تمت إزاحة الستار عن عملاق أجهزة كمبيوتر العالم "Summit"، الذي يوصف بأنه وحش أجهزة الكمبيوتر في العالم، في أحد مختبرات الفيزياء في ولاية تينيسي الأميركية. بحسب ما نشره موقع "Space"، من المرجح أن يتم تصنيف الجهاز الجديد ليكون العملاق الأسرع والأذكى في العالم، حيث يتفوق على نظيره الصيني بمراحل عند تحديث قائمة "أفضل 500 كمبيوتر عملاق" قريباً.
يمكن للحاسوب الفائق القوة – الذي يبلغ حجم غرفة خوادمه ما يعادل مساحة ملعبين للتنس – أن يبث الإجابات على 200 كوادريليون (أي 200 مع 15 صفر) في الثانية، وفقاً لما أعلنه مختبر أوك ريدج الوطني ORNL، حيث يقبع الكمبيوتر Summit العملاق.
تفوق الكمبيوتر Summit على نظيره الصيني Sunway TaihuLight، الذي أصبح أسرع كمبيوتر عملاق في العالم "سابقا"، بأكثر من ضعفي القوة، حيث ينجز Summit خلال ثانية ما يقرب من 200 كوادريليون عملية حسابية، مقابل فقط 93 كوادريليون عملية حسابية في الثانية داخل المركز الوطني للحوسبة الفائقة في مدينة وشي بجنوب الصين.
وللحفاظ على هذه الخوادم من ارتفاع درجة الحرارة، يتم ضخ أكثر من 4000 غالون من الماء خلال نظام التبريد الخاص بها كل دقيقة.
ويشرح دانيال جاكوبسون، عالم الأحياء الحسابي في ORNL، الذي يعمل في فريق تشغيل الكمبيوتر الفائق القوة: "إن بنية الكمبيوتر Summit مختلفة تماماً عما كان متعارف عليه من قبل." وذلك لسبب واحد وهو أن الكمبيوتر العملاق يستخدم ميزة Tensor Core الجديدة في كروت الجرافيكس الخاصة به (التي تصنعها Nvidia)، والتي تم تصميمها خصيصاً للتطبيقات، التي تركز على التعلم الآلي والذكاء الصناعي مع ضمان سرعات فائقة.
وفي أغلب الأحوال، تتعلم أجهزة الكمبيوتر، المزودة ببرامج الذكاء الصناعي، استخدام ما يسمى "الشبكات العصبية" neural networks، التي تحتوي على عدة طبقات يتم من خلالها تغذية الحسابات المنخفضة لتبلغ مستويات أعلى، من خلال الاستخدام المكثف لنظام المصفوفات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مساحة شاسعة من الذاكرة الفائقة (RAM) المتاحة في كل من العقد (nodes)، حيث يمكن إجراء الحسابات بشكل موضعي في كل منها.
ويضيف جاكوبسون : "تحتوي كل عقدة في Summit على 512 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي والشبكة التي تتصل بين العقد تستخدم التوجيه التكيفي، وبالتالي فهي سريعة بشكل لا يصدق وبكفاءة عالية". كما يعني ما يسمى بالتوجيه التكيفي، أن كمبيوتر Summit لديه بعض المرونة في كيفية تشغيل العمليات الحسابية – بشكل يحاكي شبكات خلايا الدماغ المرتبطة بالمشابك.
ويوضح جاكوبسون: "هناك الكثير والكثير من الاستخدامات العلمية لهذه القدرة الحاسوبية الفائقة. وسواء كانت الاستخدامات، على سبيل المثال، للاكتشافات الجديدة للطاقة الحيوية أو الاكتشافات الجديدة للأدوية الدقيقة، فإنه الأمر ببساطة يتلخص في أن العديد من الأشياء، التي لم تكن متاحة في الماضي، أصبحت ممكنة الآن".
ويقول جاك ويلز ، مدير العلوم في مختبر ORNL، إنه يمكن تعليم برامج الذكاء الصناعي اختيار وتصنيف جميع أنواع البيانات، بدءاً من تلك الموجودة في العلوم البيولوجية إلى الفيزياء، بالإضافة إلى اكتشافات النيوترينوهات والجسيمات الأخرى.