موقع عربي: تجميد قرار فتح المنطقة الخضراء بالكامل بسبب السفارة الأميركية

اجلت حكومة بغداد، قرار فتح المنطقة الخضراء بالكامل، وذلك بسبب التخوفات التي ابدتها السفارة الاميركية في بغداد، لا سيما بعد الاجراءات الامنية المكثفة التي اتخذتها في محيطها داخل المنطقة.

وقال مسؤول أمني رفيع في قيادة عمليات بغداد في حديث لموقع عربي اليوم الأحد (19 آيار 2019) إن "قرار الفتح الكامل للمنطقة الخضراء تم تجميده حاليا، لأسباب ترتبط بالأزمة الحالية في المنطقة، واتخاذ السفارة الأميركية إجراءات مشددة حول محيطها، ومقار وجود موظفيها في المنطقة الخضراء".

وأوضح أن "السفارة الأميركية ببغداد تحفظت على قرار فتح المنطقة الخضراء، ولا سيما أنها صعدت حالة التأهب تحسبا لأي استهداف قد تتعرض له، واتخذت إجراءات أمنية مكثّفة في محيطها داخل المنطقة".

وبين أن "القرار أُجل على الأقل في الوقت الحالي، بسبب المخاوف التي يبديها أعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية في المنطقة الخضراء، وخاصة الأميركية، عن وجود تهديد قد يطاولها من قبل بعض الفصائل المسلّحة الموالية لإيران".

وأكد أن "الجانب العراقي لا يمكنه تجاوز تلك المخاوف، لكون القرارات الأمنية تبطل بحسب الواقع الميداني، أي إن أي معلومات تؤشر إلى خطورة أي قرار، ستؤدي إلى تجميده تلقائيا إلى أن يزول الخطر".

وقال عضو الحزب "الشيوعي" العراقي خالد العزاوي، إن "أربع دول أجنبية طالب رعاياها بالحيطة والحذر أو المغادرة، وأخرى أوقفت أنشطتها في العراق، فيما الحكومة في وضع المتفرج".

وأضاف أن "الأزمة بين طهران وواشنطن، بينما الصدى في العراق أقوى، وهذا يؤكد مدى النفوذ والهيمنة الإيرانية في العراق، وقدرتها على التلاعب بأمن البلاد واستقراره".

واعتبر العزاوي أن "قرار فتح المنطقة الخضراء يصب لصالح المواطن"، مؤكداً أن "الحكومة يجب أن تكون لها سيادة بقراراتها، إذ لا يمكنها أن تتراجع عن قرار وفقا لإملاءات خارجية ومن أي جهة كانت".

وأوضح أن "القرار يخدم مصلحة المواطن العراقي التي يجب أن تكون فوق المصالح الخارجية"، داعياً الحكومة إلى "المضي بتفعيل القرار، ولا سيما أنها وعدت بذلك"،وفقا للعربي الجديد.

وأثار عدم إيفاء الحكومة بوعدها بشأن فتح المنطقة الخضراء في بغداد، انتقادات في الشارع العراقي، وسط دعوات إلى عدم إطلاق وعود غير قابلة للتنفيذ.

وتضم المنطقة الخضراء مقار الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية ومكاتب أمنية، ومنازل المسؤولين الكبار، وعدداً من البعثات الدبلوماسية الأجنبية؛ أبرزها السفارتان الأميركية والبريطانية.

وكان عبد المهدي قد فتح أجزاء منها بعد تسلمه رئاسة الحكومة، مثل شارع الزيتون والجسر المعلق، وأعلن من خلال مكتبه، مطلع الشهر الحالي، موعدا جديدا كان مقررا الأسبوع الماضي، لافتتاح المنطقة بشكل كامل.

ووفقاً لبيان الحكومة السابق، فإنّ المنطقة الخضراء كان مقرراً لها أن تفتح بشكل كامل أمام العراقيين، في 10 أيار، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ويأتي ذلك في وقت طلبت فيه الولايات المتحدة الأميركية، من موظفيها الحكوميين "غير الضروريين"، العاملين بسفارتها لدى بغداد وقنصليتها في إربيل، مغادرة العراق "على الفور"، كما شددت من إجراءاتها الأمنية في عدد من قواعدها العسكرية.