عقدة “المنطقة الخضراء” – حمزة مصطفى

داخل المنطقة الخضراء طريقان أحدهما يؤدي الى جسر الجمهورية حيث الباب الشرقي، والآخر يؤدي الى الجسرالمعلق حيث الجادرية. كلا الطريقين مغلقان بوجه المواطنين. السبب هو القصر الحكومي والسفارة الأميركية وقصور ومنازل عدد من كبار المسؤولين. من يسلك هذه المنطقة إن كان يحمل باجا أو زائرا بدليل، يكتشف أن القصرالحكومي والسفارة وقصور ومنازل المسؤولين محاطة بأسلاك شائكة ومدججة بحراسات ومراقبة بكاميرات بحيث لايتمكن حتى الجني الأزرق الإقتراب منها. أما الطريقان فلم يطرأ عليهما تغيير منذ ماقبل عام 2003 سوى أن "الترفك لايت" يعمل بصورة طبيعية وهذا من نعم الله لا من علامات الساعة. 
صحيح أن الإشارات الحمراء والخضراء تشتغل خارج المنطقة الخضراء في معظم شوارع بغداد، لكنها تعمل بالعكس تماما. فشرطي المرور الذي يباشر عمله في هذه الساحات منذ ساعات الصباح الأولى حتى منتصف الليل في بعض المناطق المزدحمة مثل المنصور والكرادة لا علاقة له بإختراع إسمه الترفك لايت. الشرطي لا الآلة هو المسؤول عن حركة ومرور السيارات طبقا للزخم المروري. والطريف في الأمر إنه حين لايكون هناك زخم مروري لايتم الإعتراف بسلطة الإشارات الضوئية حيث يصبح المرور "مراوس" بين السواق. 
بالعودة الى المنطقة الخضراء "أم الطلايب" فمن وجهة نظري لاضير إن تم فتح الطرق هذه أمام المواطنين ذهابا وإيابا طالما لا أحد يتوقف في منتصف الطريق السريع ولايوجد ساكن فيها من ركاب الكيات والكوسترات. ربما الشئ الوحيد الذي نخسره هو الترفك لايت الذي سيوارى الثرى ما أن يزدحم الطريق بالسيارات من السايبا "وحط إيدك". وبصرف النظر عن ردود الفعل المختلفة المعارضة أو المؤيدة خصوصا بعد الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي بفتحها ومن ثم قراره بالعمل خارجها في منطقة علاوي الحلة، فإن فتح هذه الطرق كما يبدو لي لايؤثر على الخضراء وقاطنيها من مؤسسات حكومية سيادية الى مسؤولين رفيعي المستوى، فالتحصين لديهم عال العال. 
يضاف الى ذلك مسألة مهمة وهي إزالة هذه العقدة التي بات إسمها "المنطقة الخضراء" كما لوكانت هي وحدها المغلقة أمام عامة الناس. لا حاجة لكي أذكر الجميع بعدد المناطق الخضراء في العاصمة شرقا وغربا شمالا وجنوبا. اليس الجادرية حيث القصر الجمهوري ومنازل عدد آخر من  كبار المسؤولين منطقة خضراء ومحصنة ليس بوسع أيا كان المرور بها مالم يحمل باجا أو تخويلا بالمرور؟ اليست منطقة القادسية حيث منازل عدد آخر من الوزراء والمسؤولين منطقة خضراء هي الأخرى؟ اليست منازل المسؤولين ممن يسكنون خارج  الخضراء وبين الناس محاطة بالأسلاك والحراسة والحواجز الكونكريتية والعوارض منذ بداية الشارع المؤدي الى المنزل أو المكتب؟ اليست مراكز الشرطة في أحيائنا الشعبية مناطق خضراء صغيرة بعضها أغلقت الشوارع ذات المسارين وجعلته مسارا واحدا؟  رجاء إفتحوا شارعي الخضراء الرئيسيين فلن يحصل شئ طالما مناطقنا الخضراء منتشرة من مركز شرطة الحي فمكتب معلومات السكن وبعض منازل المختارين وصولا الى السفارة والقصر وما حولهما أو بينهما. ولله في "مناطقه الخضراء" شؤون.
نقلا عن صحيفة "الصباح"