البغدادية عودة بطعم العتب بقلم : محمد السيد محسن

عادت قناة البغدادية الى تقديم بثها من جديد واحتفظت بوجوهها ومقدمي برامجها
بعد شكوى حكومية أدت الى وقف بثها على الرغم من انها كانت في ارقى مراحلها
لسان حال العراقيين وأغلبيتهم الصامتة الذين لايصيخ احد الى هواجسهم ففكر
مقدمو برامجها بصوت عال وقالوا ما عجز عنه المواطن العراقي المغلوب على أمره في
.اكثر الأحوال
لكن البغدادية ومن خلال بروموهات جديدة حاولت إرسال رسائل ملؤها العتب على العراقيين
الذين تعتقد إدارتها جازمة انها كانت تبث لأجل المسكوت عنه وحين أغلقت بقرار او شكوى
حكومية لم يحرك اي من العراقيين ساكنا ونسوا البغدادية المغلقة عنوة كما ينسون في كل يوم
آلامهم
البغدادية عادت وهي تبث رسائل العتب للعراقيين وتقول لهم اذا كنا في الفترة السابقة
نتحدث بصدق لنحفز حناجر كم فها نحن اليوم سنبدأ بثنا ونستانفه ولكن سنكذب هذه المرة
كي ترضوا عنا
هذه الرسائل لم ترسل للحكومة لان العلاقة بين الاعلام والحكومات لايمكن ان يرتهن الى التهكم
فقط فضلا عن ان القرارات الحكومية الناجزة في وقت قيادة المالكي للمشهد العراقي لم تكن
لصالح القناة بشكل مطلق وبدأت المناورات بين القناة وشخص المالكي منذ سنوات حتى أثير
تساؤل ملح لماذا يستهدف المالكي قناة البغدادية دون غيرها ؟ على الرغم من انها لم تكن
بالضد منه وإنما هي قناة تقويمية مسالمة ولم تكن هناك اجابة لهذا التساؤل حينها . وحين
تم تعليق المشاجرات بين القناة والمالكي دون حلول وتفاهمات تطور الشجار الى ان أخذ شكلا
شخصانيا حيث وضعت القناة شخص المالكي في أولوية أهدافها التفكيكية وقامت بمهمة
فضح الطبقة السياسية المحابية والمعارضة والمهادنة لسياسات المالكي وجعلت من هؤلاء
السياسيين محطا لنشر غسيل بعضهم البعض على حبل بثها اليومي فاستجذبت المشاهد
العراقي الذي كان يقضي ساعات بمشاهدة بث القناة وهو يترحم على الجهد المبذول الامر
الذي احس به المالكي وقدر خطورته فقدم شكوى "حزبية" لأطراف تملك سلطة القرار بغلق بث
القناة وكان ماكان
لسان حال إدارة القناة وعبر بروموهات تقدمها بعد عودتها للبث المتقطع على القمرين
نايلسات وهوتبرد تحمل العتب على العراقيين الذين لم يناصروها يوم تعرضت للاعتداء وهي
التي تعتقد انها لم تهمل العراقيين البتة حين كان لها صوت وهدر بكل هواجس العراقيين
لكن الملفت للأنظار ان البغدادية التي أخذت استراحة المحارب حسب مديرها ومالكها عون
الخشلوك لم تأخذ بالحسبان مرة اخرى ان وظيفة الاعلام اقرب للفلسفة من وظيفة الأنبياء
فليس من وظيفة القناة التعويل على جمهور عام بقدر ما يوجب عملها على ان يتركز على
التحليل والإحالات التأويلية لكافة القضايا المطروحة لجذب الجمهور المستهدف
الاعلام وظيفته خلق التساؤل وليس وظيفته الإجابة على التساؤل لان الإجابة على التساؤل
عند بعض المتخصصين وانقل عن "التوسير" يعني تسطيح وعي الجمهور المستهدف
كما ان على الاعلام ان يخلق مناخا تأويليا للقضايا من خلال فتح وتفكيك القضايا الامر الذي
لم وتدركه القناة بعد وصول مراحل الشد والجذب بينها وبين السلطة الى منطقة العداء المعلن
مبارك للبغدادية عودتها
وأنصح بعدم الأرتكاء على الجمهور وان تسعى القناة كأية وسيلة إعلامية محترفة على ان
تنهج منهج استجلاب الجمهور الى منطقتها دون ان تراهن على وجودها بين ظهراني
الجمهور