إن بي آر: نائب قائد التحالف الدولي: طردنا عناصر داعش لكنّنا لم نهزمهم

اندهش بغداديون وهم يشاهدون قوات أميركية تتجول في أحد شوارع بغداد المزدحمة، الجمعة الماضية، وذلك بعد مرور سنوات على غياب مثل هكذا منظر. حيث قرر الجنرال الأميركي أوستن رينفورث نائب قائد قوات التحالف في بغداد القيام بجولة في شوارع العاصمة يرافقه فيها قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل جبار الربيعي، وذلك للاطلاع على واقع الوضع الامني بعد القضاء على تنظيم داعش في البلد.
وطوال السنوات الماضية كانت القوات الاميركية ملازمة لقواعد عسكرية في العراق بعيدة عن أنظار وأذهان المدنيين. ولكن قادة البلد العسكريين اعتمدوا كثيرا على الاميركان في مساندتهم لهم في الحرب ضد داعش وتحسين الوضع الامني في العاصمة ومناطق أخرى في العراق .
قائد عمليات بغداد الفريق جليل الربيعي قال في لقاء مع مراسلة إذاعة NPR الإخبارية الأميركية التي رافقتهم في الجولة: “الناس يعتقدون بأن بغداد غير آمنة. هذا غير صحيح، بغداد آمنة والوضع فيها طبيعي جدا حيث يخرج الناس بكثافة للتجوال في شوارعها .”
الجنرال الاميركي رينفورث، كان يتجول معه عدد من الجنود الاميركان في شوارع سوق الشورجة المزدحمة في بغداد بزيهم العسكري ولكن بدون سترات مدرعة واقية .
الربيعي قال للجنرال الاميركي أثناء جلوسهم عند مقهى شعبي وهم يشربون الشاي “أتمنى في يوم من الايام أن تجلب عائلتك هنا في بغداد .” أجابه الجنرال رينفورث “يسعدني أن أجلب عائلتي الى هنا، وأنا أعني ما أقول .”
ومضى الجنرال بقوله “إنه شيء مدهش ان ترى هذه الحشود البشرية وهم يتجولون في أسواق بغداد. لقد عايشتُ أحلك الظروف الامنية التي مر بها العراق سابقا. أما الآن فهذا يعتبر تقدماً في الوضع الأمني .”
وكان الجنرال رينفورث قد بعث في أربع مهام إلى العراق سابقا بضمنها حربه ضد القاعدة في الفلوجة عام 2004 التي تعتبر من أكثر المعارك الدموية التي جرت في العراق.
على مدى الستة أشهر الماضية كان نائب قائد القوات الاميركية الجنرال رينفورث يعمل عن قرب مع قائد عمليات بغداد المسؤول عن حفظ الامن في العاصمة .
وقال الربيعي وهو يشير الى آلاف الناس المتواجدة في الشوارع “قبل لم يكن الوضع كما نراه الآن وذلك بسبب الأمن الذي تحقق. الحياة في بغداد بدأت ترجع لطبيعتها، نريد الناس ان يكونوا سعداء ولا يشعرون بالخوف .”
العاصمة العراقية تعتبر بشكل عام الآن أكثر أمانا مما كانت عليه طوال سنوات مضت. حيث تمكنت القوات الامنية العراق، بمساعدة أميركية في مجال المعلومات الاستخبارية والاستطلاع، من تقليل عدد الهجمات المسلحة في المدينة بشكل جذري .
في العراق يتواجد الآن أكثر من 5 آلاف جندي أميركي بدعوة من الحكومة العراقية. ولكن تواجدهم ما يزال يثير حفيظة أطراف سياسية في العراق خصوصاً بين قادة تشكيلات فصائل الحشد الشعبي المدعومين من إيران .
وقال الربيعي بهذا الخصوص “بإمكان السياسيين أن يقولوا ما يريدون قوله. ولكننا في الجيش نتعامل مع ما هو موجود على الارض من حقيقة واقعة. ولكي أكون صادقاً نحن ما نزال بحاجة إلى قوات أميركية في العراق”.
اتفق كل من الربيعي والجنرال الاميركي في رأيهما بانه في الوقت الذي طُرد فيه مسلحو داعش من المدن والأراضي العراقية فإن التنظيم لم ينته بعد وما زال يشكل تهديداً كامناً .
وقال الجنرال رينفورث “داعش لم يهزم بعد، ما تزال جيوب له متواجدة هناك. ولكننا طردناهم ودولة خلافتهم المزعومة انتهت. ماتزال هناك بقايا من مسلحيهم في الجبال والاودية يعتمدون تكتيك هجمات ضيقة النطاق .”
بعد انتشار خبر تجوال قوات أميركية في شوارع بغداد سارعت أطراف سياسية وفصائل في الحشد بالتعبير عن رفضها .
حمد الله الركابي، نائب في البرلمان العراقي عن كتلة سائرون التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر، قال في تصريح له الأحد “نريد من هذه القوات أن لا تكرر مثل هكذا تصرفات بربرية .”
أما حركة عصائب أهل الحق التي لها أعضاء في البرلمان أيضا فقد وصفت هذه الجولة بأنها خرق للسيادة العراقية، وقالت إذا كان للقوات الاميركية أن ترجع للشوارع فإن مقاتلي العصائب سيرجعون بقوة أكبر .