صحف اليوم .. مخاوف من تكرار مأساة 2014 وما هو سر اختفاء القنابل العنقودية في البصرة

وجولة جديدة في الصحف والمواقع والوكالات الأجنبية والعربية ونبدأ من موقع ” فويس اوف أميركا ” الذي اورد تقريرا تحت عنوان ” الولايات المتحدة تنهي رسميا العمليات القتالية في العراق” قالت فيه إن إعلان المهام القتالية للتحالف الدولي بالعراق جاء ليفتح الباب أمام عدة تخوفات أبرزها عودة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب تهديدات المليشيات الموالية لإيران بعد الخسارة المدوية في الانتخابات.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لطالما سعت لوضع حد لما يسميه الرئيس بايدن بـ “الحروب اللانهائية” في الشرق الأوسط، ومن هنا جاء الانسحاب المتسارع للقوات الأميركية من أفغانستان ومن بعده ، حيث توجه الولايات المتحدة وحلفاؤها اهتمامهم بشكل متزايد نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي.

وأضافت أنه بعد 18 عاماً من الغزو الأميركي للعراق، لم يتبق للولايات المتحدة سوى 2500 جندي نظامي، بالإضافة إلى عدد محدود من القوات الخاصة التي تقاتل داعش، وتتركز القوات في ثلاث قواعد فقط، وعددها لا يذكر مقارنة بالقوة التي بلغ قوامها 160 ألفاً عند احتلال العراق عام 2003.

وأضافت فويس أوف أميركا  إلى وجود فرق بين حالتي أفغانستان والعراق، رغم تقارب المشهد في مسألة الانسحاب الأميركي، موضحة أن الولايات المتحدة تعلمت الدرس جيدا ولن تغامر باستقرار العراق.

==========

وحول الموضوع نفسه ،، تحدث موقع انترناشونال نيوز عن مخاوف من تكرار مأساة 2014 حين انهار الجيش العراقي بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل مشيرة إلى ضرورة دعم الجيش العراقي وعدم تسييس عمله

وأشار الموقع في تقرير إن انتهاء العمليات القتالية للتحالف الدولي في العراق لابد أنها خطوة جاءت بعد التأكد من أن القوات المسلحة العراقية قادرة على إدارة العمليات العسكرية ضد داعش الإرهابي على الأرض مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت عدد من الضربات الموجعة المتتالية لفلول التنظيم

واعتبر الموقع أن المستفيد الأكبر من انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي هو إيران التي تعمل بشكل مكثف منذ مقتل قائد مليشيا فيلق القدس، قاسم سليماني، مطلع العام الماضي على طرد القوات الأميركية لكي تصبح القوة المهيمنة بعدما نصبت رجالها في الجيش والبرلمان والحكومة.

ولفتت إنترناشونال نيوز إلى أن الخطر ليس من تنظيم داعش وإنما من السلاح المنفلت والمليشيات الموالية لإيران، فالتنظيم استنفد كل قوته على مدار السنوات الماضية وبات يبحث عن موطئ قدم آخر خارج البلاد، وساعد على ذلك استعادة سوريا سيطرتها على غالبية المناطق من يد المعارضة والتعاون الأمني بين البلدين.

وأكد الموقع ضرورة أن تكون هناك مبادرة حكومية بدعم دولي تنادي بحصر السلاح في يد الدولة وحل الميلشيات المنفلتة التي تهدد سيادة الدولة

===========

وفي الإطار نفسه نشر موقع “تي في سانك موند” الفرنسية تقريرا بعنوان “ماذا تحتاج القوات العراقية للقضاء على داعش؟” حيث قال التقرير إنه في الوقت الذي تمر فيه الذكرى الرابعة لإعلان الحكومة العراقية “النصر” على تنظيم داعش الإرهابي، تتصاعد حدة الهجمات التي ينفذها التنظيم الإرهابي في وسط البلاد وشمالها، وأحيانا في قلب العاصمة بغداد.

وأضاف التقرير أن هناك مخاوف من تصاعد العنف في العراق مع انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي وفق الاتفاق الذي تم بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حيث يرى خبراء في التنظيمات الإرهابية إن التنظيم الإرهابي ورغم دحره وقتل قياداته في 2017، سرعان ما تعافى وتحول إلى حالة منظمة وبدأ يشن حرب عصابات لا مركزية”.

ويضيف الخبراء أن القوات العراقية نفذت عشرات الحملات الأمنية والعسكرية ضد بقايا التنظيم خلال السنوات الماضية، مع ذلك ما زال عناصر التنظيم يشنون هجمات في مناطق مختلفة  ما يؤشر إلى أن العراقيين لا يزالون بحاجة لعمل كبير لاجتثاث التنظيم ومنها ضرورة “الاعتماد على القوة الاستخبارية  ووضع استراتيجية شاملة  لمواجهة الإرهاب تشمل مقاربات ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية حتى يتم القضاء نهائيا على الفكر المتطرف حيث لا تزال الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تسببت ببروز التنظيم في 2014  موجودة في العراق  ومنها البطالة والفساد وانعدام الخدمات والفقر وغيرها”.

==========

خلصت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها بعنوان “محافظة الأنبار العراقية تعيد البناء بعد داعش” إلى أنه بعد خمسة أعوام على الحاق الهزيمة بتنظيم داعش , أصبح هناك مؤشرات على انتعاش اقتصادي لكنه هش في الرمادي والفلوجة.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن محافظة الانبار التي كانت  معقلا لتنظيم  داعش، عاد فيها الأمن بصورة حذرة حيث بات ينتشر فيها مشاريع البناء والأسواق الصاخبة والمناسبات الترفيهية العائلية , لكن الاستفادة من هذه التطورات لم تطل الجميع، حيث لا يزال كثيرون يدفعون ثمنا باهظا بعد طرد مسلحي داعش حيث تنتشر الفصائل المسلحة في المدينة وتفرض على الأهالي ضرائب باهظة.

ونقلت الصحيفة عن عدد من سكان الأنبار استياءهم مما يرون أنه احتلال مستمر من جانب الميليشيات التي تدعي أنها حررت مناطقهم من داعش وبالتالي تستحق أخذ المال من السكان خارج إطار الدولة.

==============

وننتقل إلى صحيفة عرب ويكلي ونقرأ تقريرا بعنوان ” إيران تخفض إمدادات الغاز للعراق” قالت فيه إن وزارة الكهرباء العراقية كشفت أن تقليص إمدادات الغاز من إيران أدى إلى انقطاع الكهرباء بنحو 3500 ميغاوات

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي  إن  الايام القليلة الماضية شهدت انحساراً كبيراً في كميات الغاز المجهزة من الجانب الايراني الى العراق،التي وصلت الى ما يقارب الـ 8 ملايين متر مكعب قياسي في اليوم، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا خلال فصل الشتاء ما أدى الى حرمان المنظومة من كميات طاقة متاحة تصل الى 3500 ميغاواط.

وقالت الصحيفة إن اعتماد العراق على واردات الطاقة الإيرانية كان له عواقب كبيرة على العراق الذي لا يمتلك استقلالية كبيرة في مجال الطاقة حيث مثلت الوارادت الإيرانية من الغاز   مصدر توترات مستمرة مع الولايات المتحدة التي تمنع العراق من دفع مقابل الغاز بصورة مباشرة حتى أصبح العراق مدين لإيران بمليارات الدولارات لواردات الطاقة

وأضافت عرب ويكلي أن مخاطر نقص الغاز كبيرة بالنسبة للعراق حيث أدى انقطاع التيار الكهربائي بشكل روتيني إلى احتجاجات عنيفة لا سيما في الجنوب مشيرة إلى  إلى أن واردات الغاز من إيران تتراوح بين 1.5 و 1.8 مليار قدم مكعب في اليوم إلا أن خفض هذه الوارادت أثر سلبا على احتياجات المحافظات فالبصرة مثلا تحتاج إلى 4000 ميغاواط لكنها تستقبل حاليًا 830 ميغاواط فقط

=============

وننتقل إلى الصحف العربية ونقرأ تقريرا من الشرق الأوسط بعنوان ” تقرير حقوقي: 5 % من أيتام العالم في العراق” قالت فيه إن مؤشرات نشرتها مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في العراق أظهرت  أرقاما وإحصاءات مؤسفة بالنسبة لمجمل أوضاع السكان في البلاد، وخاصة تلك المتعلقة بالحياة والأمن والحريات، إلى جانب قضايا التعليم والصحة والبطالة وفقدان الأطفال لذويهم.

ولفت مؤشر مفوضية الحقوق إلى وجود 5 ملايين يتيم يمثلون نحو 5 في المائة من أجمالي الايتام في العالم، الأمر الذي يعكس حجم الخسائر البشرية والمآسي الإنسانية التي خلفتها أعمال العنف والحرب ضد الإرهاب على سكان البلاد وخاصة الأطفال منهم.

ولم تتوقف الإحصائية الحقوقية عند حدود فقدان الأطفال لآبائهم، بل كشفت أيضاً عن انخراط مليون طفل في سوق العمل، بالنظر لحالة العوز التي تعاني منها العوائل الفقيرة، إلى جانب وجود 45 ألف طفل بلا أوراق ثبوتية رسمية نتيجة انتماء آبائهم لتنظيم داعش الإرهابي , كما أشارت إلى وجود 4 ملايين ونصف مليون طفل ترزح عوائلهم تحت خط الفقر. وهناك 5000 شكوى مقدمة على خلفية العنف الأسري.

أما في مجالي التعليم والصحة، فقد كشفت المؤشرات عن واقع مرير يعانيه الطلاب في المدارس من خلال حاجة البلاد إلى 8000 مدرسة، وكشفت عن ان نسبة التسرب وترك الدراسة بلغت 73 في المائة من اجمالي المراحل الدراسية 

وبشأن المصادر التي استندت اليها مفوضية حقوق الإنسان في مؤشراتها، قال العضو في مجلسها علي البياتي لـلشرق الأوسط  إن  عدد الأيتام استند إلى أرقام منظمة اليونسيف، أما بقية المؤشرات فاستندت إلى إحصاءات وزارة التخطيط العراقية ووكالات الأمم المتحدة، أو الشكاوى التي تسلمتها المفوضية

===========

نشرت صحيفة إندبندنت عربية تقريرا بعنوان “من سرق القنابل العنقودية في البصرة؟” وجاء فيه إنه بعد فشل محاولة اغتيال مسؤول الاستخبارات وسط مدينة البصرة بدراجة نارية مفخخة حتى دخلت القوات الأمنية حالة الإنذار القصوى بعد أقل من 24 ساعة إثر اختفاء حاوية تحتوي على أكثر من 100 قنبلة عنقودية فعّالة في صحراء الرميلة.

وأضافت الصحيفة أن اللافت للنظر هو أن هذه الحادثة تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى مدينة البصرة، بغية الوقوف على التحقيقات الجارية بشأن انفجار الدراجة النارية المفخخة, كما أن تسارع هذه التطورات بين هجمات “داعش” ورفض قوى الإطار التنسيقي نتائج الانتخابات تزيد من أوضاع العراق تدهوراً.

وتابعت الصحيفة إن المصدر الأمني العراقي نسب الحادثة إلى مجهولين كما حدث في واقعة محاولة اغتيال الكاظمي حيث تبقى الأسماء مجهولة رغم إقرار الكاظمي بأنه يعرف تلك الجهات المخربة بالأسماء, إلا أن ذلك يقود إلى الاستنتاج بأن سطوة وقوة الفصائل الموالية لإيران مستمرة على مفاصل الدولة مع أن إجمالي قوتها وعددها أقل وأضعف من قوات الجيش النظامي، لكن غياب الإرادة الحرة بسبب هيمنة إيران على القرار السياسي العراقي بالتوافق مع الولايات المتحدة، تجعل الأوضاع الأمنية مهلهلة وخارجة عن السيطرة الحقيقية لقوى الدولة , وعليه فإن الأوضاع داخل العراق ستبقى على هذا المنوال من الضعف والهوان، طالما كانت هذه العملية السياسية مستمرة وتتحكم فيها القوى الطائفية.