حال العمال هدية الحكومات
 
ايمان عبدالملك
   
 :العامل هو شمس الحقول وعتمة المناجم ، هو باني العز ومعّلم الاجيال ،نضاله رمز التحدي والتغلب على الرجعية ،بعيدا” عن المآسي والأزمات التي تحول الفرح والأمل الى حياة مأساوية.
هناك وعي موجود وعمل دؤوب وفخر على الجبين ،فليقف العامل وقفة عز ضد كهوف الجهل والقهر والاخضاع وليتحمل كل انسان مسؤوليته في تأمين الحد الأدنى من مقومات العيش اللائق في بلداننا. من المعيب ان يموت أطفالنا على ابواب المستشفيات و الأولاد سارحة في الطرقات تشحد لتؤمن لقمة العيش ، البطالة ترهق شبابنا وتقتل طموحاتهم وتحرمهم من تأمين مستقبل مشرف واعد وغد افضل . دون أن ننسى الأمراض المتفشية وسط البيئة الملوثة والأوبئة المنتشرة نتيجة اهمال الدولة التي تقف مكتوفة الايدية دون ايجاد اي حلول للمواطن.
يفقد العامل القدرة على تحديد الحياة والمصير ، عندما يحرم من حقوقه الشخصية ، وحقه في الحياة الكريمة ، وجوده المجتمعي تحدده علاقاته مع الناس والتعاطي مع الأشياء التي تيسّر بقاءه وهي تعتمد في الأساس على التعاون مع الآخرين ،ذلك يعود لوعي الشخص في تحديد مصيره وقدرة اندماجه مع الاخرين وليس التفرد بالرأي لأن الفكر يثمر العمل والعمل يؤكد الفكر وكلاهما يؤلفان الحياة .
هناك اناسا يبنون حولهم جدرانا ويقيمون الحواجز ،هناك من يهدمون الجدران ويحولون المرافق الى منتزهات خضراء، انها اضداد في الحياة ، رب العمل والعامل ، حكومة وشعب، نور وظلام، خير وشر لتبقى الطبقية موجودة وتبقى القضية عالقة ويبقى الحلم ينتظر السلام الذي يضىء نور الحياة بالمحبة المفعمة بالانسانية التي بدأنا نفتقدها في مجتمعاتنا.
تحية عز الى عمال بلادنا الذين قاسوا الامرين ولا زالوا يطالبوا بأدنى حقوقهم في العيش الكريم ، يسعوا جاهدين للانتفاض على الظلم والعبودية ، يحاولوا كسر القيود التي تكبل مسيرتهم ليمضوا بخطى واثقة نحو طريق الحرية وكم نحيي الشهداء الابرار الذين قدموا التضحيات ورووا بدمهم الأرض وكانوا فخرا” للبلاد .
مبروك عليكم عيدكم ، الذي حارب الاضطهاد وسعى لانتصار العمال على الطبقية ، بعيدا” عن التسول على ابواب السفارات ، بعيدا” عن البطالة .كلنا نطالب بحياة مستقرة مبنية على قيم حقوق الإنسان والعدالة والمساواة خارج الانقسامات الطائفية والمذهبية والرهانات الخارجية.