توفي السيناتور الأمريكي المعروف بتأييده غزو العراق عام 2003، جون ماكين، عن 81 عاما، وذلك بعد صراع طويل مع مرض سرطان الدماغ الذي اكتشف الأطباء إصابته به العام الماضي.
وذكر مكتب السيناتور الجمهوري في بيان، مساء أمس السبت، 25 آب، ان "السيناتور جون ماكين الثالث توفي في الساعة الرابعة والدقيقة 28 من بعد ظهر الخامس والعشرين من آب 2018. عندما فارق الحياة كان السيناتور محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما".
وأضاف البيان أن "بطل الحرب السابق الذي يحظى باحترام كبير في بلاده خدم الولايات المتحدة الأمريكية بإخلاص لمدة 60 عاماً".
وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرر التوقف عن تلقي العلاج من "الغليوبلاستوما"، لينتصر بذلك هذا النوع الشديد العدوانية من سرطان الدماغ في معركة العلاج التي بدأها ضده السناتور المخضرم في تموز 2017.
ولد ماكين في 29 آب عام 1936 في مركز عسكري أميركي في "منطقة قناة بنما"وعاش ماكين فترتي الطفولة والمراهقة متنقلا برفقة عائلته بين القواعد البحرية في الولايات المتحدة وخارجها، ثم التحق بالأكاديمية البحرية عام 1954، وتخرج منها بعد أربع سنوات، ثم خدم في سلاح البحرية حتى عام 1981.
وخلال خدمته، تطوع للعمل كطيار بحري مقاتل، وشارك في العمليات القتالية خلال حرب فيتنام. وفي تشرين الأول 1967، أسقطت طائرته في أجواء هانوي، وتم أسره وقام خاطفوه بالاعتداء عليه، ما أدى إلى كسر ذراعيه وساقه وكتفه.
قضى ماكين خمس سنوات ونصف في سجون فيتنامية مختلفة، وبعد خروجه تم انتخابه في مجلس الشيوخ، زار فيتنام عدة مرات سعيا لإعادة رفات الجنود الأميركيين الذين قضوا في تلك الحرب، وفي عام 2008، ضمن تسمية الحزب في السباق الرئاسي في مواجهة المرشح الديموقراطي باراك أوباما، لكنه خسر أمامه أيضا.
ورغم خسارته مرتين، يعتبر ماكين واحدا من أبرز السياسيين في واشنطن، وهو يشغل منصب رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، وتقديرا لجهوده تم إطلاق اسمه على قانون ميزانية وزارة الدفاع.
أيد ماكين قرار حرب العراق عام 2003، وفي عام 2007 ساند قرار زيادة عدد القوات الأميركية هناك، لكنه تراجع عن تأييده فيما بعد حيث قال في كتاب له، إن "الحرب في العراق التي ناديت من أجل إطلاقها لا يمكن الحكم عليها على أنها أي شيء آخر سوى أنها كانت خطأ، وخطأ خطيرا جدا، ويجب أن أتحمل نصيبي من اللوم عليها".
وتابع ماكين، أنه يدرك أن السبب الرئيس لغزو العراق عام 2003 وهو أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين "كان خطأ"، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك من داع لـ"إزهاق الأرواح والإخلال بالأمن".