إنكلترا في طريق استعادة الأمجاد العالمية من بوابة كولومبيا

تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية، الثلاثاء، صوب ملعب “أتكريت أرينا” بالعاصمة الروسية موسكو، لمتابعة مباراة ثمن النهائي الأخيرة في كأس العالم لكرة القدم، والتي تجمع كولومبيا مع إنكلترا. وتعد هذه المواجهة الثالثة في التاريخ بين المنتخبين، تفوقت إنكلترا في المرتين السابقتين، الأولى في كأس العالم 1998 في دور المجموعات بهدفين دون رد، والثانية وديا في 2005 بنتيجة 3-2.

وتأهلت كولومبيا لهذه المباراة متصدرة المجموعة الثامنة برصيد 6 نقاط، من انتصارين وهزيمة، أحرزت 5 أهداف وعليها هدفين، افتتحت مشوارها بهزيمة من اليابان (1-2)، ثم فوز كبير على بولندا (3-0)، وفوز آخر على السنغال (1-0). وتعتمد كولومبيا في هذه المباراة على أدائها التصاعدي في المونديال، بعد أن استعادت قوتها مع مرور المباريات في البطولة بعد بدايتها الضعيفة وصولًا لتأهلها في صدارة المجموعة.

ويمتلك الأرجنتيني خوزيه بيكرمان مجموعة مميزة من اللاعبين، أبرزهم خاميس رودريغيز وراداميل فالكو وخوان كوادرادو وديفيد أوسبينا وكريستيان زباتا وسانتياغو أرياس وياري مينا وكارلوس سانشيز وخوان كوانتيرو وكارلوس باكا ولويس موريال وخوسيه إيزكيرادو.

على الجانب الآخر، تأهلت إنكلترا لهذا الدور محتلة وصافة المجموعة السابعة برصيد 6 نقاط خلف بلجيكا، حققت انتصارين وتلقت هزيمة واحدة، أحرزت 8 أهداف ودخل مرماها 3 أهداف، تغلبت على تونس (2-1) ثم بنما (6-1)، وخسرت من بلجيكا (0-1).

وتسعى إنكلترا لاستعادة أمجاد الماضي والمواصلة في مشوار المونديال ومحاولة التتويج باللقب الغائب منذ 1966، واستغلال الجيل الحالي من اللاعبين المميزين والمدعمين بشكل كبير من الجماهير والنجوم السابقين، حيث أنه من أفضل الأجيال التي مثلت إنكلترا في الـ20 عاما الماضية

ويمتلك غاريث ساوثغيت المدير الفني مجموعة من أبرز اللاعبين، جوردان بيكفورد وكايل واكر وإريك دير وجون ستونز وغاري كاهيل وترنت ألكساندر أرنولد وهاري ماغواير وجيسي لينغارد وفابيان ديلف وديلي ألي وهاري كين ورحيم سترلينغ وجيمي فاردي وماركوس راشفورد. ورفض المهاجم الإنكليزي ديلي ألي اعتبار أن منتخب بلاده هو المرشح الأوفر حظا للفوز في المباراة المقررة اليوم على ملعب “أتكريت أرينا” بالعاصمة الروسية موسكو.

وأكد ديلي ألي لاعب توتنهام أنه لا يفترض اعتبار المنتخب الكولومبي منافسا سهلا، حتى في ظل حالة القلق المثارة حول لياقة النجم الكولومبي خاميس رودريغيز.  وقال ألي “هذه بطولة كأس العالم.  وعلينا أن نتعامل مع كل مباراة وكأننا نواجه أفضل فريق في العالم. والمنتخب الكولومبي منافس قوي للغاية”.

ويتأهل الفائز من المنتخبين الإنكليزي والكولومبي، إلى دور الثمانية حيث يلتقي الفائز في مباراة دور الستة عشر المقررة اليوم بين المنتخبين السويسري والسويدي على ملعب “كريستوفسكي” في سان بطرسبرغ. وكان آخر انتصار حققه المنتخب الإنكليزي في الأدوار الفاصلة بالمونديال، في نسخة عام 2006 بألمانيا حيث تغلب على منتخب الإكوادور 1- 0 ثم خسر بعدها أمام نظيره البرتغالي بضربات الجزاء الترجيحية.

وخرجت إنكلترا من دور الستة عشر في مونديال 2010 ثم خرجت من دور المجموعات في مونديال 2014 بالبرازيل، وودعت كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) إثر الهزيمة أمام آيسلندا في دور الستة عشر.

واستهل المنتخب الإنكليزي، الذي يدربه المدير الفني غاريث ساوثغيت، مشواره في المونديال الحالي بالفوز على نظيره التونسي 2-1 ثم على منتخب بنما 6-1 قبل أن يخسر أمام نظيره البلجيكي 0-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات دور المجموعات التي حسمت فيها صدارة المجموعة لصالح بلجيكا.

وبعد أن حسم المنتخبان البلجيكي والإنكليزي تأهلهما عبر الجولتين الأوليين، أراح ساوثغيت وروبرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي أغلب لاعبيهم الأساسيين في المباراة الثالثة. وقال ديلي ألي إن مبدأ المداورة لن يؤثر على الفريق، وأوضح “المدير الفني اتخذ قرارا ونحن ندعم القرار تماما”.

وينتظر عودة النجم هاري كين، هداف توتنهام، إلى التشكيل الأساسي للمنتخب الإنكليزي في المباراة أمام كولومبيا، وسيسعى بالتأكيد إلى تعزيز سجله التهديفي بالبطولة بعد أن أحرز خمسة أهداف خلال أول مباراتين. وأكد ساوثغيت أنه اتخذ القرار الصحيح بإراحة كين وغيره من العناصر الأساسية في مباراة بلجيكا، وأضاف “إذا دفعت به في آخر عشر دقائق من المباراة كان من المحتمل أن يتلقى ضربة في الكاحل، وكان سيصبح هذا خطأ”.

ولم يتضح بعد ما إذا كان كين سيخوض المواجهة أمام نظيره الكولومبي، فيما لا يزال النجم خاميس رودريغيز يتلقى العلاج من مشكلة في الساق (عضلة السمانة) التي أجبرته على الغياب عن المباراة الثالثة للمنتخب في مجموعته أمام السنغال. كذلك عانى خاميس رودريغيز من مشكلات عضلية أخرى، ولا شك في أن الفريق يحتاط بخطة لعب في حالة غيابه، من أجل تحقيق هدف التأهل إلى دور الثمانية في المونديال للمرة الثانية على التوالي.

وقال لاعب خط الوسط كارلوس سانشيز “خاميس مهم للغاية بالنسبة إلينا ولكن إن لم يستطع المشاركة، سيحل لاعب آخر مكانه ويحاول إحداث الفارق. كل لاعب في الفريق مستعد للمشاركة”. وأضاف “نعرف أن المنتخب الإنكليزي هو المرشح الأوفر حظا للفوز. فلديهم تاريخ أكبر، هم مخترعو كرة القدم ولديهم لاعبون من الطراز الأول. لكننا نتسلح بالرغبة في تقديم مستويات قوية أمامهم. لدينا فرصنا أيضا”.