قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام البرلمان اليوم الخميس قبيل قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن مصير الاتحاد معلق على قدرته على مواجهة التحديات التي تمثلها قضية الهجرة.
وحاولت ميركل في كلمة مؤثرة أدلت بها أمام البرلمان (البوندستاج) استمالة منتقديها من داخل صفوفها ودافعت عن قرارها عام 2015 فتح أبواب ألمانيا أمام مليون مهاجر بوصفها خطوة ضرورية لمساعدة جيرانها.
وقالت إنه يتعين مع تراجع أعداد الوافدين إعادة فرض قيود الهجرة التي كانت قائمة قبل 2015، ودعت لعقد اتفاقات مع دول أفريقية تماثل الاتفاق المبرم مع تركيا بشأن المهاجرين.
وخلصت إلى أن "أوروبا تواجه العديد من التحديات لكن تحدي الهجرة قد يكون حاسما بالنسبة للاتحاد الأوروبي".
وأضافت "علينا أن ندير الأمر جيدا حتى يطمئن الآخرون في أفريقيا إلى أننا نتبع القيم ونؤمن بالتعددية وليس الفردية، وإلا لن يصدق أحد نسق القيم التي أكسبتنا قوة… لذا فإن الأمر في غاية الأهمية".
وفيما يتعلق بمنطقة اليورو قالت ميركل إن المزيد من الإصلاحات مطلوب في المنطقة لوأد أي أزمات مستقبلية في مهدها بعد نجاح برامج المساعدات لبعض الدول الأعضاء.
وأضافت "البرنامج اليوناني كان يمثل، كغيره، تحديا ضخما لكن يمكننا القول إن اليورو مستقر والبرامج استكملت والدول استعادت قدرتها على المنافسة وكان ذلك عملا جيدا وتعبيرا واضحا عن التضامن الأوروبي".
وتابعت "لكن ما زالت هناك حاجة لإصلاحات. لذلك اتفقنا مع فرنسا على العمل معا". وأضافت أن ذلك يتضمن تطوير صندوق الاستقرار الأوروبي وتحويله إلى صندوق نقد أوروبي يساعد في تجنب الأزمات.
وتحدثت ميركل عن حلف شمال الأطلسي فقالت إن له أهمية محورية بالنسبة للدفاع الألماني رغم التوترات بداخله.
وفي مايو أيار خص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمانيا بالذكر باعتبارها عضوا في الحلف لا يقدم إسهامات كافية.
وقالت ميركل "لا يخفى أن حلف الأطلسي يواجه ضغوطا في الوقت الراهن لكننا مقتنعون بأنه لا يزال محوريا لأمننا المشترك".
وأشارت كذلك إلى ضرورة أن تواصل أوروبا إجراء محادثات مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية.
وهدد ترامب هذا الشهر بتصعيد مواجهة تجارية مع أوروبا بفرض تعريفة جمركية بنسبة 20 بالمئة على جميع واردات الولايات المتحدة من السيارات التي يجري تجميعها في الاتحاد الأوروبي.
وقالت ميركل أيضا إن عرض فتح حوار مع روسيا لإنهاء الصراع الدائر في شرق أوكرانيا ما زال مطروحا على الطاولة.