العرب الدولية: توقعات باشتداد التظاهرات بعد تشكيل الحكومة الجديدة في العراق

انطلقت التظاهرات في المدن العراقية الجنوبية والوسطى بنحو قوي، أجبر الحكومة على بذل الوعود والتعهدات بتلبية المطالب التي نادى بها المتظاهرون في هذه المدن، لكن هذه التظاهرات تستمر، وإن بوقع أخف، في محافظتي البصرة والمثنى.

ويتوقع باحثون ودبلوماسيون وصحافيون ومؤرخون وأكاديميون ، أن التظاهرات في المدن العراقية ستشهد تصاعدا غير مسبوق عند إعلان تشكيل الحكومة الجديدة من أشخاص يتهمون بالفساد وبأنهم كانوا السبب في تردي الأوضاع في البلاد ووصولها إلى الحالة التي هي عليها الآن.

وقد تشهد التظاهرات خفوتا حذرا إذا تشكلت الحكومة من وجوه جديدة، لكنها قد تتحول إلى أعمال انتقامية عشائرية وأعمال عنف واغتيالات للذين أسهموا في قتل المتظاهرين إذا تم تشكيلها من الوجوه نفسها المتهمة بالفساد.

ويتوقع الكاتب العراقي محسن جواد أن تخرج التظاهرات مرة أخرى إلى شوارع العراق بنحو أقوى في حال تشكلت الحكومة من السياسيين الذين حكموا العراق خلال الـ15 عاما الماضية ويعتبرون السبب في تردي الوضع الاقتصادي وانتشار الفساد.

ويرجع جواد استمرار التظاهرات في محافظتي البصرة والسماوة الجنوبيتين إلى استمرار معاناة أهالي البصرة من مشكلات وأزمات خانقة لم تحل، خصوصا الماء والكهرباء، مع شعورهم بأن محافظتهم تعطي للدخل القومي العراقي أكثر مما تحصل عليه.

ويلاحظ عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي ماجد مكي الجميل أن السخط في العراق واحد ولا اختلاف في درجة الغضب بين محافظة وأخرى، منوها إلى أن الأحداث أثبتت أن الاحتجاجات عامة، ومطالبها عادلة ولا يمكن دحضها أو التهرب منها.

ويشير إلى التفاوت بين المحافظات العراقية في نوعية الحراك ودرجة نشاطه، لافتا إلى أن هذا التفاوت يتعلق بالأساس بمدى قدرة الجمهور الغاضب وكفاءته على تنظيم نفسه وترتيب اتصالاته مع الناس وتشكيل اللجان لتنسيق التجمعات والاحتجاجات وإعدادها.

ويوضح الجميل أن ضعف التظاهرات في هذه المحافظة أو تلك لا يعني ضعفا في درجة السخط، مستدلا على ذلك بأن عدم ظهور احتجاجات في المحافظات الغربية والشمالية، وتلك الواقعة في شمال غرب وشمال شرق بغداد لا يعني البتة أن هذه المحافظات راضية عن السلطة الحاكمة، وهي نفسها التي بدأت بالاحتجاجات الواسعة عامي 2012 و2013، وهي ذاتها التي قادت المقاومة ضد الاحتلالين الأميركي والإيراني منذ اليوم الأول لاحتلال العراق في 9 أبريل 2003. 

ويرى الطبيب والناشط سيف الدين الآلوسي أن التظاهرات، التي انطلقت في جنوب العراق ووسطه، مثلت رد فعل مبطنا ضد التدخل الإيراني في تفاصيل الحياة العراقية، فضلا عما عانته هذه المحافظات من الأحزاب الطائفية الحاكمة ومن الظلم الذي وقع عليها.