البغدادية..وطلال الزوبعي ..حقائق خطيرة عن فساد الكهرباء!!

 

البغدادية..وطلال الزوبعي ..حقائق خطيرة عن فساد الكهرباء!!
حامد شهاب
ماكشفه رئيس لجنة النزاهة البرلمانية النائب طلال خضير الزوبعي من خلال قناة البغدادية وبرنامج ستوديو التاسعة عن حقائق خطيرة في ملف الفساد في وزارة الكهرباء منذ اكثر من عشر سنوات ، يظهر ان هذا الملف الشائك كانت تقف وراءه جهات وشخصيات وحيتان فساد عراقية ودولية، لاتريد لقطاع الكهرباء ان يشهد تطورا ملحوظا ولو في حده الادنى!!
الحقائق المرة التي سردها النائب طلال الزوبعي طوال فترة تولي وزراء الكهرباء لهذه المهمة اكدت بما لايقبل الشك ان ماجرى من حالات تآمر وفساد بشأن العقود التي ابرمت منذ عهد الوزير كريم وحيد ، وما بعده كانت مجرد عقود وهمية لمحطات قديمة عفى هليها الزمن وهي مصنعة منذ السبعينات ولا يمكن ان تغذي شبكات الكهرباء العراقية كونها تعمل على الغاز غير المتوفر اصلا في العراق، بما يعني ان ما تم استيراده منذ ذلك العهد حتى الان كله فساد في فساد وضحك على ذقون الحكومات العراقية المتعاقبة التي تلت حكم بريمر حنى الان!!
قارنوا ساعات تزويد الكهرباء مع اية دولة فقيرة في العالم ، في أفريقيا أو في آسيا كما يقول الزوبعي ، ستجدوا أنها لاتعاني من أزمات كما يعانيها العراق، بل ان حكومة كردستان قد وفرت لشعبها الكردي كهرباء افضل بكثير من كهرباء بغداد وبقية المحافظات، لانها استطاعت بفضل خبرة كفاءاتها وباستخدام النفط الاسود وتصفيته بمصاف بسيطة وتحويله الى ( كاز ) أن توفر ساعات تجهيز أفضل بالكهرباء!! 
والفساد في قطاع الكهرباء يبلغ بعشرات المليارات من الدولارات كلها ذهبت هباء من ميزانيات العراق الانفجارية، التي نهبت هي الاخرى في مشاريع وهمية في وزارة الكهرباء كالصناعة وربما الصحة والاسكان ووزارات اخرى لاندري كم صرفت من مئات المليارات وارهقت بها خزينة العراق طوال تلك السنوات العجاف من عملية سياسية بائسة كرست الظلم والنهب والسلب والقتل والترويع وكل مايزيد لظى العراقيين وسنواتهم اشتعالا وخيبات أمل!!
أجل ..لم يحصد العراقيون من كل تلك الحقب المظلمة في تاريخ العراق الا مرارة العيش ولعنات تنصب كل يوم على كل من سرق من ثروة العراق وتواطأ مع السراق والفاسدين من سياسيين وبرلمانيين واقطاب سلطة وسكت عن جورهم وظلمهم ونهبهم لثروات العراق ومليارات خزينته التي اصبحت خاوبة بفعل حيتان الفساد التي اشتركت شخصيات سياسية مهمة داخل الحكومة في افراغها بهذه الطريقة المفجعة وهم من احزاب دينية تلبس لباس الدين ، وبعضها يرتدي العمامة، لكن الدين والاخلاق منها براء، بعد ان تبرأ العراقيون من كل فساد مهما بلغت منزلته الحزبية والدينية والبرلمانية، وكانت حصة الحزب الحاكم كما يبدو هي الاعلى في عمليات الاستحواذ على مقدرات العراق وهي بمئات المليارات!!
العرض المأساوي الكارثي الذي قدمه النائب طلال الزويعي خلال الحوار معه من قبل الزميل انور الحمداني في ستوديو التاسعة ، يقدم حقائق دامغة على انه لا أمل يرتجى من تلك الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وان كل وزير يأتي يسكت عن فساد ما سيقه وضمن مرحلته، لأن الجميع مستفيدون من عمليات النهب للثروة العراقية، ويبقى العراقيون يتظاهرون ويعبرون عن اقسى حالات الاستنكار كل يوم ولا احد من قيادات الدولة ولا رأسها المتمثل برئيس الوزراء يمكن ان يطيح بوزير فاسد او يحيله الى القضاء ليقتص منه ومن اشترك او تواطأ في تخريب حياة العراقيين ونغص عليهم كل تلك السنوات التي اصابتهم بفواجع ونكبات لايدري العراقيون متى الاقدار تنزل عليهم من السماء لتخلصهم من هذا الكابوس المرعب الذي يقض مضاجعهم كل يوم بل كل ساعة، وهم من محنة الى اخرى تتسابق كل عذابات الدنيا لكي تذيقهم مر الهوان!!
أزمة الكهرباء في العراق أصبحت مستفحلة ، ولا حل لها في القريب العاجل لا في البصرة او في بغداد او الناصرية أو المثنى او غيرها من محافظات العراق المنكوبة بازمات الكهرباء ، إذ أن حيتان الفساد سوف لن تسمح لها بأن تشهد اي تطور او تحسن ملموس لانه في ذلك حرمانا لهم من الغوص في اعماق شبكات وبحور الفساد، ولطمة بوجوههم ..وهو مالايسمح به اخطبوط الفساد المستشري في البلد منذ سنوات ورؤوسه تشترك فيه قيادات عليا في البلد ولها اغطية دينية وسياسية تحميها من الحساب!!
وليست الكهرباء وحدها هي الازمة المستفحلة، فالعراق كله أزمات : أمنية وسياسية واقتصادية وبيئية وصناعية وتجارية وازمات تربية وتعليم ومدارس خربة وكليات ذات مستويات علمية متدنية وخراب ثقافي وعلمي وازمات بطالة خريجين ومعامل معطلة وازمات اخرى في علاقاته العربية والدولية وهي ازمات من النوع الثقيل الذي يشيب له الولدان ، من شدة وطأته حتى ان الطفل الرضيع يولد وشعره قد اشتعل شيبا وهو مايزال في المهد، لم يعرف بعد كيف ينطق الكلمة او يعبر عن مشاعر الألم!!
النظام السياسي في العراق ، برمته ( شلع قلع ) كما يقول أهل الصفقات السياسية ضمن اخطبوط فسادهم هذه الايام ويردده العامة تندرا ، فاشل تماما ..و( الحكومات الفاشلة ) اكدها مسؤولون امريكيون كبارا من صناع القرار في الولايات المتحدة من اؤلئك الذين جلبوا لنا سياسيين من وراء البحار، كانوا جياعا وعراة وحفاة وقد حفر الفقر اخاديد في اجسادهم وهم بلا أدنى خبرة وليس لديهم شعرة من الاحساس بالوطنية ، ولهذا لن يأمل العراقيون خيرا منهم او يرتجى منهم املا في يوم ما، الا عندما يصحو العراقيون من غفلتهم وسباتهم وصمتهم العجيب الذي طال امده ، وهم من يتولون ادارة امرهم بأتفسهم ، كي يقرروا مصير بلدهم، وبدون ان يكون هناك إحساس ممن يحكم او يقود البلد ، أو يكون لديه شعور بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية والضمير الحي، ومن اكفاء ومثقفين علمانيين وخبرات عراقية محلية وليست ذات توجه ديني طائفي او مذهبي، لكن يكون هناك أمل يأن يعود العراق الى عافيته في وقت قريب!!