هل ستمكننا برامج الذكاء الاصطناعي من التحدث مع الموتى؟

فتحت منظمة سويدية أبوابها لاستقبال متطوعين من أجل المشاركة في مشروع، يهدف إلى السماح للأحياء بالتحدث مع ذويهم الذين فارقوا الحياة.

ووفقًا لموقع “سنترال أوديتي” الأمريكي، أعلنت منظمة في السويد تدعى “فينيكس” عن رغبتها في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي، تعمل على تسهيل التحدث مع المتوفى.

وتم تداول العديد من الأنباء الكاذبة في فترات سابقة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الوكالات الإخبارية، حول بدء علماء في السويد بابتكار إنسان آلي لكي يكون نسخة مطابقة للشخص المتوفى، لكن هذا الأمر عارٍ تمامًا من الصحة، إذ يقتصرعلى رغبة شركة سويدية في ابتكار برامج تسهل عملية التواصل مع الموتى..

ويعد السبب الرئيسي في انتشار هذه المعلومات المغلوطة، حديث صحفي مع رئيسة مجلس إدارة الشركة، السيدة شارلوت رونيوس، تم نشره في جريدة “داغن” السويدية.

وقالت رونيوس: “بدأت فكرة المشروع عن طريق برامج المحادثة التي تستخدمها الشركة للتواصل مع العملاء؛ للاستفسار عن الخدمات للراغبين في الحصول عليها أثناء عمليات تأبين الموتى، وهو ما شجعنا على التفكير في تطبيق نفس الشيء مع الموتى؛ لتمكين ذويهم من التحدث لديهم بعد الموت”.

وتابعت: “تبدو الفكرة قريبة من الخيال العلمي، ولكن التكنولوجيا اللازمة لتطبيقها موجودة بالفعل، حيث إن برنامج المحادثات الذي تستخدمه الشركة حاليًا يشابه الذي تم ابتكاره بواسطة المبرمجة الروسية، يوغينيا كويدا، وهو ما سمح لها بالتحدث مع صديقها رجل الأعمال الروماني، مازيرونكو، المتوفى في حادث سيارة”.

ومثلما فعلت المبرمجة الروسية، ترغب الشركة السويدية في الوصول إلى قاعدة بيانات كاملة عن الشخص المتوفى؛ من أجل التحدث إليه بعد وفاته من خلال برامج المحادثة الإلكترونية، وبناء على المعلومات المتاحة حول المتوفى للشركة، يستطيع الشخص التحدث إلى الأحياء من أقاربه في مختلف المواضيع.

وردًا على بعض التقارير الإعلامية المغلوطة التي ذكرت أن البرنامج سيوفر تواصلًا مع المتوفى وهو في حالة وعي تام، تشدد رونيوس على أن البرنامج لن يضمن التواصل مع الشخص المتوفى بصورة نموذجية، حيث إن التواصل مع هذا الشخص يكون بناءً على المعلومات التي يوفرها أقارب المتوفى للشركة، فالبرنامج لن يستطيع الوصول إلى قاعدة بيانات غير التي نقدمها إليه للتعبير عن الشخص المتوفى.

وعلى مدار الفترات السابقة، قام أقارب المتوفى بالاحتفاظ ببعض الصور والفيديوهات لتذكر اللحظات السابقة فقط، ولكن يبدو أن الثورة العلمية التي يشهدها عالمنا ستمنحنا فرصة أكبر لاستخدام مثل هذه الأشياء في أمور أكثر فاعلية.

ولا تزال الآثار العاطفية المترتبة على مثل هذه الخطوة العلمية مجهولة، إذ تنوي رونيوس التحدث مع بعض ممثلي الكنيسة السويدية لمناقشة المسألة.