مقال لنادية مراد في واشنطن بوست: نجونا من عنف داعش.. وعلى المجتمع الدولي ألا ينسانا

قبل بضعة أشهر من مهاجمة تنظيم داعش مدينة سنجار في العراق عام 2014، قتل الإرهابيون شابا من أفراد شرطة الحدود يدعى إسماعيل من مدينة كوجو مسقط رأس الناشطة الإيزيدية نادية مراد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2018.

في وقت لاحق وبعد نجاحها في الفرار من أيدي تنظيم داعش أدركت نادية مراد أن موت ذلك الشاب كان مؤشرا على ما جرى.

لم يكن الإيزيديون فقط هم من علموا قرب انفلات وحش داعش من عقاله، حتى قبل أن يحمل هذا الاسم، فقد أدرك ذلك أيضا الأكراد والعرب، إلا أنهم لم يربطوا الظواهر معا، هكذا قالت نادية مراد في مقال كتبته بصحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية.

وأوضحت مراد في مقالها أنه خلال هذا الوقت كان ينظر إلى مقتل إسماعيل ببساطة على أنه مأساة، لكن الآن تحسنت قدرة الناجين على قراءة العلامات.

وأكدت مراد، في مقالها، أنه يجب التركيز على مخاوف ومطالب الناجين الإيزيديين -أكثر من شهدوا أعمالا وحشية على أيدي تنظيم داعش- مشيرة إلى أن اليوم نحو 80% من الإيزيديين لا يزالون موجودين داخل مخيمات لاجئين في شمال العراق، وانتقل الآلاف منهم إلى أوروبا كلاجئين، وسيلحقهم المزيد.

وقالت إنها ليست متشائمة، لكنها تؤمن أن الإيزيديين سيعودون يوما ما إلى سنجار التي كان يعيش بها 600 ألف إيزيدي، وأن عودتهم تشكل أمرا مهما بالنسبة إلى عملية التوافق، لكن من أجل حدوث هذا يجب على العراق والسلطات الدولية أن يبحثوا عن دور لهم.

وأشارت إلى أن سنجار ليست آمنة، فالمليشيات لا تزال تراقب المنطقة، كما أن إمكانية الوصول إلى المستلزمات مثل الطعام والماء النظيف محدودة، موضحة أن المدارس التي تتمتع بقدر من الحظ لا تزال لديها مبانٍ، لكن لا يوجد عدد كافٍ من المدرسين، والمستشفيات التي تدمرت خلال المعركة لم يعد بناؤها.

وأوضحت أنه يجب على الحكومة العراقية العمل على عودة الخدمات إلى سنجار حتى يتمكن الإيزيديون من العودة، كما يجب على السلطات العمل على كسب ثقتهم وتجنيد السكان المحليين لتشكيل قوات إقليمية، فما إن تصبح المنطقة آمنة وتبسط الحكومة العراقية عملية الحصول على التصاريح اللازمة يمكن لمبادرات مثل "صندوق عمل سنجار" -الذي ساعدت نادية في تأسيسه لإعادة بناء المدينة- يمكن بدء عمليات بناء المستشفيات وغيرها من البنى التحتية.

لكنها قالت إن عملية إعادة الإعمار تحتاج التزاما سياسيا، وجميع الناجين، من بينهم الإيزيديون، يحتاجون لأن يكونوا جزءا من المناقشات والمفاوضات، مشيرة إلى أن الإيزيديين طالبوا بتعويضات عن الأراضي والثروة الحيوانية والممتلكات التي خسروها أمام تنظيم داعش، وأنه يجب سماع تلك الطلبات والنظر فيها.