إجلاء مؤقت لـ 7 آلاف نازح من مخيمات نينوى بعد موجه الأمطار

كشف مسؤولو إغاثة ومشرفون على مخيمات النازحين بأن آلافاً من نازحين عراقيين هجروا منذ سنوات بسبب المعارك ضد داعش ما يزالون يعيشون في مخيمات تغمرها المياه.

وتقول منظمات خيرية إن أغلب نازحي مخيمات شمال العراق مازالوا يعيشون في معسكرات نصبت فيها الخيم مباشرة على الارض تحميها أغطية بلاستيكية فقط.

هذه الحماية غير الملائمة تعرضت خلال أسبوعين في تشرين الثاني الماضي وبداية كانون الاول من عام 2018 الى أمطار غزيرة جدا تسببت بفيضانات في محافظتي نينوى وصلاح الدين راح ضحيتها مقتل 21 شخصاً على الاقل وجرح 180 آخرين. قسم من معسكرات النازحين في نينوى قد غمرتها المياه، بضمنها سبعة مخيمات وهي مجمع مخيمات الجدعة 1 الى 6 والقيارة على إثرها تمّ إخلاء أكثر من 7 آلاف نازح بشكل مؤقت لمنطقة أعلى وتضررت في حينها 2,300 خيمة في معسكر القيارة فقط حيث كانت تعيش فيها 7,300 عائلة.

أغلب الذين تم إخلاؤهم من معسكر الجدعة 6 مثل النازحة وزة عبود عاطف 45 عاما، قد رجعوا في حينها، ولكنهم ما يزالون يشعرون بتأثير الفيضانات .

وتقول عاطف إن خيمتها وأغطيتها والملابس لم تجف بشكل كامل بعد من المياه. وتشير عاطف الى ركبتيها لتبين مدى ارتفاع مياه الفيضان في حينها حيث اختلطت بمياه الصرف الصحي ودخلت الى الخيم . وتقول انها هي وجيرانها الساكنين معهم ظهر عليهم طفح جلدي بسبب المياه الملوثة .

حسين زيوار، المدير العام لمجمع معسكر الجدعة 1- 6 للنازحين، يقول ان كثيراً من المخيمات بضمنها التي يشرف عليها هي بحاجة ماسة لأعمال تحديث. بعض الخيم لم يتم استبدالها منذ سنين، وتقول وكالات إغاثة ان أموال التبرعات نفدت مع تحول الاهتمام بعيدا عن العراق .

ويقول زيوار إن “معسكر الجدعة قد بني كمعسكر مؤقت لإيواء النازحين بعد اجتياح داعش للموصل في حزيران عام 2014، على أمل أن تنتهي الازمة بعد ستة أشهر أو سبعة بحسب قول كثيرين ثم يعود النازحون بعد ذلك لبيوتهم… ولكن ما حصل هو انه مرت الآن أربع سنوات وما يزال النازحون يقيمون في هذا المعسكر .”

تمويلات معسكري الجدعة والقيارة التي تدار من قبل منظمات غير حكومية محلية تأتي عن طريق وكالة الهجرة الدولية التابعة للامم المتحدة IOM ، وتقول ساند را بلاك المتحدثة باسم الوكالة في العراق ان جهوداً “قد بذلت للاستعداد لفصل الشتاء ولكن معسكرات جدعة والقيارة غير حصينة لأنها بنيت على عجل لغرض مؤقت وليس على اساس معسكرات دائمية .”

واضافت بلاك بقولها “وكالة الهجرة الدولية تدعو الى التعجيل باستبدال الخيم خلال العام 2019 والاستمرار بعمليات الاسناد”، مشيرة الى قيام الوكالة خلال هذا الشتاء باستبدال 1,200 خيمة في عدة معسكرات داخل العراق لمواجهة ظروف الشتاء القاسية والفيضانات .

ولكن زيوار، مدير معسكر الجدعة يقول إن حاجته تتعدى الخيم الجديدة اذا ما أريد إبعاد سكان المخيم عن أضرار الامطار الغزيرة القادمة، مشيرا الى ان “المعسكر يحتاج الى تشييد مواقع سكن دائمية ومنظومات تصريف مياه محسنة .توم بيري كوستا، المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين NRC يقول ان معظم خيم معسكر القيارة للنازحين نصبت بقصد استخدامها لمدة ستة اشهر فقط ولكنها بقيت لمدة سنتين ولم يتم إجراء اي صيانة وترميم لها. والمشكلة هي عدم توافر الوسائل لذلك .

وتضيف بلاك، ان انخفاض نسبة التمويل من المانحين سيلقي بآثاره على مستويات معيشة سكان معسكرات النازحين ويقلل من قدرات الاستجابة للكوارث الطبيعية بشكل ملائم .

فادية رجب 38 عاما، أرملة مسؤولة عن 13 طفلاً مع جارة لها في معسكر حمام العليل تقول إنها خائفة من المستقبل وما قد يجلبه لهم من كوارث وأضرار . وتضيف بقولها “نحن نخاف من المطر. نقوم بالنظر الى السماء إذا كانت داكنة ومثقلة بالغيوم. في اي وقت يكون فيه مطر لا نستطيع النوم .”