الغارديان: فتح المنطقة الخضراء ببغداد يقلق سياسي العراق ويرعب أبناءهم

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها، ان فتح المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد أقلق سياسيي العراق.

وبينت الصحيفة انه منذ الغزو الاميركي للعراق عام الفين وثلاثة والمنطقة الخضراء محجوبة عن معظم السكان، حيث أصبحت المنطقة رمزاً للنفوذ الاميركي والتمايز المتنامي بين قادة العراق، مبينة أن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لفتح أجزاء من المنطقة المحصنة، جاء بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لنصر القوات الامنية على داعش الارهابي، في إشارة الى أن العراق يتمتع بمرحلة من الاستقرار النسبي.

وأكدت الصحيفة، ان البغداديين لم يشعروا بعد بتأثير فتح المنطقة الخضراء الجزئي، فخلال ساعات دوام الصباح، وعند انتهاء ساعات العمل بعد الظهر، تبقى جميع شوارع وجسور بغداد تغص بالسيارات وتشهد زحاماً مروريا شديداً.

الصحيفة نقلت عن  النائب حنين القدو، الذي انتقل الى المنطقة الخضراء في العام 2011 مع زوجته وأطفاله الثلاثة.. قوله .." لقد انتقلت إلى المنطقة الخضراء لحماية عائلتي بعد تلقيها تهديدات".".

وأضاف قدو قائلا: إنه "أشبه بكونك تعيش داخل سجن.

فهم بحاجة لباجات خاصة للدخول والخروج، في حين يجب الحصول على موافقات خاصة للخروج أثناء الليل أو نقل أثاث أو شراء أجهزة إلكترونية أو اي شيء يمكن ان يستخدم لتصنيع أو تركيب أداة تفجير".

ابنته، آية تذهب خارج المنطقة الخضراء للالتحاق بالجامعة ولكنها لم تخبر أي أحد من أصدقائها في الصيف عن مكان عيشها.

 

وتقول اية للغارديان "أنا لم أخبرهم لسبب أمني، وكذلك لكي لا ينظروا إلي بشكل مختلف"، "وبينما رحبت العائلة بالفتح الجزئي للمنطقة الخضراء، فان آية تخشى من احتمالية استغلال الإرهابيين لهذه الفرصة ويقومون بتنفيذ هجمات.

واشارت بقولها: "قد يحصل هناك المزيد من الانفجارات والسيارات المفخخة".

بالنسبة للمهندس المعماري ونائب مدير بلدية بغداد السابق للشؤون الهندسية هشام المدفعي، فان "مفهوم وجود أجزاء آمنة من المدينة في حين هناك أجزاء أخرى غير آمنة هو مصدر يدعو لإثارة التوتر بين العراقيين".

ويشير المدفعي للغارديان، بقوله "نحن نكره فكرة وجود منطقة آمنة ضمن المدينة.

هذا يعني ان الحكومة في مأمن بينما الشعب ليس آمنا".

وبينت الصحيفة، انه "خلال العقود السابقة من خدمته العامة كان المدفعي مسؤولا عن تنفيذ خطط استراتيجية للعاصمة.

وتضيف ان كرادة مريم، هو الاسم الحقيقي للمنطقة الخضراء الذي يفضل المدفعي استخدامه، وكان من المفترض ان تكون منطقة سكنية تتخللها مبان حكومية، ولكن حزب البعث أغلق بعض الطرق فيها بعد تسنمه للسلطة عام 1968.

وفي العام 2003 أغلقت القوات الاميركية مداخل المنطقة وغيرت معالم بغداد بشكل دائمي".

ويقول المدفعي، "سكان المنطقة الاعتياديون اضطروا لتركها"، مشيرا الى ان "مغادرتهم لها لم يكن قسريا بل باختيارهم لأنهم سئموا من تقييدات حركتهم التي جعلت من حياتهم اليومية مستحيلة".

 

وأكدت الصحيفة، أن "البغداديين لم يشعروا بعد بتأثير فتح المنطقة الخضراء الجزئي، فخلال ساعات دوام الصباح وعند انتهاء ساعات العمل بعد الظهر تبقى جميع شوارع وجسور بغداد تغص بالسيارات وتشهد زحاما مروريا شديدا.

طلال وأصدقاؤه في هذه الاثناء ينتظرون ما هم يتوقون إليه أكثر من حكومة عبد المهدي الجديدة من توفير فرص عمل وخدمات، بحسب الصحيفة.

وقال طلال: "إذا لم يلبّوا مطالب الشعب، سنقتحم المنطقة الخضراء مرّة أخرى