كشفت صحف أميركية، أن الولايات المتحدة والعراق يعتزمان إعلان انسحاب القوات القتالية الأميركية، وتحويل مهمتها إلى “استشارية” قبل نهاية العام الجاري 2021، وذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن كبار المسؤولين العراقيين والأميركيين يعتزمون إصدار بيان يدعو القوات الأميركية المقاتلة إلى مغادرة العراق بحلول نهاية العام، لكنهم سيؤكدون مجدداً أن الوجود العسكري الأميركي “لا يزال ضرورياً بعد ذلك لمساعدة القوات العراقية في معركتها ضد تنظيم داعش”.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قوله، “لسنا في حاجة بعد الآن إلى أي مقاتلين لأن لدينا هؤلاء”. وأضاف: “ماذا نحتاج؟ نحن بحاجة إلى تعاون في مجال الاستخبارات، بحاجة للمساعدة في التدريب، وبحاجة إلى قوات لمساعدتنا في الجو”.
تخفيف الضغوط
ومن المقرر أن يصدر البيان بالتزامن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين، إلى واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون للصحيفة الأميركية، إن الهدف من البيان هو تمكين القيادة العراقية من تخفيف الضغط السياسي الذي تمارسه الفصائل الشيعية المتشددة التي تريد مغادرة جميع القوات الأميركية الموجودة في البلاد، التي يبلغ تعدادها 2500 جندي، مع الحفاظ على الدعم الأميركي لقوات الأمن العراقية.
بينما قال مسؤول أميركي إن واشنطن تخطط لتلبية شروط البيان، من خلال إعادة تحديد دور بعض القوات الأميركية في البلاد، بدلاً من تقليص الوجود الأميركي.
لمسات أخيرة
في سياق متصل، قال تقرير لمجلة “بوليتيكو”، إن مسؤولين أميركيين وعراقيين يضعون اللمسات الأخيرة على تحويل مهمة الجيش الأميركي في العراق إلى دور استشاري بحت بحلول نهاية العام، إيذاناً بالانتهاء الرسمي للمهمة القتالية الأميركية في البلاد، وفقاً لمسؤول أميركي، وشخصين مطلعين.
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين يخططون للإعلان عن هذا التحول، الاثنين، بعد أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، بحسب أحد الأشخاص المطلعين على المناقشات.
وبموجب الخطة، التي أكدت المصادر أنها لن تشكل انسحاباً للقوات الأميركية من البلاد، سيبقى عدد من أفراد الجيش الأميركي في العراق إلى أجل غير مسمى. وستقدم هذه القوات الدعم اللوجستي والاستشاري، بالإضافة إلى القدرة الجوية وقدرات الاستخبارات والرصد في ما يتعلق بالقتال ضد تنظيم داعش، الذي تبنى هذا الأسبوع المسؤولية عن هجوم انتحاري في بغداد خلّف عشرات القتلى.
وقال مصدر إن الإعلان يأتي تتويجاً لعدد من الحوارات الاستراتيجية بين المسؤولين العراقيين والأميركيين حول الوجود العسكري الأميركي في العراق على مدى السنوات القليلة الماضية.