فورين بوليسي: داعش”.. هل 2018 بداية النهاية أم يشهد 2019 انتفاضة التنظيم الإرهابي

على الرغم من انحصار خطر تنظيم داعش الإرهابي خلال أواخر العام الحالي وانكسار شوكة التنظيم وفقدانه نحو 98% من الأراضى التى كان يسيطر عليها ذات يوم في وسريا والعراق إلا أن هذا العام أيضًا شهد تحركات من جانب التنظيم الإرهابي الدولي نستعرضها في النقاط التالية:
* توغل داعش في غرب إفريقيا
تقارير جديدة  كشفت عن تنامي قوة تنظيم داعش المتشدد في غرب أفريقيا، خاصة بعد أن زاد تقاربها مع جماعة بوكو حرام النيجيرية، التي سبق أن بايعت التنظيم الإرهابي.
وكانت العلاقة بين داعش وبوكو حرام قد شهدت حالة من الفتور، قبل أن يقوم داعش باختيار الزعيم الجديد لبوكو حرام، أبو مصعب البرناوي، في أغسطس 2016.
ومنذ ذلك الحين، طرأت تغييرات كبيرة على جماعة بوكو حرام، إذ زادت سياساتها تشددا، وارتفعت وتيرة هجماتها، وقام تنظيم داعش بالترويج لهذه الهجمات، فمنذ أغسطس الماضي، روج داعش لـ23 هجمة نفذتها الجماعة.
كما أن سياسة بوكو حرام المتعلقة بالرهائن أصبحت أكثر تشددا، إذ كانت الجماعة تفرج في العادة عن رهائنها بعد مفاوضات، وهو ما حدث مع فتيات المدرسة المختطفات في نيجيريا، حسب ما ذكر موقع "ديلي مافريك".
أما الآن، فأصبحت الجماعة أكثر تشددا، وقد أظهرت جانبا جديدا، عندما قامت بإعدام واحدة من 3 رهائن لديها، عندما انتهت المهلة التي حددتها للحكومة النيجيرية للاستجابة لمطالبها.
وكانت بوكو حرام قد اختطفت 3 نساء عاملات في مجال الإغاثة، أثناء هجوم على بلدة ران في شمال شرق نيجيريا، في مارس 2017، ونفذت تهديدها بإعدام اثنتين منهن.
*مصادر تمويل تركية لإعادة تنظيم الكيان الإرهابي
حذر تقرير نشرته الشبكة ذاتها نقلا عن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، من عودة الحياة للتنظيم الإرهابى بسبب مهارته فى إيجاد مصادر دخل لتمويل عملياته، لا سيما من عمليات غسيل أموال تحت ستار شركات تركية بشكل خاص.
وقال التقرير الأمريكى، إنه خلال أوج قوته وانتشاره عام 2015، جمع "داعش" ما يقترب من 6 مليارات دولار، مما جعله أغنى جماعة إرهابية فى التاريخ، فكيف امتلك ما يعادل الناتج المحلى الإجمالى لبعض الدول؟.
فعندما استولى على مساحات شاسعة من الأراضى تقترب من ثلثى مساحة سوريا والعراق، جنى "داعش" أمواله من 3 مصادر رئيسية: النفط والغاز (نحو 500 مليون دولار فى عام 2015 معظمها من خلال المبيعات)، والضرائب والابتزاز (حوالى 360 مليون دولار فى عام 2015)، ونهب الموصل عام 2014 (حيث سرق داعش حوالى 500 مليون دولار من خزائن البنوك).
والآن فقد "داعش" معظم الأراضى التى استولى عليها، بعد الحملات العسكرية المحلية والغارات، التى قادها التحالف الدولى بزعامة الولايات المتحدة، وبالتالى توقف تدفق الإيرادات وانخفض التمويل بشكل كبير، وبدأ رحلة بحث عن مصادر أخرى لتوفير المال دون السيطرة على الأرض.
واعتمدت قيادات التنظيم على ما يصل إلى 400 مليون دولار هربوها من العراق وسوريا، فيما قالت "فورين بوليسي" إنهم سيقومون بعمليات غسيل أموال من خلال شركات فى المنطقة، خاصة فى تركيا، فيما يمكن تحويل بعض النقود إلى ذهب وتخزينها للبيع فى المستقبل.
فى الوقت نفسه، حتى مع انخفاض دخل "داعش"، فإن نفقات التنظيم تضاءلت أيضا مقارنة بما كانت عليه سابقا، فلا توجد مصروفات إدارية للأراضى بعد فقدانها، ومع وجود ميزانية مخفضة فإن الأموال التى تم تكديسها ستوفر للمجموعة ما يكفى للبقاء كحركة إرهابية لديها القدرة على شن حرب عصابات طويلة فى سوريا والعراق.
كما يدعم "داعش" خزائنه بمصادر تمويل متنوعة، من خلال مجموعة من الأنشطة الإجرامية الجديدة مستغلين تردى الأوضاع الأمنية فى البلدين، بما فى ذلك على سبيل المثال الابتزاز والاختطاف من أجل الحصول على فدية، والسرقة وتهريب المخدرات والإتجار فى الآثار، وجميعها أنشطة لا تتطلب الاحتفاظ بالأراضى.
*  استمرار خطر داعش بالعراق وسوريا
حيث أنه وعلى الرغم من مرور عام من إعلان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي الانتصار على تنظيم داعش بالبلاد إلا أن تقارير غربية ترى أن التنظيم لا يزال خطرًا على كلًا من العراق وسوريا.
ففي العراق شهدت أربعة محافظات على الأقل حتى اللحظة عمليات لداعش عبر عدد من الخلايا النائمة مما دفع أكثر من مصدر أمني عراقي للاعتراف بأن خطر داعش مازال مستمرًا، هذا الوجود للتنظيم حتى وإن كان محدودًا في العراق فإنه يقوم على قدر هذا الكيان بتوفير مصادر تمويل متعددة وذلك مثل عمليات بيع الذهب التي حصل عليه مسلحوه من خلال عمليات النهب وهو الأمر الذي ساعد داعش في تعويض مافقد من مصادر تمويل كان يعتمد عليها من بيعه النفط وفرض الضرائب على سكان المناطق التي كانت تقع تحت سيطرته.
أما في سوريا فإن التنظيم يواجه معركة حقيقية في المناطق الصحراوية شرقي البلاد أدت إلى محاصرته، المعركة ضده تقوم بها قوات سوريا الديموقراطية من جهة وقوات النظام السوري من جهة أخرى.
ويقدر الجيش الأمريكي أن هناك مايقرب من 2000 مسلح يتحصنون في مناطق محدودة شرقي سوريا.
* إحصائيات النظام الإرهابي خلال عام 2017 وانحصار الهجمات العام الحالي
قتل داعش 4350 شخصا على الأقل خلال عام 2017، ورغم أن هذا التنظيم قد سحق إلى حد كبير في سوريا والعراق، لكنه لا يزال قادرا على شن هجمات خطيرة في الشرق الأوسط، ناهيك عن وجود ما بات يعرف بـ"الذئاب المنفردة"، وهم أشخاص بايعوا التنظيم للقيام باعتداءات إرهابية في أوروبا والعديد من دول العالم.
وبات داعش يميل إلى تكتيك التفجيرات والعمليات الانتحارية، التي شكلت 69 في المئة من هجماته في العام الماضي. ومع ذلك فإنه مستمر بسياسة خطف الرهائن والاغتيالات.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن إمكانيات داعش تقلصت إلى حد كبير، ففي العام المنصرم نفذ هجمات أقل بنسبة 22 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث انخفض عدد الوفيات من 9،150 عام 2016 إلى 4350 في عام 2017. كما انخفض عدد الوفيات لكل هجوم من 8 في عام 2016، إلى 4.9 في عام 2017.
ومع اقتراب نهاية العام 2018 ينظر العالم أجمع إلى المستقبل والعام الجديد منتظرين هل سوف يعود الغول الداعشي للنهوض من جديد أم يشهد 2019 النهاية لهذا التنظيم الإرهابي.