المونيتور: روسيا تعمل على نشر قواتها في العراق

 

بعنوان “روسيا تتطلع إلى فرص جديدة مع صانعي القرار العراقيين”، نشر موقع “المونيتور” مقالاً أعدّه رسلان ماميدوف، منسق برنامج شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الروسي للشؤون الدولية.
 
وقال الكاتب “بينما كان العراق يمر بعملية معقدة لتشكيل حكومة جديدة، كانت روسيا تراقب عن كثب. والآن بعدما انتهت دورات الانتخابات في كلا البلدين، تأمل موسكو في أن يتمكن البلدان من توطيد علاقاتهما”.
 
وأوضح ماميدوف أنّه تم تشكيل واقع سياسي جديد خلال فترة ولاية رئيس الوزراء حيدر العبادي، إذ أدى الانتقال السلمي للسلطة عبر الانتخابات إلى تعزيز الاتجاه نحو تحقيق الاستقرار في العراق. وفي ظل هذه الظروف، تمتلك موسكو وبغداد إمكانات جادة لتطوير مزيد من التعاون.
 
في الرابع من تشرين الأول الجاري، احتفل ضباط من روسيا وإيران والعراق وسوريا بالذكرى الثالثة لإطلاق مركز بغداد للتنسيق والمعلومات، الذي تم إنشاؤه لتبادل المعلومات وحل مشاكل التنسيق المحددة في الحرب ضد تنظيم “داعش”، وألمح ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى إمكانية إنشاء نظام أمني شامل في العراق وتدريب الوحدات العسكرية. كما أنه لم يستبعد احتمال قيام روسيا بنشر قواتها في العراق بحال موافقة بغداد.
 
وسأل الكاتب هل يمكن أن يصبح الجانب العسكري – التقني من التعاون مع بغداد أولوية بالنسبة لموسكو؟ وقال: “يمكن الإجابة عن هذا السؤال جزئياً إذا نظرنا عن كثب في شخصية نائب رئيس الوزراء الروسي ورئيس الجانب الروسي في اللجنة العراقية – الروسية المشتركة يوري بوريسوف، وهو أقلّ شهرة مقارنة مع السياسيين الروس الذي سبقوه، إلا أنّه كان نائبًا سابقًا لوزير الدفاع ولديه خلفية تكنوقراطية في كل من تعليمه وحياته المهنية، ويعدّ الشخص الأكثر ملاءمة لتعزيز التعاون العلمي والتقني بين روسيا والعراق”.
 
ولفت الكاتب الى أنّ موسكو كانت تستعد لتحوّل الأحداث في العراق بعد الانتخابات، وعلى الرغم من انتخاب برهم صالح، الذي يعتبر سياسيًا مواليًا للولايات المتحدة، رئيسًا، إلا أن موسكو تواصل الحفاظ على العلاقات في العراق وتطويرها. على سبيل المثال، التقى محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان العراقي الجديد الموالي لإيران، بالسفير الروسي مكسيم ماكسيموف وقد تلقى دعوة من نظيره الروسي فياتشيسلاف فولودين لزيارة موسكو قريبًا، والتي من المفترض أن تعزز العلاقات بين الدولتين.
 
ويدرك القادة العراقيون أنه للحفاظ على الاستقرار، عليهم أن يظهروا للأميركيين والإيرانيين أن بغداد قد تلجأ الى موسكو دائمًا كشريك احتياطي، بحسب الكاتب الذي أوضح أنّه على الرغم من أن قدرات روسيا محدودة مقارنة بقدرات الولايات المتحدة أو إيران، فإنها يمكن أن تظهر عند الضرورة باعتبارها لاعبًا لديه خبرة ومهارات في القطاعات التي يحتاجها العراق، والتي لا تقتصر على التعاون في مجال الطاقة والأمن فحسب، رغم أن الإمكانيات في هذه المجالات كبيرة بالفعل وموسكو على قدم المساواة مع غيرها من الدول الرائدة، إلا أنّ روسيا قادرة على تقديم دعمها في إمدادات الكهرباء والماء، وهي نقطة ضعف في الاقتصاد العراقي، ويمكن للشركات الروسية أن تجد فرصًا جديدة تتعلق بفتح العراق معبرها الحدودي مع سوريا وضمان سلامة الطريق السريع بين بغداد ودمشق.
 
ورأى الكاتب أنّ تعزيز العلاقات بين العراق وسوريا سيساعد على استقرار الشرق الأوسط بشكل عام، وتعتبر موسكو هذه العملية بمثابة اتجاه إقليمي إيجاب.