانت “الإمارات العربية المتحدة” قد دفعت أموالاً لأعضاء إدارة “ترامب” للاستفادة منه، بما في ذلك أثناء معركتها مع “قطر”. ويقال إن “نادر” يتعاون مع “مولر” مقابل الحصانة.

وكانت قد ذكرت تقارير، حصرية سابقة لصحيفة (ميدل إيست إي)، عن ترتيب “نادر” قمة للزعماء العرب، في أواخر عام 2015، على متن يخت في “البحر الأحمر” لرسم خطة انقلابية لإستبدال “مجلس التعاون الخليجي” و”الجامعة العربية”.

كما رتب لقاء، في آذار/مارس 2017، مع مسؤولين استخبارات سعوديين؛ وضع فيه هو ورجال أعمال آخرين خطة بقيمة ملياري دولار لتخريب الاقتصاد الإيراني، حسبما أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) هذا الشهر.

خلال هذا الاجتماع؛ وفقًا للتقرير، سأل السعوديون عما إذا كان “نادر” وغيره من رجال الأعمال في الاجتماع على استعداد لاغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين. وقالوا إنهم سيحتاجون إلى استشارة محاميهم الذين نصحوهم بعدم التورط في ذلك.