اختتم في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية مساء يوم الخميس 15 نوفمبر 2019 ملتقى (الجواهري معاصراً) الذي عقد طيلة يومين، الأربعاء والخميس 14 و15 نوفمبر- تشرين الثاني 2018 إحياءً لذكرى الشاعر العراقي الكبير الذي نال جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية عام (1990 ـ 1991) مفتتحاً بذلك باباً جديداً في الجائزة (الإنجاز الثقافي والعملي) تقديراً لمكانته الكبيرة في الشعر العربي المعاصر.
حيث شارك الدكتور علوي الهاشمي بورقة عنوانها “إيقاع تجربة الموت عروضيًا في شعر الجواهري من خلال أربع قصائد مختارة” استعرضها نيابة عنه الشاعر والإعلامي السوري حسين درويش حيث اعتذر الهاشمي بسبب عارض صحي مفاجئ، كما قدم الدكتور مقداد محمد شكر قاسم ورقة بعنوان “إيقاع التكرار في شعر الجواهري” حيث جرى استعراض شعر الجواهري بشكل علمي ممنهج من خلال العلاقة الترابطية بين بحور الشعر وموضوع الموت في أربع قصائد هي: ناجيت قبركِ، أجب أيها القلب، أخي جعفر، لقد أسرى بيَ الأجلُ. كما تم استعراض تجربة التكرار لمفردات معينة في قصائد الشاعر واختياره لقواف ذات إيقاع محدد ميزت قصائده، وقد أدارت الجلسة الأولى الكاتبة بدرية الشامسي التي أعطت الفرصة للجمهور النوعي المشاركة برأيه في الورقتين.
وفي الجلسة الأولى أيضا التي أدارتها الشاعرة صالحة غابش قدم كل من الدكتورين الشاعر علي جعفر العلاق ورقة بعنوان “جماليات الغضب والقسوة”، وضياء عبدالرزاق العاني ورقة بعنوان “الرفض في شعر الجواهري بين رصد الواقع وتأصيل المثال”.
أشار العلاق إلى أن الجواهري يبدو على العكس من أحمد شوقي مثلاً، لا يرتفع بقصيدته غالباً إلا في مناخٍ من التحدي والغيظ المحتدم والافتتان بالذات، تلك الغابة التي يعرف ممراتها الضيقة وهو مغمض العينين. لذلك ليس لديه، كما ليس لدى المتنبي أيضا، تلك الرقة التي تميز بها شعراء معدودون عبر تاريخنا الشعري كجرير، وعمر بن أبي ربيعة، والعباس بن الأحنف، والبحتري، والشريف الرضي، وشوقي على سبيل المثال.
وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الشاعرة الهنوف محمد فقد قرأ الدكتور شاكر نوري ورقة بعنوان “الجواهري.. شاعر المفردة” واختتم الملتقى الدكتور سمر روحي الفيصل بورقة بحثية بعنوان “نثر الجواهريّ … قراءة في (ذكرياتي)” حيث تناولت الورقة الأولى المفردات ذات البعد التاريخي من معجم لغوي عربي ليست قيد التداول أو مفردات لها دلالة شعبية وضرب الدكتور شاكر نوري بعض الأمثلة على ذلك. بينما تطرق سمر روحي الفيصل إلى نثر الجواهري عبر كتاب ذكرياتي الذي تم تسجيله بصوت الجواهري على أشرطة كاسيت بين عامي 1961 و1968 وهي الفترة التي أمضاها في براغ، ومن ثم تم تفريغ تلك الأشرطة ونشرت في كتاب صدر عن دار الرافدين بدمشق.
وقد لاقت الورقتان المزيد من الأسئلة والتعليقات والإضافات خاصة الفترة التي أمضاها محمد مهدي الجواهري في دمشق والتي تجاوزت الـ 20 عاماً.