أظهر تحليل لصور من الأقمار الصناعية، الأربعاء، أن الأنهار الجليدية الساحلية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) تفقد الكتل الجليدية بسرعة تفوق قدرة الطبيعة على تعويض الجليد المنهار، ما يضاعف التقديرات السابقة للخسائر في أكبر طبقة جليدية في العالم خلال 25 عاماً الماضية.
وأثارت الدراسة الأولى من نوعها، التي قادها باحثون في مختبر الدفع النفاث التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) بالقرب من لوس انجلوس ونشرت في دورية نيتشر، مخاوف جديدة حول مدى السرعة التي يضعف بها تغير المناخ الجروف الجليدية العائمة في القارة القطبية الجنوبية، مما يؤدي لتسريع ارتفاع منسوب مياه البحر على مستوى العالم.
وكان أبرز ما خلصت إليه الدراسة هو أن صافي خسارة الجليد في القارة القطبية الجنوبية نتيجة “انفصال” كتل من الأنهار الجليدية الساحلية قبالة المحيط، تكاد تقارب حجم صافي كمية الجليد التي يعرف العلماء بالفعل أنها فُقدت نتيجة ترقق طبقات الجليد الناجم عن ذوبان الجروف الجليدية، بفعل ارتفاع درجة حرارة مياه البحار.
وخلص التحليل إلى أن ترقق طبقات الجليد وتفتت الكتل الجليدية قد قللا معاً من كتلة الجروف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، بمقدار 12 تريليون طن منذ عام 1997، أي مثلي التقدير السابق.
ذوبان بحجم سويسرا
وقال العالم في مختبر الدفع النفاث والمشرف الرئيسي على الدراسة تشاد جرين إن حجم الخسارة في الطبقات الجليدية، نتيجة انفصال وتفتت الكتل الجليدية خلال الـ25 عاماً الماضية، يقرب من 37 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة تقارب مساحة سويسرا.