ياسين مجيد ( *بهبها ) والبغدادية

أنا من المتابعين جدا لكل ما يتعلق بالشأن العراقي رغم ابتعادي عنه قسرا، واليوم تابعت ما حصل في جلسة مجلس النواب العراقي عندما ناقش موضوع تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في موضوع إغلاق قناة البغدادية في

العراق، لقد نحدث بعض النواب عن وجهات نظر مختلفة فيما يخص الموضوع ولكن أكثر مالفت انتباهي ما تحدث به النائب ياسين مجيد النائب عن ائتلاف دولة القانون والمستشار الصحفي السابق للسيد نوري المالكي عندما تحدث بأمور يجب أن يتوقف الجميع عندها لما حملته من معلومات خاطئة وخطيرة في ذات الوقت.

لقد تطرق السيد مجيد بان البرلمان الكويتي قد أغلق قناة الجزيرة في الكويت كونها قد بثت لقطات لاعتداء أفراد من الشرطة على بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي ولكن الذي لا يعلمه السيد مجيد وهو نائب جديد في البرلمان العراقي إن السبب الحقيقي وراء إغلاق مكتب الجزيرة في الكويت جاءت على خلفية استضافة الجزيرة للنائب المعارض مسلم البراك في برنامج (مباشر مع) رغم اعتراض السلطات الكويتية على هذه الاستضافة، ثم إننا نتساءل هل يمكن مقارنة الجزيرة بالبغدادية وإجراءات السلطات الكويتية لتعمل مثلها السلطات العراقية؟؟، ثم أليس هي دولة القانون من يرفع شعارات الديمقراطية والإعلام الحر وجاءت على ظهر الدبابات الأمريكية لترفع شعار الديمقراطية والحرية لتكون قدوة لكل دول المنطقة وليس العكس بان تكون الكويت هي قدوة لنا.

ثم أشار مجيد إلى تغطية ال CNN لحرب الخليج وإنها لم تظهر قطرة دم واحدة، أليس من المخجل أن يطرح هذا المثل لهكذا قضية؟؟؟ … إن تستر ال CNN على عدم إظهار قطرة دم واحدة لم تكن التزاما بالمعايير المهنية كما يتصور السيد مجيد بل جاء لإخفاء الصورة البشعة لتلك الحرب وما خلفته من ويلات ونكبات على الشعب العراقي ولكن يبدو بان السيد مجيد لم يكن في العراق آنذاك وكان يخطط لإسقاط النظام الصدامي من احد شوارع وأزقة طهران. ثم تحدث السيد مجيد عن معلومات خطيرة عن اتصالات من الإرهابيين جرت مع عواصم عدة في العالم منها القاهرة وأثينا وواشنطن واحد المسئولين البارزين في البغدادية … ننحن نسال السيد مجيد إن كانت لديكم هكذا معلومات لماذا تركتم منتسبي البغدادية ولم تعتقلوهم وتقدموهم للمحاكمة؟؟ لماذا لم يتم إحالة كافة المتهمين إلى القضاء؟؟؟ لماذا لم يتم اكتشاف المئات من العمليات الإرهابية وسط وجود هكذا إمكانيات هائلة لدى القوات الأمنية وهذه القوات غير قادرة على حماية نفسها قبل أن تتحدث عن اكتشافها عن وجود اتصالات مع هذه الدولة أو تلك؟ ثم أين هي الاتفاقية الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع المحتلة الصديقة أمريكا وماهي طبيعة هذه المعلومات الخطيرة التي تحدث عنها السيد مجيد؟؟؟، ولكن يبدو بان ثارات السيد مجيد مع البغدادية قديمة ترجع لأيام حذاء منتظر الزيدي وجاءت الفرصة للانتقام منها الآن.

نحن نتحدى السيد مجيد أن يعطي دليل واحد على كل ما تحدث به من معلومات خطيرة وغيرها من هذا الهراء الدعائي ونحن متأكدون بأنه لو اظهر هكذا دلائل سيجد بان الكل يقف إلى جانبه لان العراقيين لا يرتضون بان يكون من بينهم من هو مندس وخائن وجبان، ولكن هيهات للبغدادية أن تكون هكذا فهذه القناة معروفة بنهجها الوطني وبرامجها الناقدة لدولة القانون وغيرها من القضايا السلبية التي يتصرف بها بعض مسئولي الدولة العراقية الجديدة.

ختاما فحتى لا احسب على قناة البغدادية فإنني اقسم بالله بأنه لا تربطني بقناة البغدادية أية رابطة مهما كانت صغيرة أو بسيطة وكل همي هو انه من المحزن أن يتم مصادرة حقوق أبناء جلدتنا من قبل البعض، وخير ما أختم به كلامي هو قول الشاعر:

عبيد للأجانب هم ولكن …. على أبناء جلدنهم اسود.

*(آغا بهبها) هو اسم السيد ياسين مجيد في جوازه الإيراني.

 

بقلم: عدي فاضل شفيق