قصة البغدادية وذكرى تاسيس الجيش

في مطلع عام 2006 وهو اول عام تدخله قناة البغدادية الفضائية من أوله حيث بدأ بثها في الثاني عشر من سبتمبر ايلول 2005 ، كنا أمام موضوع غاية في الحساسية يتصل بعيد تاسيس الجيش العراقي . فقد تم الاعلان عن تاسيس جيش الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمر قبل عام من هذا التاريخ ، استكمالا لحل الجيش العراقي في الثالث والعشرين من مايو حزيران 2003، ثم القرار الذي أعقبة في 8 أغسطس/أب، 2003، أصدر بول بريمر قراره رقم 22 بتشكيل جيش عراقي جديد، أو قوات دفاع وطني عراقية استكملت على ايدي متدربين مقاولين بداية عام 2005 .و بدأت القوات الأميركية بالعمل على إعادة وزارة الدفاع لتتمكن من الإشراف على الجيش العراقي الجديد، وبتوجيه المستشار الأميركي لوزارة الدفاع.

وبناء على ذلك اطلق الاعلام الحكومي العراقي في السادس من كانون عام 2006 (الذكرى الاولى لتاسيس الجيش العراقي) ، والجيش العراقي القديم حله بول بريمر ولم يعد له وجود . ضباطه المحترفون تشردوا الى الدول المجاورة والى مصر ودول اوربية ، وضباط النظام اختفوا .

فكيف سيكون التصرف اعلاميا مع هذا الموقف .

هنا وجه الدكتور عون حسين الخشلوك رئيس مجلس ادارة القناة ومؤسسها بعد ان عرف ان جميع وسائل الاعلام العراقية الحكومية والخاصة ايضا تتحدث عن (الذكرى الاولى) لتاسيس الجيش لتبتلع الاحداث تاريخا عريقا لجيش العراق . وجّه بان يكون احتفال قناة البغدادية احتفالا بالذكرى الخامسة والثمانين لتاسيس الجيش العراقي ، وقال الخشلوك في اجتماع مع قسم الاخبار والبرامج السياسية في القناة انذاك ، ان جيش العراق ليس جيشا للحاكم لا سابقا ولاحقا ، وان جيش العراق جيش الشعب وتاريخه من تاريخه عانى مثل شعب العراق من تقلبات السياسة ورعونة السياسيين ، وتعرض لللانتهاك من قبل الديكتاتورية بمنح الرتب الكبيرة للجهلة والمقربين ، واننا كشعب لابد ان نحتفظ بالوفاء لهذا الجيش الذي شارك في جميع الحروب العربية وكان مدرسة لضباطها وقادتها . علينا ان نكرّم الجيش ونكرّم ضباطه المحترفين الذين لم يرضخوا لحاكم ولم يبيعوا دينهم ووطنهم برضا مسؤول زائل وأن لانحمله اخطاء الانظمة المتعابة على حكم العراق.

وهكذا كانت قناة البغدادية هي القناة الاولى التي اعادت الاحتفال بتاسيس الجيش على وفق تاريخه العريق ، تبعتها حتى وسائل الاعلام الحكومية التي غيرت اخبارها من الاحتفال بمرور عام الى الاحتفال بمرور خمس وثمانين سنة .

نستذكر ذلك في هذا اليوم وجيشنا العراقي يحتفل بالذكرى السابعة والتسعين ، ومازال يقدم التضحيات ومازال يحارب ضد الارهاب الذي جلبه الفاسدون والفاشلون الى بلادنا . ليظل الجيش العراقي الباسل سند العراق وامله الوحيد في الحرية والامان والتقدم الى امام .

وكل عام وابناء قواتنا المسلحة بخير .

قسم الاخبار والبرامج السياسية في قناة البغدادية