أجرى مراسل صحيفة واشنطن بوست كرستيان كاريل، لقاءً مع رئيس الجمهورية برهم صالح في منزله بمحافظة السليمانية هذا الشهر، وقال المراسل إن صالح أخبره بأن العراق ما يزال يحاول التعافي من أربعة عقود تقريبا من حرب وصراع داخلي لم يهدأ.
لقد مر أكثر من عام منذ أن تمكنت القوات العسكرية من إلحاق الهزيمة بداعش وطرد مسلحيه من مدينة الموصل، مع ذلك ما تزال المدينة قابعة تحت الأنقاض .
وقال صالح لمراسل الصحيفة “إذا سألتني، هل بيروقراطية الحكومة العراقية ناجحة؟ بالتاكيد لا. وهل الدولة العراقية تحقق نجاحاً؟ أعتقد ان هناك بعض التوقعات لهذه البلاد بأنها تسير بالاتجاه الصحيح. ولكن موروثات الماضي والمشاكل فإنها ضخمة حقا .”
وأشار المراسل الى أن الرئيس تحدث بإسهاب عن ضرورة محاربة ثقافة فساد عميقة في الجانب البيروقراطي وفشل الحكومة في توفير خدمات عامة أساسية مثل الماء والكهرباء، والتحدي المتمثل بمنع ظهور تنظيم داعش من جديد .
مع ذلك فإن صالح متفائل بخصوص مستقبل البلاد، مشيراً بقوله الى أن “الحياة بدأت تعود من جديد، في كل وقت أخرج فيه من القصر الرئاسي في بغداد، أرى الوضع الطبيعي يرجع على ما كان عليه أكثر و أكثر. أعتقد أن هناك نافذة من الامل لم تتح لنا مسبقاً يجب أن ننميها”.
وأضاف صالح بقوله “هناك شعور ضمن أعضاء إدارة البلد بضرورة العمل على عجل في تقديم خدمات، وبدون ذلك لايمكننا تبرير ما نقوم به في نظر الشعب. رأي الشعب مهم في العراق. الناس يعبرون عما في أذهانهم. الشعب مشارك ومهتم.”
نفوذ إيران القوي في العراق يشكل عرقلة كبيرة أمام تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة .
صالح أشار الى أن العراق له مصلحة بإقامة علاقات جيدة مع إيران، التي يشترك معها العراق بحدود مسامية طويلة.
قبل عدة أسابيع عندما قال الرئيس الاميركي ترامب بأن على الجيش الاميركي استخدام قاعدته في العراق لمراقبة إيران، رفض صالح ذلك بشكل صريح، مشيرا الى أن الاميركان موجودون في البلاد فقط لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد الإرهاب .
مع ذلك، أوضح الرئيس صالح في لقائه عن رغبته برؤية النشاط الاميركي مستمراً باتجاه مصلحة العراق من خلال الاستثمار والتربية والمساعدة على التنمية .
أضاف الرئيس صالح أن”العراق بحاجة لمساعدة، بحاجة لمساحة من التنمية والتطور. الولايات المتحدة بإمكانها المساعدة في هذا المجال وكانت كذلك على مر الوقت، نحن نثمن مساعدة الولايات المتحدة لنا .”