كل حدب وصوب .. محمد مصطفى

   يبدو ان الأمريكان لم يكفيهم مانهبوه من ثروات وإرث العراق حتى تمتد شراهتهم الى الاستحواذ على نسبة كبيرة من تخصيصات الغذاء المرصودة للبطاقة التموينية بغطاء رسمي وفرته لهم وزارة التجارة العراقية من خلال ابرامها اتفاقية او بروتوكول يجدد سنويا مع الجانب الامريكي ممثلا بالسفارة الامريكية في بغداد حيث تقوم وزارة التجارة بموجب هذا البروتوكول بمفاتحة شركات أمريكية أربعة فقط حددتها السفارة بالتنسيق مع شركة اي دي ام الامريكية للرز (في حقيقة الامر ان هذه الشركات الأربعة لاتعمل مع العراق مطلقا) وإنما الشركة الوحيدة التي تعمل مع العراق هي شركة اي دي ام فقط وهي الوحيدة التي تقدم عروض تجارية لتجهيز الرز والقمح  ضمن الدعوات التي توجه من قبل وزارة التجارة طبقا لهذا البروتوكول واستغلالا لانفرادها في الامر فأنها تعرض أسعارا عالية جدا خصوصا لمادة الرز الامريكي تفوق اسعار الرز من الدول الاخرى بما يزيد عن ٢٠٠ دولار للطن ألواحد،وكان سعر شركة اي دي ام في اخر دعوة(دعوة رقم ٢ التي تم تم استلام الاسعار بموجبها بتاريخ ٢١/٨/٢٠١٧ ) هو ٦٦٥ دولار للطن بينما كان معدل سعر الرز التايلندي والاورغواني في اخر مناقصة للوزارة يتراوح بين ٤٠٠ الى ٥٠٠ دولار للطن .ويتم الشراء من شركة اي دي ام من قبل الوزارةباسعار خيالية  تحت فرية التفاوض على الرغم من انها الوحيدة وليس هناك اية منافسة وبالرغم من رداءة الرز الامريكي حسب رأي الفنيين المختصين في الشركة العامة لتجارة الحبوب بالمقارنة مع انواع الرز من المناشئ الاخرى وعدم ملائمته للذوق العراقي .
  لذا ومن اجل المحافظة على تخصيصات البطاقة التموينية المالية والاستفادة منها لشراء اكبر كمية من المواد الغذائية نهيب بوزارة التجارة المحترمة لإثبات حسن نيتها خصوصا بعد تجاوزها لاستجواب البرلمان الى عدم تجديد هذا البروتوكول او تجميد العمل به والاكتفاء بالمناقصات التي تعلنها لشراء الرز والقمح لكونها تحقق المنافسة المطلوبة لتوفير الأموال التي تتحقق من فروقات الأسعار العالية لتأمين اكبر كمية ممكنة من المواد الغذائية لدعم نظام البطاقة التموينية .
والله من وراء القصد